الرسالة نت – وكالات
كشف تقرير مسرب عن المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" عبر ويكيليكس، عن محاولة اغتيال إسرائيلية للدكتور محمد البرادعى المرشح البارز لمنصب رئيس مصر، بتاريخ 19 مارس 2011، بواسطة "قبلة الموت" -حقنة السم القاتل-.
وجاء في التقرير أن البرادعي تعرض لاعتداء في اليوم المذكور، أثناء توجهه للإدلاء بصوته في استفتاء التعديلات الدستورية في لجنة مدرسة الشيماء بالمقطم، وكان في انتظاره مجموعة من البلطجية، اعتدوا عليه لحظة وصوله، وصرح بعدها البرادعي قائلا: "ذهبت للتصويت، وهوجمت أنا وأسرتي بتنظيم من البلطجية، هشموا السيارة بالحجارة، رموز نظام مبارك مازالت تعبث بأقدار البلد".
وذكر التقرير أن القاهرة هددت الموساد في مايو الماضي بقتل فريق "كيدون" التابع للموساد للإسرائيلي فور وصوله أرض مصر، كما أن مخابرات 6 دول انضمت لمصر وأجبرت الإدارة الأمريكية علي اتخاذ موقف جاد، حيث خططت إسرائيل بداية من مارس 2011 للتخلص من الدكتور البرادعي، مما أدي إلي جدل سياسي في كواليس العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية بلغ حد التحدي من الموساد الإسرائيلي تسبب في إعلان الإدارة الأمريكية في 15 أغسطس 2011 عن تعليق معوناتها المالية واللوجستية لعام 2012 لكل الوحدات الإسرائيلية الخاصة حتى تتنازل عن فكرة اغتيال البرادعي.
وقد أكدت تقارير أمريكية خرجت في 15 أغسطس 2011 أن فريق الاغتيالات التابع للموساد الإسرائيلي الشهير باسم "كيدون" كان يتدرب في معسكر صيفي في إسرائيل بهدف اغتيال شخص في مصر.
وأشارت إلى أن هذا الشخص هو البرادعي، وأنهم كانوا يفاضلون بين قتله بطلقات كاتمة للصوت أو بالسم، وأن الاختيار قد وقع علي الحقن بالسم، وكان من المفترض إحداث حالة من الفوضى العارمة حول البرادعي في توقيت معين، وأن شخصاً ما سيقترب منه في أثناء احتكاك الجمهور به وكأنهم يهنئونه ومن ثم كان سيطعنه بإبرة السم المنتج خصيصاً لمثل هذه الأغراض في معهد الموساد في "نيس تسيونا" المختص بإنتاج السموم من النوعيات المتطورة التي لا يمكن الكشف عنها أو معرفة تركيباتها، وهذه الحقنة ضئيلة للغاية واسمها "قبلة الموت"، وعندما يحقن بها المطلوب اغتياله سيعيش بعدها لساعات لكن قلبه سينهار فجأة وسيبدو الموت طبيعياً، أما التشخيص فسيكون أزمة قلبية بسبب الإجهاد لتغلق العملية للأبد، وهذا ما حدث مع شخصيات أخرى.
وفي 16 أغسطس 2011 كشف السيناتور الديمقراطي الأمريكي "باتريك ليهي" أن الكونجرس الأمريكي قد أبلغ إسرائيل بشكل رسمي نية الإدارة الأمريكية تعليق المساعدات بكل أنواعها للوحدات الخاصة الإسرائيلية ومنها الوحدة 13 كوماندوز بحري إسرائيلي ووحدة "دوفدفان" ووحدة "شلدج" الجوية ووحدة الأركان والوحدة "كيدون" ووحدة "المستعربين"، وكلها وحدات خاصة مشتركة بين الموساد والمخابرات الحربية الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي المعروف باسم "شين بيت أو "شاباك".
وأكد بعض الخبراء بأن السبب في ذلك هو العملية التي كانت تعدها إسرائيل وكانت أمريكا ضدها وهي اغتيال البرادعي.
وفي 20 أغسطس سافر وفد رفيع المستوي من الموساد لواشنطن لشرح الموقف وأنكرت إسرائيل نيتها اغتيال البرادعي أو غيره في مصر، واستنكر الوفد الإسرائيلي القرار الأمريكي خاصة أن الكونجرس كان دائماً الحصن الآمن المساند لسياسة إسرائيل.
وفي اللقاء شرح السيناتور "باتريك ليهي" عضو الكونجرس عن ولاية "فيرمونت" ورئيس لجنة الميزانية والمساعدات الخاصة بالأمن والمخابرات بالكونجرس للحاضرين القانون الأمريكي لعام 1997 الذي يحظر علي الكونجرس وأي جهة أمريكية تمويل أي كيان عسكري أو وحدة خاصة يثبت ضلوعها أو تخطيطها للقيام بأعمال غير مشروعة من وجهة نظر القانون الدولي.
وقدم باتريك ليهي عدداً من المعلومات المؤكدة لدي المخابرات المركزية الأمريكية علي أساسها شاركت الفرقة 13 كوماندوز بحري إسرائيلي في قتل 9 من نشطاء السلام الأتراك علي السفينة التركية "مرمرة" ومن قبلها في العديد من عمليات الاغتيالات، كما شاركت الفرقة الجوية الإسرائيلية المعروفة باسم شلدج في قتل المئات في المدن والشوارع الفلسطينية واللبنانية خلال حربي إسرائيل علي لبنان، وقتلت وحدات "دوفدفان" والأركان والمستعربين الإسرائيلية العشرات من الفلسطينيين في شوارع غزة.
وكشف عضو الكونجرس البارز في اللقاء مخطط وحدة عمليات الموساد "كيدون" لاغتيال محمد البرادعي في مصر، وقدم "ليهي" للوفد الإسرائيلي تفاصيل محددة للعملية واصفاً إياها بالتهديد الإسرائيلي الصريح لحق الدول لحفظ الأمان والسيادة الكاملة علي أراضيها.
وأقر ليهي للوفد الإسرائيلي بأن هناك مشكلة حقيقية وأن تل أبيب مضطرة هذه المرة إلي تنحية فكرة الاغتيال جانباً وأن الإدارة الأمريكية ستوقف التعاون المالي واللوجستي والتدريبي لأفراد الوحدات الإسرائيلية الخاصة في عام 2012، حتى تثبت إسرائيل أن تلك الوحدات ستلتزم مستقبلاً بالقانون الدولي وأنها ستبتعد عن متابعة مخططاتها في مصر تحديداً بسبب حساسية الفترة التاريخية التي تمر بها القاهرة.
ومرر باتريك ليهي للوفد الإسرائيلي الرؤية المصرية وأخبر الوفد أن مصر علي علم كامل بما يدور، وأنها طلبت من الإدارة الأمريكية التدخل لإخطار إسرائيل أن القاهرة سترد بعنف وستتعامل مع أي فريق إسرائيلي من منطلق الرد بالقتل لأي عناصر سترسلها تل أبيب للقاهرة لتنفيذ أي مخطط كان.
وطلب ليهي من الوفد الإسرائيلي أن يتعهد رسميا بعدم المساس بأمن وسيادة الدول المحيطة بإسرائيل، وأن تكف فرق الاغتيالات التابعة للموساد فورا عن مخططاتها في مصر، وأصر علي ألا تنتهي الجلسة إلا بعد حصول الإدارة الأمريكية علي تعهد إسرائيلي خاص بعدم الاستمرار في استخدام الفرق والوحدات الإسرائيلية الخاصة لخدمة الأغراض السياسية الإسرائيلية بالعالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط ومصر.