قف وتأمل حالك .. إسأل نفسك:
يا ترى لو مت الآن أين ستكون .. في الجنة أم هي النار ؟ .. يا ترى هل غٌفر لك في رمضان؟ أم خِبت وخَسِرت؟ يأتيك موسـم الخير فتتركه وتلامسك الرحمات فتنزع نفسك منها .. ماذا فعلت في رمضان ؟ كن صادقا مع نفسـك لتنجو .. هل اغتنمت موسم الخير ؟.. هل عرضت نفسك لنفحات الرحمة من الرحمن الرحيم ؟.
ها هي أيام الخير تمضى وترحل
لقد نادى المنادى : يا باغي الخير أقبل ، يا باغي الشر أقصر .. وها هو صوت المنادى بلهفة المحب لك أدرك أياما قد لا تعود لمثلها ، لم يبق من رمضان إلا القليل.. لقد جعلها الله الفرصة الأخيرة لمن أفاق وأحب أن يغتنم من الخير والرحمة .
فيا أيها العبد الضائع .. يا من لا يملك عمره ولا يدرى مصيره .. يا من تحتاج إلى الرحمة وتبتعد عنها .. أيها الفقير إلى الله وكرمه .. لقد دخل عليك رمضان وها قد قارب أن ينتهى ..
ألم يحن وقت الرجوع ؟ ألم يحن موعد التوبة الصادقة ؟
يا من ضاع منك رمضان ..
إليك الفرصة الأخيرة لتلحق قطار الفائزين .. ففي كل يوم من رمضان ينجو من النار سبعون ألفا .. فألحق بهم. وإياك إياك .. أن تفلت منك ليلة القدر ..
ولا تنس في عشرك يا أخي سـنة الاعتكاف والربوض على أعتاب الحق سبحانه تتعرض لرحماته فلعل رحمة تصيبك لا تشقى بعدها أبدا, واحرص أيضا على آخر ليلة من رمضان
.. فإنها آخر الرحلة ونهاية السباق .. إنها آخر فرصة ..آخر نفحة من نفحات الشهر الحبيب ..
وما يدريك لعله آخر رمضان لك ؟ وفى هذه الليلة يعتق الله من النار مثل ما أعتقهم خلال الشهر أى ما يعادل مليونين ومائة الف. فأي خسارة وأي حسرة إن لم تعتق من النار وسط هذا العدد الكبير؟
وأخيرا .. ينتهى رمضان ويرحل ..
هناك من أخذهم من الأرض ورفعهم إلى السماء .. وهناك من حاول أن يرفعهم فلم يرغبوا في النهوض فتركهم .
وأخيرا يرحل الشهر .. ويفوز الصائمون .. ويخسر اللاهون العابثون