الرسالة نت - وكالات
لم يكن أهالي بلدة بيت ساحور (شمال بيت لحم) يتخيلون أن الجبل الأخضر شمال بلدتهم (جبل أبو غنيم) سيتحول في أقل من خمسة عشر عاما إلى مستوطنة أشبه بمدينة أخذت تتسع لتلامس مساكنهم وبلدتهم.
ويقول مسؤولون فلسطينيون وخبراء في مجال الاستيطان إن المستوطنة المسماة إسرائيليا "حي هارحوما" وتتبع القدس إداريا، تتسع بشكل كبير، موضحين أن استمرار طرح عطاءات البناء فيها سيؤدي خلال سنوات قليلة إلى إغلاق الجهة الشمالية لبلدة بيت ساحور كاملة بالمباني.
وأكدوا أن من أبرز نتائج زحف المستوطنة باتجاه بيت لحم وقف التمدد السكاني للفلسطينيين، ومنع البناء في المناطق القريبة من المستوطنة، وهو ما تؤكده إخطارات الهدم لإسكان الروم الذي يضم عشرات الشقق السكنية شمال بيت ساحور.
*** المواجهة بالبناء
ويشكل الجدار العازل المحيط بالمستوطنة، المقام على أراضي بيت ساحور بيئة أمنية غير مستقرة، إذ يتم تسيير دوريات باستمرار بمحاذاته، بينما تنفذ قوات الاحتلال حملات مداهمة ليلية للمنازل الواقعة قرب الجدار وأشهرها منزل سليمان زواهرة الذي يلتف حوله الجدار، ومجموعة بيوت إسمنتية وأخرى من الصفيح والعرش وحظائر الأغنام.
وكان خبير الأراضي والاستيطان خليل التفكجي أفاد بأن مخطط المستوطنة يتضمن إقامة 17 ألف وحدة سكنية ومؤسسات عامة كالمستشفيات والمدارس وغيرها، قائلا إن مساحة مخطط المستوطنة تبلغ 2055 دونما جميعها تم الاستيلاء عليها من أراضي القدس وبيت لحم.
ومن أحدث مشاريع البناء بالمستوطنة ما أعلنته لجنة التنظيم التابعة لبلدية القدس التابعة للاحتلال حيث صادقت في الرابع من أغسطس/ آب الجاري على بناء 930 وحدة سكنية في نفس المستوطنة.
*** مصادرة أراض
من جهته يقول رئيس بلدية بيت ساحور هاني هايك إن نحو 650 دونما من أراضي بيت ساحور صودرت لصالح المستوطنة، في حين أوقف السياج المحيط بها التمدد السكاني للفلسطينيين شمال بلدتهم.
وأضاف أن تسارع البناء بالمستوطنة يهدد بشكل مباشر واحدا من أكبر المشاريع الإسكانية الفلسطينية وهو "إسكان الروم" المهدد بالهدم منذ سنوات، والمكون من 14 عمارة بكل منها 12 شقة سكنية، موضحا أن صمود السكان وبقاء سبعين عائلة فيه أسهم في إفشال محاولة الهدم والاقتلاع.
وقال إن المشكلة الحقيقية التي يفكر بها سكان بيت ساحور هي مستقبل أبنائهم في ظل التضييق ومحاصرة البلدة من كافة الجهات، وعدم وجود مساحات للبناء.
*** أهداف عدة
ويقول خبير الاستيطان والأراضي عبد الهادي حنتش إن مستوطنة أبو غنيم تغلق تماما الجهة الشمالية لبلدة بيت ساحور، ومدينة بيت لحم، مشيرا إلى انتشار استيطاني في كافة الجهات المحيطة بالمدينة.
وقال إن الإعلان الإسرائيلي الأخير عن بناء 930 وحدة استيطانية في أبو غنيم يسهم أيضا في محاصرة الأحياء العربية بالقدس، خاصة صور باهر والعيزرية من الجهة الغربية، وبالتالي الحد من التوسع والبناء.
وأوضح أن إسرائيل تستهدف أبو غنيم في البناء لأهداف أمنية وديمغرافية وسياسية، مشيراً إلى أنها بحجة الأمن تصادر مساحات واسعة من الأرض لصالح الجدار، وسياسيا تعد المستوطنة حيا من أحياء القدس ومحاولة لوضع الحدود النهائية للمدينة، وديمغرافيا تمنع التوسع الفلسطيني وتحاصر الأحياء العربية.
المصدر: الجزيرة نت