قائمة الموقع

"الرسالة نت" تبحر الى جزر الاميرات

2011-08-16T08:02:20+03:00

غزة-محمد أبو قمر

في صباح يوم مشرق تلألأت فيه خيوط الشمس مع زرقة السماء المنعكسة على بحر مرمرة، بسطت الطيور أجنحتها على المياه المتلاطمة خلف السفينة التي شقت طريقها الى جزر الاميرات.

اذا زرت تركيا، فلابد لك أن تبحر الى تلك الجزر التي تجذب السائحين برحلات يومية منتظمة من مختلف مناطق اسطنبول.

الى "الاميرات" كانت وجهة القبطان المميز ببدلته البيضاء، حيث تجتمع مشاهد الطبيعة والاثار على شاطئ البحر الطويل، فيما تلاحق أعين السائحين الطيور العائمة خلف السفينة، وهم ينثرون لها الحبوب وكسرات الخبز.

في رحلة الابحار يستمتع السياح بمشهد البواخر التجارية الضخمة المتجهة الى الموانئ التركية، والسفن السياحية المشابهة المبحرة الى ذات الجزر.

بعد ساعة ونصف من الابحار بدأ ينجلي الضباب عن معالم الجزر البعيدة، وتكشفت الاشجار الخضراء التي تغطي المنازل المميزة بألواح القرميد الحمراء.

ويعود سبب تسمية جزر الاميرات لعهد الدولة البيزنطية حيث كانت منفى للأمراء والأميرات.

قبل الظهيرة رست السفينة التي أقلت "الرسالة" في جزيرة ’’يبوك أطه’’ الأكبر بين مثيلاتها ، هناك وقف السياح في طابور طويل لاستئجار "حناطير" ودراجات هوائية، التي تعد وسائل النقل الوحيدة داخل الجزيرة الخالية من ضوضاء السيارات.

وتنتشر الحناطير التي يجرها حصانان في أرجاء الجزيرة لنقل السائحين، وتتنوع الدراجات الهوائية المفرد والتي تقل اثنين، وأخرى تحمل ثلاثة أشخاص.

يهرب السياح من صخب المدن الى جزر الاميرات للاستمتاع بجوها الجميل الذي يعود بهم الى الزمن الماضي حيث البناء القديم والبيوت الخشبية، والشوارع الضيقة.

ساعات يقضيها السياح في جولة يتنقلون خلالها بين شاطئ الجزيرة وطبيعتها الخضراء التي تغطي المنازل، يتنفسون هواء نقيا خاليا من السموم التي تنفثها السيارات.

في الجزر الجميلة تجتمع أجناس الارض التي تؤم المكان... "شقر" وسود، وعرب وعجم.

على ضفاف الجزيرة تنتشر المطاعم السياحية، التي تقدم الوجبات البحرية الطازجة لمرتاديها، ومن الملفت أن الأتراك العاملين في تلك المطاعم يتحدثون اللغة العربية التي أتقنوها باختلاطهم اليومي بالسياح العرب.

ويحرص السائحون على تناول وجباتهم حول "الكورنيش" الذي تحيطه الطيور العائمة التي تقتنص طعامها من الاسماك الصغيرة التي تقترب من سطح الماء، وتتناول بعض ما يلقيه السواح اليها.

ويمارس مرتادو الجزر رياضاتهم البحرية المختلفة لاسيما السباحة، ويستمتع المقيمون من الأتراك بتناول غدائهم بين الأحراش المنتشرة على أطراف الجزيرة.

وفتح القائد العسكري العثماني سليمان بالطة أوغلو عام 1453 ميلادي جزيرة بيوك أطه، قبيل الفتح الكبير لمدينة القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح الذي قام بتقسيم المدينة إلى عدة مناطق سكنية ومن ضمنها جزر الأميرات التي أسكن فيها مسيحيي منطقة البحر الأسود، حيث بدأوا بممارسة مهنة الصيد في الجزيرة حتى منتصف القرن التاسع عشر.

الخامسة مساء تبدأ رحلة عودة السفن الى حيث انطلقت، وفي طريق العودة ترخي الشمس خيوطها على المياه المختلطة بلون الغسق الاحمر، ومن المدهش أن ترى في كل دقيقة طائرة تهبط الى مطار اسطنبول القريب، وهو ما يؤكد الاحصاءات التي تؤشر على زيادة أعداد السياح الى تركيا التي تقع في قارتي آسيا وأوروبا.

.

اخبار ذات صلة