وكالات- الرسالة نت
أكد الشيخ حامد العلي أحد علماء السنة البارزين في العالم الإسلامي أن الحكومة الفلسطينية في غزة تنتهج الإصلاح التدريجي في القطاع لتنفيذ المشروع الإسلامي لكن مع مراعاة ضرورات المرحلة التي تستدعي تقديم الأولى فالأولـى، وترجيح الأهمّ على المهـم.
وشدد العلي على أن النهج الحكيم للحكومة في تنفيذ المشروع الإسلامي إنما يهدف إلى كسب قلوب الناس وذلك حتى يقوم هذا المشروع على قاعدة صلبة، وتطبيق سليم، وله ما لـه من مستـند الشريعة، والمعتمد من فتاوى العلماء، مما يجـب أن يُعـذر فيـه، إنْ لم يُوافـق عليه.
وجاءت أقوال العلي تعقيبا على الاشتباكات الدامية التي دارت أمس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بين مسلحين "تكفيريين" أعلنوا قيام إمارة إسلامية في غزة، وشرطة الحكومة الفلسطينية، وراح ضحيتها 23 شخصاً.
وأضاف العالم في بيان له نشر عبر موقعه الالكتروني على شبكة الانترنت صباح السبت 15-8-2009 أن قطاع غزة الآن في ظـلِّ توجه إسلامـي لا نشكّ في إخلاصه، ومعروف بمسيـرته الجهادية المشـرِّفة، وتضحياته الكبيرة في تاريخ الجهـاد الفلسطيني، وما يقوم به من حراك سياسي إنما اضطـرّ إليـه لحماية المقاومة، وتحقيق مصلحة استمرار خطِّهـا، مجتهداً أن لا يتنازل عن ثوابت الأمة، وطريق التحرير، والتمسك بالحقوق المشروعة.
واعتبر الشيخ العلي ما جرى في قطاع غزة الجريحة يوم أمس إنما هـو "دُخَـان فتنة وقـى الله المسلمين شرَّها، وهي لا تفرح إلاّ الصهاينة إذ لا ينتفع بهـا إلاّ هـُم والسلطة العميلة وكم كانت غـزّة الجريحـة ـ وقد اجتمعت عليها المصائب كلُّها ـ في غنـى عن هذا كلَّه ، فحسبنا الله ونعم الوكيـل ، وإنا لله وإنا إليه راجعـون".
وأشار العلي إلى أن المخرج من هذه الفتنة يكون بتدخل العلماء العلماء والعقلاء في فلسطين ، لدرء هذا الشـرّ قبل أن يستفحـل، وحتى يتم تجنب أسباب الانشقاق، والكـفُّ عن إعلان كلّ ما يوجب الفرقـة، ويزيد معاناة الشعب الفلسطيني، ويمعن في إضعاف خـطّ الجهـاد.
وتابع قائلاً: "في ظـلِّ تربص العدوُّ الصهيوني المغتصـب، وخيانة السلطة العميلة، وإمعانها في ملاحقة المجاهـدين، وإستفادتهـما من كلِّ مثيرات الفتن لتحقيق أهداف الصهاينة، فالواجب دعم التوجُّـه الإسلاميّ في غـزّة، والتعاون معه، تعاوناً كامـلاً، والتنازل عن كلِّ ما يعارض هذا التعاون الواجب، إيثاراً للمصلحة العامة، ودرءاً لمفاسد الشقاق التي حـذّر منها القرآن أشـدّ التحذيــر".
وأضاف "لا يخفى أنـّه لا يجـوز في مثـل هذا المقام، وبعـد ما جرى من سفك الدمـاء المحرّمـة، غيـرَ اللجـوء إلى إصلاح ذات البيـْن، ولملمة الجـراح، وتطهير النفوس من رجْس الشيطان، والأخذ بالرفـق، والحـلم، وترجيـح الجماعة على الفرقـة، ووحدة الصفّ على النزاع، وتقديـم التوحُّد ضد العدوّ الصهيونـي الأشـد خطـراً على الخلاف الفكري داخل الدائرة الإسلامية العامـّة فهذا الخـلاف أمـرُه هيّـن، وذاك العـدوُّ خطرُه بيّـن".
يشار إلى أن الشيخ حامد العلي تولى سابقاً منصب الأمين العام للحركة السلفية في الكويت، وشغل أستاذ الثقافة الإسلامية في كلية التربية بالكويت أكثر من 10 سنوات، وحاصل على الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، وحالياً متفرغ للكتابة وتدريس العلوم الشرعية وإلقاء المحاضرات الدعوية، ويتمتع بشعبية واسعة على المستوى العالم الإسلامي.