غزة - الرسالة نت
ترتبط العديد من المناسبات في الوطن العربي بتقديم أنواع خاصة من الأغذية، ولعل أيام عيد الفطر المبارك من أهم تلك المناسبات التي يتم فيها التركيز على الأطعمة المنوعة والحلوى والمكسرات ابتداء من اليوم الأول، متجاهلين أن الجهاز الهضمي اعتاد على الراحة لمدة شهر كامل.
ويعد الكعك وجبة أساسية في العيد، وهو وجبة دسمة وثقيلة على الجهاز الهضمي، خاصة إذا ما جرى تناوله بكثرة، وهذا ما يحدث مع تكرار الزيارات وتقديم الضيافة إلى الأهل والأقارب.
وفي العيد يقع كثير من الناس ضحايا للمضاعفات الصحية الناتجة عن استسلامهم وإفراطهم في تناول الحلويات والمكسرات والأطعمة المرتفعة في محتواها من الدهون والسكريات، ويتضح ذلك فيما تتركه من أثر سلبي في صحة المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين.
اختصاصي التغذية الدكتور رمضان شامية نصح عبر "الرسالة نت" بتجنب الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة أيام العيد، وتخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب، "وعدم الخمول الذي يؤدي إلى البدانة والسمنة".
ودعا إلى المحافظة على انتظام مواعيد تناول الطعام في الأعياد، "والتعود على النهوض من على المائدة بمعدة غير ممتلئة".
وأرشد المواطنين إلى شرب الكثير من الماء بدلاً من العصير، قائلا: "العصير يحتوي على نسبة عالية من السكريات؛ الأمر الذي يؤدي إلى الإفراط في الطعام، ويمكن توفير تلك السعرات الموجودة في كوب عصير لأحد أصناف الطعام الأخرى".
ولمرضى السكري نصح الدكتور شامية بعدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم، مشيرا إلى أن الحلويات تحتوي على نسبة عالية من الدهون تتسبب بارتفاع نسبة الكولسترول ومضاعفات غير محمودة.
وتوجه لمرضى القلب بضرورة تجنُّب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب، وبتقسيم الوجبات اليومية الإقلال من الملح والدهون، "وكذلك المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا، الشاي، القهوة، والشوكولاتة".
أما لمرضى ارتفاع ضغط الدم والكلى فأرشد اختصاصي التغذية إلى تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح والدهون، "مثل المكسرات المالحة، الأجبان، المخللات، واللحوم المُدَخَنة، والإكثار من شرب الماء، حيث إنه يخفف من ضغط الدم المرتفع، ويحمي نسيج الكلى من الأثر السلبي لضغط الدم المرتفع".
وفي ختام حديثه نصح الدكتور شامية المواطنين باتباع سنة رسول الله في الأكل، "بقوله صلى الله عليه وسلم: ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه و ثلث لشرابه وثلث لنفسه".
وقد ذكر العلماء فوائد الاعتدال في الطعام وعدم الإسراف، ومنها: صفاءُ القلبِ وإيقادُ القريحة وإنفاذ البصيرة ، فإنّ الشبعَ يورثُ البلادةَ ويُعمي القلب ، ولهذا جاءَ في الحكمة (مَن أجاعَ بطنَه عظُمت فكرتُه وفَطُن قلبُه).
وأجمعوا على أن الاعتدال يجلب صحةُ البدن ودفعُ الأمراض، وإن سببَها -الأمراض- كثرةُ الأكل وحصولُ الأخلاط في المعدة، وقد قالَ الأطباء: (البِطْنةُ أصلُ الداء، والحِميةُ أصلُ الدواء).
والجدير ذكره أن "الإسراف في الطعام" منهي عنه في الإسلام، وعليه ينبغي الحرص على الاعتدال في تناول أطعمة وحلويات العيد كي ننعم بالصحة والعافية، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".