خانيونس - عبد الحميد حمدونة
أكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن يوم العيد عند الشعب الفلسطيني هو يوم عودته إلى دياره التي احتلت قسرا عام 1948م، مشددا أن العيد الحقيقي حين يرحل الاحتلال ويزول الظلم.
وقال هنية خلال خطبة عيد الفطر المبارك ألقاها في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة: " يأتي هذا العيد والأمة العربية تشهد متغيرات كبرى بعد أن صنع الشعب الفلسطيني الثورة والانتفاضة"، مضيفا أن الفلسطينيين هم مصدر الإلهام للشعوب العربية في ثورتهم على الطغاة.
وأوضح أن العدو الصهيوني أراد في الآونة الاخيرة كالعادة أن يحيط عيد الفلسطينيين ببحر من الدماء بسقوط مئات الشهداء والجرحى، لافتا إلى أن الله تعالى رد مكر الاحتلال في نحره بصمود المقاومة وبمباغتتها له.
وبين رئيس الوزراء أن جميع الشرفاء من أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والشقيقة مصر وقفوا لقطع الطريق على الاحتلال المتعطش لدماء الفلسطينيين العزل، موضحا ان العدو يريد تكرار سيناريوهات سابقة كالعدوان الذي شنه على قطاع غزة خلال اثنين وعشرين يوما متتالية.
وتطرق رئيس الوزراء الفلسطيني في خطبته إلى الشاب المصري أحمد الشحات الذي أسقط العلم الصهيوني من على سفارة الكيان في مصر، مشيدا "أحيي باسم الشعب الفلسطيني الشاب المقدام الشحات متسلق الطوابق العليا، وأقول له إن لك أخا فلسطينيا تسلق برجا عسكريا قبل أعوام قلائل وأنزل ذات العلم"، في إشارة إلى وحدة المبدأ.
وشبه هنية العشر الأواخر في رمضان بـ "العشر القواسم" للشعوب العربية، التي قسمت بها ظهر الحكام المتجبرين، موضحا " ها قد حان وقت التحرير، ونحن نعيش عيدين عيد الفطر وعيد الثوار العرب الذين يدكون صروح الطغاة".
وشدد خلال خطبته على أن الثورات العربية الإسلامية ستواصل إسقاط باقي الطغاة لأن هذه الأمة تعيش مرحلة جديدة من النهضة، معتبرا أن عنوان المرحلة المقبلة هم الشعوب الذين يتخذون القرارات ويشيدون ميادين التحرير وسط بلدانهم.
وقال هنية :" اسأل الله أن يصلي الشعب الفلسطيني ومن خلفه نظيراته العربية العيد المقبل في ساحات المسجد الأقصى، مردفا بالقول "إننا في يوم عيدنا نرى في الأفق نصرا قادما وخيرا كبيرا لقضية فلسطين والقدس لأن هذا الاحتلال ما استطاع أن يستمر في غيه لتساقط حلفاءه واحدا تلو الآخر".
وأكد هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أن أهم المستفيدين من الثورات العربية هو الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، عازيا ذلك إلى أن شعوب الأمة تحب فلسطين ولا تعترف بالكيان الغاصب.
وقال: "ها هي غزة المحاصرة تعزل الطغاة وتكسر الحصار عن شعوب الأمة العربية، وإن الثوار العرب عرفوا الطريق وأسقطوا الاستبداد ومن حارب وحاصر غزة"، مبينا أن الطغاة أصبحوا اليوم في أقفاص من حديد وأن غزة حرة وعزيزة.
وبيّن هنية أن يوم العيد لدى القيادة الفلسطينية الحكيمة هو يوم الوقوف عند المسؤوليات السياسية تجاه الشعب الفلسطيني وعدم التفريط بثوابته، وإدخال الفرحة على أهالي الشهداء والأسرى والمضي على طريقهم.
ودعا المواطنين الغزيين إلى زيارة بيوت الشهداء والأسرى والجرحى، مطمئنا إياهم بحديثه "الفرج آت بإذن الله، ولا يمكن أن نتخلى عن أسرانا في سجون الاحتلال، وسيخرجون بعز عزيز أو بذل ذليل"
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أكد هنية أن حركته ماضية في إنجاح المصالحة بدون تنازل فيها عن ثوابت الشعب الفلسطيني، مشددا على أنها ستمضي في نشر الوئام الوطني واغتنام فرصة العيد لتعزيز ثقافة المصالحة بين أبناء الشعب.
ولم ينس رئيس الوزراء النواب المختطفين، وطمأنهم بأنهم كالذي يتربى في بيت فرعون ليكونوا لهم عدوا وحزنا، قائلا :"أحيي أهلنا المرابطين في القدس، وكذلك النواب المهددين بالإبعاد وأشد على أياديهم بأن تمسكوا بالقدس وستعودون لبيوتكم وسيبطل قرار الإبعاد كما مبعدي مرج الزهور".
وهنأ هنية في نهاية خطبته شعبه الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى أنه وفي كل عام يرسل الله عز وجل للشعوب العربية محطات لتجديد التمسك بعقيدة هذه الأمة.