قائمة الموقع

القدس يتيمة في الجمعة الاخيرة

2011-08-25T14:26:06+03:00

القدس-الرسالة

يندفع المقدسيون وأهالي الضفة المحتلة الى المسجد الاقصى للصلاة والاعتكاف في الجمعة الأخيرة من رمضان التي تصادف ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل، بينما تصدهم قوات الاحتلال التي حولت المدينة المقدسة لثكنة عسكرية تحول دون وصول المواطنين الفلسطينيين اليها.

وتشتد اجراءات الاحتلال الامنية في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان التي يطلق عليها يوم القدس العالمي، حيث تضرب طوقا أمنيا على القدس لعرقلة وصول المصلين اليها.

منع المصلين

وتمنع قوات الاحتلال المصلين المقيمين في الضفة المحتلة الذين تقل أعمارهم عن خمسة وأربعين عاما من الوصول الى المسجد الاقصى، كما منعت النساء اللواتي تقل أعمارهن عن خمسة وثلاثين عاما من دخول القدس.

وأعلنت متحدثة باسم شرطة الاحتلال أن السلطات الأمنية منعت وصول المصلين الذكور من الضفة الغربية، الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا إلى المسجد الأقصى، كما منعت دخول الفلسطينيات من الضفة الغربية دون الـ35.

وقد وصف المفتي العام للقدس الشيخ محمد حسين اجراءات الاحتلال بالعنصرية والتعسفية، وقال "اجراءات الاحتلال لا تقرها شرائع سماوية ولا قوانين وشرائع دولية."

وأكد أن من حق المواطنين الوصول الى اماكن عباداتهم بحرية والى المسجد الاقصى، ودعا المواطنين الى عدم اليأس وشد الرحال في ليلة القدر التي رجحها العلماء بليلة السابع والعشرين من رمضان ويوم الجمعة الاخيرة بشهر رمضان الى المسجد الاقصى المبارك.

من جانبه، استنكر الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الاسلامية في القدس اجراءات الاحتلال وتحديد اعمار المصلين في المسجد المبارك.

وقال "سلطات الاحتلال ترتكب جريمة ضد المسلمين لأنها تتعرض لشعائر المواطنين وتمنعهم من الصلاة في المسجد الاقصى، وخاصة في هذا الشهر الفضيل، وتمنعهم من حقهم بممارسة عباداتهم والوصول اليها".

وطالب سلهب في تصريحات صحفية كافة المؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان العمل على منع سلطات الاحتلال من ممارسة السياسات الاستفزازية والقهرية اتي تتعلق بعقائد المسلمين.

ولفت الى جاهزية الاوقاف واستعداداتها المتواصلة لاستقبال الوافدين الى المسجد الاقصى المبارك وتوفير سبل الراحة لهم من خلال المظلات الضخمة المنتشرة في باحات المسجد ولجان الكشافة والنظام والاسعافات واللجان التطوعية الى جانب حراس المسجد الاقصى المبارك.

عراقيل وتحديات

وتنفذ قوات الاحتلال سلسلة من المخططات التهويدية في مدينة القدس بشكل عام وفي محيط وأسفل المسجد الأقصى وهو ما يهدد هوية المدينة والأماكن المقدسة فيها.

ويعود تاريخ تهويد القدس الى اللحظة الاولى التي وطأت فيها أقدام الصهاينة المدينة المقدسة، واشتدت أوائل الثمانينيات عندما أقر الكنيست في 30 يوليو قانوناً بالأكثرية عرف باسم قانون أساس القدس عاصمة (إسرائيل) تحت رقم 5841، ويدعو القانون إلى اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تنفيذ نصوص هذا القانون.

وتكمن اجراءات تهويد القدس بتغيير معالم وهوامش المدينة القدس من خلال مصادرة واقتطاع الاراضي وطرد سكانها، وتركيز أغلبية سكانية يهودية بالقدس.

وعملت قوات الاحتلال على تهويد المرافق العامة والخدمات بمدينة القدس بإلغاء الإدارة العربية والحاقها بالدوائر الاسرائيلية، كما ركزت المؤسسات الصهيونية عملها هناك.

وحاولت قوات الاحتلال طمس الهوية والثقافة الوطنية وتهويد التعليم، واعتمدت على التهويد الديموغرافي بتطبيق سياسة الابعاد وسن قانون أملاك الغائبين.

ولمواجهة اجراءات الاحتلال دعت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، الى مزيد من شدّ الرحال الى المسجد الأقصى المبارك، والاعتكاف فيه خلال الأيام المتبقية من الشهر الفضيل، طلباً للأجر والثواب ونصرة للمسجد الأقصى، في ظل العراقيل والتضييق الذي يفرضه الاحتلال على مدينة القدس والمسجد الأقصى.

ويقول الدكتور ناجح بكيرات، رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى أن الاحتلال  يسعى من خلال فرضه العقبات أمام أداء العبادة إلى "تجفيف منابع التواجد العربي والإسلامي في مدينة القدس بشكل عام وفي المسجد الأقصى بشكل خاص".

وأضاف بكيرات "شهر رمضان في كل عام يمثل فرصة لمدينة القدس والمسجد الأقصى لاستعادة مكانتها العربية والإسلامية، إذ إنه على مدار شهور العام يكون التواجد من الضفة الغربية وباقي المدن الفلسطينية في مدينة القدس شبه معدوم نتيجة منع وصولهم، لكن في رمضان يعمل الكثير من المواطنين على الحضور إلى هناك لأداء الصلاة والعبادة في هذا الشهر الفضيل".

ركود وعزلة

ويطلق على الجمعة الاخيرة من رمضان يوم القدس العالمي الذي يعارض احتلال (إسرائيل) للقدس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، خصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح المناسبة.

واحتفلت ايران في يوم القدس العالمي لأول مرة عقب ثورتها الاسلامية عام 1979، حيث قال آية الله الخميني آنذاك "أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين".

ويتزامن يوم القدس من الشهر الحالي من تردي الاوضاع في مدينة القدس حيث وصف مركز القدس للحقوق الاجتماعية الوضع بالكارثي وبأنه ينذر بالانفجار، خصوصا في ظل التصعيد غير المسبوق للتهويد وملاحقة التجار، وتقييد حركة تنقل السكان، وحرمان عشرات آلاف المصلين من التوافد إلى الأقصى.

وحذر المركز من خطوات الاحتلال عقب انتهاء شهر رمضان، والمتلخصة في التصعيد في وتيرة هدم المنازل بسلوان والبستان والشيخ جراح، وتكثيف عملية استيلاء الشركات الاستيطانية على منازل المقدسيين، وتنفيذ أوامر إبعاد لعشرات القيادات الوطنية والدينية.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00