القدس - الرسالة نت
نشرت مصادر صحافية عبرية قائمة لأبرز ست شخصيات مؤثرة فى توجهات حركة حماس، مؤكدة بأن حماس تتمتع حالياً بقيادات شابة على عكس حركة فتح، ونشر تلك القائمة فى التوقيت الحالي قد تعتبر خطوة تمهيدية لاغتيال القيادات الجديدة أو التخلص منه كما حدث فى السابق للحد من قوة المقاومة الاسلامية.
وقالت صحيفة هآارتس العبرية في سياق تقرير لمراسلها للشئون العربية جاكي خوري أن هناك ستة أشخاص داخل حركة حماس يلعبون الآن دور بارز في توجهات الحركة، وتجسد ذلك بوضوح فى صفقة تبادل الأسري المزمع إبرامها بين حماس و"إسرائيل". مشيراً إلى أن أعضاء وفد حماس الذي وصل لدمشق مؤخراً لمناقشة التفاصيل النهائية لصفقة تبادل الأسرى، فى مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، معروف معظمهم لدى "الإسرائيليين"، لكن ما لا يعرفونه هو أنهم من القيادات الشابة البارزة في الحركة سواء فيما يتعلق بالقيادة السياسية أو العسكرية.
وذكر أن على رأس القائمة يأتي أحمد الجعبري القائد العام للجناح العسكري لحركة حماس والمسئول عن ملف شاليط داخل الحركة وسبق له أن كان أحد نشطاء حركة فتح في الثمانيات وتم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية وبعد إطلاق سراحه انضم لحركة حماس وشغل في البداية منصب رئيس أحدى جمعيات الأسري المسئولة عن أسرى حماس وفي منتصف التسعينات تولي مسئولية أحدى خلايا حماس العسكرية وأصبح أحد المقربين لقائد الجناح العسكري للحركة محمد ضيف والشيخ صلاح شحادة , وفي أعقاب قيام "إسرائيل" باغتيال شحادة وإصابة ضيف تم تعيين الجعبري قائداً للجناح العسكري لحركة حماس , وطبقاً للتقارير الفلسطينية فأن "إسرائيل" حاولت اغتياله مرتين من ذي قبل.
وأضاف مراسل صحيفة هآأرتس أن الشخص الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في حماس هو الدكتور محمود الزهار ويعد أحد ممثلي الحرس القديم في الحركة , فخلال الفترة التي قضاها في الدراسة بالقاهرة تعرف على عناصر جماعة الإخوان المسلمين المصرية ثم عاد إلي غزة حاملاً أفكار الجماعة وعلى هذا الأساس أصبح على رأس القيادة السياسية للحركة وفي عام 1988 أعتقالته السلطات "الإسرائيلية" وفي عام 1992 كان من ضمن الذين استبعدوا من القطاع لجنوب لبنان بقرار من حكومة إسحاق رابين , وفي أعقاب اغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين أصبح الزهار من الشخصيات المعروفة داخل الحركة وأكثرها بروزاً , حتى تم تعينه وزيراً للخارجية في حكومة إسماعيل هينة بعد تولي حماس السلطة , وقال أن أحد أبناءه قتل في غارة شنها الطيران "الإسرائيلي" على بيته في غزة خلال العدوان الصهيوني الأخير على القطاع فى يناير الماضي.
جيل الشباب
وبحسب جاكي خوري فأن الشخص الثالث الأكثر بروزاً داخل الحركة الآن هو صلاح البردويل وهو أحد نواب حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني ويعد أحد الشخصيات المعتدلة داخل الحركة ومن قادتها البارزين ويتميز بطلاقته في الحديث كما يعد من أبرز نشطاء الحركة المسئولين عن مفاوضات شاليط مع مصر , كذلك من ضمن الداعين للمصالحة الداخلية بين حماس وفتح.
وقال خوري أن أيمن طه وهو الشخص الرابع في القائمة يمثل جيل الشباب في حركة حماس ويتمتع بكاريزما خاصة وأن والده محمد طه يعد أحد مؤسسي حركة حماس وكان شديد القرب من الشيخ أحمد ياسين , أما شقيقه ياسر طه فهو أحد عناصر الجناح العسكري للحركة وقامت القوات "الإسرائيلية" باغتياله عام 2003 , وحظي أيمن طه في أعقاب الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على غزة بشعبية واسعة.
تهديد علني
وأشار مراسل هآرتس إلي أن الشخص الخامس هو المهندس عماد العلمي وكان من بين الذين تم استبعادهم من غزة إلي جنوب لبنان وتعرف هناك على قادة الحركة في دمشق وأصبح أحد المسئولين في القيادة السياسية للحركة وعرف عنه أنه وثيق الصلة بالنظام الإيراني.
وأوضح خوري فى ختام تقريره أن أخر تلك الشخصيات هو عزت الرشق المسئول البارز في المكتب السياسي لحركة حماس ويعد أحد عناصر جيل الشباب, كما شغل في الآونة الأخيرة منصب الناطق الرسمي بلسان حركة حماس في الخارج.ويبدو واضحاً أن سلطات الاحتلال تهدف من وراء نشر تلك القائمة لقيادات حماس الجديدة، هو ممارسة مزيد من الصغوط عليهم، للتراجع عن مطالبهم فى كل ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، وربما يكون نشر هذه القائمة تهديد علني لهم باستهدافهم.