الرسالة نت – صلاح أبو شمالة
انتظرت الحاجة الخمسينية أم سليمان على أحر من شوق احتضان ابنها لؤي الذي وعدها بزيارتها ليلة الخميس الماضية من اجل الافطار معها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ، لكن التصعيد (الإسرائيلي) الأخير على قطاع غزة حرمها من رؤية فلذة كبدها.
تقول أم سليمان وأنفاسها تسابق دموعها بكلمات غلب عليها الطابع العامي: "لم تكتحل عيني برؤية ولدي، وأخشى أن يرتقى إلى السماء العلا دون أن أحتضنه، لذا فإنني ادعو له ولإخوانه في كل صلاة بالنصر والتمكين".
ولم تكن الحاجة أم سليمان الوحيدة في غزة التي انتظرت ابنها بفارغ الصبر، فهناك الكثير من الأمهات اللاتي ودعن أولادهن وقلوبهن تعتصر خوفا عليهم، حيث تقول الحاجة أم عبد الله الشاعر لـ"الرسالة" وأصابعها ترتجف بين حبات سبحتها الطويلة:" جاءني ولدي وقال لي يا أمي يجب أن أذهب مع الشباب، وقبّل يدي وذهب".
وتمسح وجها بيدها المتجعدة وتضيف:" كان ولدي قد وعد اخواته بزيارتهم، لكن القصف (الإسرائيلي) حال بينه وبين زيارة أرحامه".
بينما يشير أبو أحمد جودة من رفح، إلى أنه كان بصدد عمل "فطرة رمضانية" كبيرة للأقارب والاصحاب بمناسبة عودة اخيه سهيل من المانيا، لكن للأسف استشهاد الأمين العام للجان المقاومة الشعبية ورفاقه قبل ايام أوقف هذه المناسبة لتخوف الجميع القدوم إلى رفح خشية القصف العشوائي".
الحال لم يختلف كثيرا عند المواطن أبو خليل الفاضي من مدينة خان يونس الذي قرر تأجيل زيارة أخته في مخيم جباليا بعد سماعه خبر الغارات على القطاع التي أسفرت العديد من الشهداء والجرحى، حرصا على سلامة أفراد عائلته المكونة من سبعة أفراد.
في حين ابدى أمجد أبو صوالي الذي عاد من ألمانيا وهو طبيب يعمل في أحد مستشفيات العاصمة الألمانية برلين لـ"الرسالة"، تخوفه على أسرته من القصف (الإسرائيلي)، قائلا :" كم كنت متشوق لزيارة غزة من اجل زيارة اخواتي وخالتي وعماتي، لكني اليوم خائف على أسرتي الصغيرة وأخشى من الانتظار كثيرا في القطاع بسبب التصعيد (الإسرائيلي) الهمجي المتواصل".
أما أبو زكي زيدان الذي كان ينتظر ابنه محمود - مغترب في النرويج" عند بوابة معبر رفح، فقد طلبه منه عدم الدخول لغزة لتدهور اوضاع قطاع غزة نتيجة استمرار الغارات (الإسرائيلية) عليه.
وقال:" اشتريت خروفين لإقامة وليمة للأحباب، لكن الشعب في غزة أصبح هو الوليمة".
ويشار إلى أن التصعيد (الإسرائيلي) الأخير على القطاع خلف أكثر من 15 شهيدا و60 جريحا، اضافة إلى انه تسبب في نفاد 150 صنفًا من الأدوية و 160 صنفًا من المستهلكات الطبية.