قائد الطوفان قائد الطوفان

التوفير في رمضان.. نفخ في قربة "مثقوبة"

الرسالة نت - ديانا طبيل

على الرغم من قرب انتهاء شهر رمضان، ومحاولة بعض الأسر التوفير والاستغناء عن بعض متطلباته الثانوية تحسباً لمصاريف العيد والمدارس، الا ان متطلباته مازالت قائمة وكأنه بدأ للتو، حيث تؤكد غالبية العائلات الذين استطلعت "الرسالة نت" آراءهم ان مبدأ التوفير خلال الشهر الكريم مهمة صعبة وتتطلب وضع حد لشهيتهم التي تظل مفتوحة طيلة ساعات الصيام او الاستغناء عن بعض العادات الغذائية والاجتماعية، مشيرين إلى أنهم يتحولون إلى عائلات مبذرة ومسرفة فقط في رمضان.

*** ميزانية مضاعفة

ام محمد حمدان "45عاما" تقول ان الشهر الكريم يستهلك ميزانية مضاعفة بالعادة تصل الى حد الستة الاف شيكل بينما في الايام العادية ـثلاثة الاف شيكل، مرجعة السبب إلى الشهية المفتوحة تجاه الاكلات المكلفة والوجبات الجاهزة واصناف العصائر المختلفة والحلويات والفواكه.

وتضيف: "نستعد لرمضان منذ شهور بادخار بعض المبالغ حتى لا نستدين من احد خلال الشهر رغم أننا نضطر للاستدانة في كثير من الاحيان ، مشيرة إلى ان قدوم الشهر خلال موسم الصيف ضاعف من المصروفات الخاصة بالترفيه للأبناء.

اما  توفيق الجمال "42 عاما " فيشير إلى أنه يعيش أيام رمضان في تقشف كبير لعدم تسلمه الراتب حتى هذه اللحظة، منوهة إلى أن التوفير خلال الشهر المبارك لن يحل الازمة المالية التي ستتعرض لها غالبية الاسر مطلع الشهر المقبل الذى يصادف عيد الفطر، وبدء العام الدراسي الجديد، وما يتبع ذلك من موسم الزيت والزيتون.

وتمنى توفيق ان يتمكن في الاعوام المقبلة من استقبال رمضان بشكل افضل حتى يشعر اطفاله بفرحته كما الاخرين.

*** شغف التسوق

صعوبة التوفير لا تقتصر على العائلات فقط، بل وصلت الى طلبة الجامعات، حيث تقول ريهام الصليبي "20 عاما": على الرغم من اقتصار مصروفي خلال رمضان على المواصلات الا انه لا يكفيني الا للعشر الاوائل من الشهر الكريم، لافتة إلى أنها تصرف يوميا قرابة العشرين شيكلا على انواع الشبس والشكولاتة والحلويات".

"التوفير مستحيل".. بهذه العبارة بدأ حسام الطويل "25 عاما " حديثه لـ"الرسالة نت"، مؤكدا أن الصيام يفتح شهيته للأكل، والتسوق، والكثير من الأمور الترفيهية المسلية، اضافة الى الزيارات العائلية والاجتماعية للأهل والاقارب.

ويضيف "أحتاج قرابة الثلاثين شيكلا يوميا للتمتع بسهرة صغيرة تجمعني مع بعض الاصدقاء في احد الكفيهات او المطاعم التي تتخصص في اقامة الخيام الرمضانية اما في حال كان الافطار خارج المنزل فإنني احتاج قرابة المائة شيكل.

*** مسئولية نسائية

من جانبه، يرى خليل النمروطى -خبير اقتصادي-  إن ثقافة التوفير أو التقليل من المصروفات خلال رمضان لا تلتقي مطلقا مع الثقافة المجتمعية المرتبطة بالشهر الكريم والتي تزداد تعقيدا من عام إلى آخر، لأن غالبية العائلات لا تكتفي بصنف واحد على الإفطار فيبذرون ويسرفون على المأكل والمشرب إسرافاً كبيراً وتكون سلة المهملات مصير أكثر من النصف في أحسن الأحوال، مما يجعله شهرا مرهقا ماديا تحسب العائلات لاستقباله ماديا.

ويقول :"كثير من العائلات باتت تعي أهمية الاقتصاد في مصروفات الشهر الكريم، أما الغالبية العظمى فأنها أصبحت مجبرة على التقليص من مصروفاتها بسبب الغلاء المعيشي لتتمكن من توفير متطلبات أسرتها خلال أيام بعيداً عن الدين.

وأكد أن مسئولية تقليص موازنة الأسرة خلال رمضان تقع على النساء باعتبارهن المسؤولات عن مصاريف رمضان وباعتبارهن الأكثر إسرافا وتطلعا وتطلبا.

البث المباشر