الرسالة نت- عمر عوض
ارتفعت وتيرة العمل في عشرات مكاتب وشركات السيارات، الخاصة بعمليات النقل، في عيد الفطر السعيد، بسبب الحركة النشطة للمواطنين في زيارة أرحامهم، والتزاور فيما بينهم، وتنافست المكاتب فيما بينها في الاستعداد لموسم العيد لكسب أكبر عدد من طلبات المواطنين.
واستعانت المكاتب بأجهزة الإشارة "اللاسلكي" للتواصل مع السائقين وتوجيههم من مكان لآخر لتلبية طلبات المواطنين بأقصى سرعة، مما ساعد من رفع وتيرة العمل والتنافس فيما بينها. وجهزت بعض المكاتب مكان خاص للسائقين للراحة وقت الليل ليكونوا متواجدين فيها بدلاً من استدعائهم من بيوتهم.
لحظة الانتظار
أمام مكتب الكرمل، في مخيم جباليا، تصطف عشرات السيارات بانتظار إشارة التحرك لنقل المواطنين إلى أي مكان يريدونه في عيد الفطر السعيد، ومع لحظة الانتظار يخيم الهدوء على المكتب إلا من أصوات أجهزة الإشارة "اللاسلكي" التي تنقل حركة السائقين وترسل الإشارة لهم للتحرك لمكان جديد.
محمد الطناني، مدير مكتب الكرمل والذي كان يجلس خلف "الكانتر" يحمل في يد جهاز الإشارة وفي اليد الأخرى الجوال، لحظة دخول "الرسالة نت" للمكتب، أكد على زيادة عمل مكتبه في ظل العيد، على مدار الساعة، لنقل المواطنين لزيارة أرحامهم في العيد.
وبين الطناني أن كثرة الطلبات من المواطنين على سيارات الكرمل قد تؤجل طلبات أخرى بعض الوقت لخروج جميع السيارات العاملة في المكتب، والتي يفوق عددها الـ"40 سيارة"، وقال:"مكتبنا معروف وعليه طلبات كثيرة، ونحاول وبقدر المعقول أن نلبي طلبات الزبائن ونوفر لهم السيارات بأقصى سرعة ممكنة".
وعن الفترة التي الأكثر حركةً للمكتب، بين مدير الكرمل، إنها فترة ما بعد العصر وحتى العشاء حيث تكون معظم الطلبات للزيارات وأيضاً للرحلات الترفيهية، مؤكداً أن الأسعار لا تتغير تبقى ثابتة بسعرها الطبيعي مثل الأيام العادية.
الإرهاق والتعب
وفي مكتب سلسبيل، في بلدة جباليا، التقت "الرسالة نت" بمديره أبو حسن العمصي والذي تحدث عن الآلية التي يعمل بها المكتب خلال العيد، واصفاً الحركة بالمتقطعة، مرجعاً ذلك إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه العائلات الفلسطينية، والتي احتارت في توفير مستلزمات شهر رمضان والعيد، والعام الدراسي الجديد.
وعن قدرة مكتبه في توفير طلبات المواطنين، قال:"نسعى لخدمة أبناء شعبنا ونوفر لهم طلباتهم في التنقل لزيارة أرحامهم". وقد ظهر التعب والإرهاق على أبو حسن، بسبب عمله المتواصل على مدار الـ"24 ساعة" في متابعة عمل المكتب.
ويعمل المكتب كباقي المكاتب الأخرى، بنظام "الشفتات" حيث يقسم عمل السائقين على أربعة فترات أصعبها الفترة الليلية التي يبقى فيها السائق مستيقظاً لتلبية طلبات المواطنين. وعن أكثر الحالات التي تطلب المكتب بين مديره أنها في الغالب عائلات تسهر عند أقاربها لنتصف الليل، وأحياناً يكون الطلب لنقل مريض للمستشفى.
واشتكى العمصي من قلة الفكة، لافتاً أنها تؤثر على عمل المكتب أحياناً وتجعل السائق يبحث عنها. وأكد العمصي على التزام السائقين بتعليمات المكتب، التي توصيهم بتعامل المواطنين معاملة حسنة، وتلبية طلباتهم دون تردد.
الاستعداد التام
شركة سيارات ألبيك، في شارع غزة القديم، كان لها استعدادها الخاص لموسم العيد، كما أوضح حمد الله ريحان أحد القائمين عليها، وقال لـ"الرسالة نت":"جهزنا الشركة لتكون السباقة في تلبية طلبات المواطنين، وقمنا بتجهيز السيارات من كافة النواحي، وأوصينا السائقين بالاستعداد لتحمل أعباء العمل".
وأضاف:"موسم العيد يحتاج منا الاستعداد التام، لأن المواطنين يحتاجون السيارات للتنقل في زيارة أرحامهم والتزاور بينهم، وان لم نكن جاهزين لطلباتهم بالتأكيد سنخسر زبوننا، لأنه سيبحث على مكتب أو شركة أخرى تنقله حيث يريد".
وأبدى ريحان سعادته بعمل الشركة التي لم تتوقف عن استقبل مكالمات المواطنين لتوصيلهم، وبين أن صلة الأرحام رفعت وتيرة العمل في شركته دون توقف، وجعلت السائقين يشعرون وكأنهم في سباق مع المكاتب الأخرى في عمليات التوصيل.
وعلى احد جدران المكتب، وضعت شركة ألبيك لوحة تعليمات للسائقين، حملت الكثير التعليمات التي تحثهم على عدم التدخين في المكتب، والسيارة، وعدم استخدام سيارة المكتب للتحميل عن الخط، والعودة فور توصيل الزبون، ومعاملته معاملة حسنة.
وعقب ريحان على وضع هذه التعليمات قائلاً:"نحرص على أن نكون الأفضل في العمل وفي التعامل مع المواطنين، ليكون لنا طابعنا الخاص المختلف عن المكاتب والشركات الأخرى".