غزة - أيمن الرفاتي
في أغلب القطاعات المجتمعية يتمتع العاملون بإجازة العيد التي تستمر ما بين أربعة أيام إلى أسبوع غير أن بعض القطاعات لا يتمكن العاملون فيها من نيل هذه الإجازة كون الأمانة الملقاة على عاتقهم تستوجب العمل المتواصل، وعلى رأس هذه القطاعات الصحافة.
فالصحافيون منذ فجر يوم العيد يستعدون بأقلامهم وبكاميراتهم لتغطية فرحة العيد ونقلها ومواكبة الأحداث السياسية والميدانية المترابة مرغمين على تأجيل احتفالهم وأهلهم بالعيد لوقت لاحق حتى يتمكنوا من إتمام أعمالهم المطلوبة منهم.
الصحفي هشام سكيك -مراسل وكالة صفا- يقول لـ"الرسالة نت": "منذ صباح العيد ونحن نتنقل من عمل لآخر ونحاول أن نتابع الأحداث الميدانية، فمنذ الصباح خرجت لتغطية كلمة الدكتور محمود الزهار -القيادي في حركة حماس- خلال خطبة العيد، وبعدها قمت بجولة ميدانية أعددت فيها عددا من التقارير الميدانية عن أجواء العيد"، مؤكداً أن طبيعة عمله الصحفي تلزمه بمتابعة الحدث عبر تغطيته لبعض الأحداث الميدانية
وأضاف سكيك: "طبيعة مهنتنا بصفتنا سلطة رابعة تحتم علينا نقل معاناة الناس ومتابعة الأخبار الميدانية (...) دورنا ملموس في الواقع الفلسطيني في ظل الحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن مأساة الشعب الفلسطيني المحاصر منذ عدة سنوات تفرض على الصحافيين تفضيل عملهم على المتعلقات الشخصية، "التي من ضمنها العيد".
ولفت إلى أن الصحفي لديه رسالة يجب عليه أن يؤديها على أكمل وجه، منوهاً إلى أنه أفطر أغلب شهر رمضان بعيداً عن الأهل لتغطية الأحداث والمتابعة الميدانية.
وحول ارتباط العمل الصحفي في العيد بالعائد المادي قال الصحفي سكيك :"ما يميز الصحفيين الفلسطينيين عن غيرهم أنهم أصحاب مسؤولية وأصحاب قضية، وإن كان البعض القليل ينظر للمردود المالي إلا أن العدد الأكبر منهم يتطلع لنقل الرسالة وإيصال قضية شعبه للعالم (...) الصحافة الفلسطينية أبدعت وتألقت في نقل رسالة الشعب الفلسطيني المضطهد في أحلك الظروف".
موسم للأفكار
الصحافي محمد أبو شرخ -مراسل قناة العالم الإخبارية في قطاع غزة- يرى من ناحيته أن مهنة الصحافة من المهن التي لا يوجد فيها شيء يدعى "إجازة"، معللاً ذلك بأن مهمة الصحفي نقل كل ما يدور في المجتمع حوله وتوثيقه والحديث عنه، "لأجل ذلك العيد مناسبة للبحث عن أفكار".
وأوضح أبو شرخ أن العيد موسم لعمل الكثير من التقارير والمواد الإعلامية، مشيراً إلى أن بعض وسائل الإعلام تعتبر يوم العيد موسما لمضاعفة العمل الصحفي كالإذاعات والمواقع الاجتماعية.
ولفت إلى أن الكثير من الصحافيين يشعرون بالمتعة خلال عملهم في العيد كونهم ينقلون سعادة الناس، محذراً من استخدام تأثير عدم وجود ‘جازة على حياة الصحفي العائلية.
وأضاف: "طبعا أسرة الصحفي أول من يدفع الثمن بسبب شغله لكن التفاهم وإدراك دور العمل الذي يمثله الصحفي هو السبيل الوحيد لتهوين هذا الموضوع، والصحافيون يحاولون تجاوز هذه الإشكالية عبر تعويض انشغالهم في الأوقات الحرجة بأوقات أخرى"، وتابع :"لو كان عند الصحفي إجازة في أول يوم فمن المؤكد أن اليوم ثاني سيكون مليئا بالعمل"، لافتاً إلى أن الصحفيين المجازين في اليوم الأول يستغلون اليوم الأول لرصد الحالات وجمع المعلومات كي ينفذوها في اليوم التالي.
وحول الرسالة التي يمثلها الصحفي خلال عمله في وقت العيد قال مراسل قناة العالم الفضائية :"الصحفي في هذا الوقت يمثل ضمير الشعب وأهالي الأسرى والشهداء والفئات المهمشة؛ فهذه الفئات تحتاج لمن يوصل معاناتهم وصوتهم للعالم وللمسؤولين"، مؤكداً أن الصحفي يمثل خط الاتصال بين المجتمع والمسؤولين؛ "فهو ينقل الظروف المعيشية ويعزز الروح المعنوية كي تتمكن من الصمود في ظروف المعاناة".
ويبقى الصحفيون رهينة لطبيعة عملهم التي تحتم عليهم التضحية بالكثير من الأوقات الجميلة حاملين رسالة شعب أراد التحرر من براثن الاحتلال.