قائمة الموقع

تعاون استخباري بين القذافي والغرب

2011-09-03T12:28:08+03:00

ليبيا – الرسالة نت ووكالات

اشارت بعض الصحف الأميركية والبريطانية إلى وثائق تفيد مدى التعاون الوثيق للمخابرات الليبية في عهد العقيد معمر القذافي مع وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي أي) والاستخبارات البريطانية الخارجية (أم آي6)، وقالت إن العلاقة تعود إلى مرحلة ما قبل فترة تخلي القذافي عن برنامجه النووي.

فقد قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن ثمة علاقات وطيدة كانت تربط مخابرات القذافي بالوكالة الأميركية، وذلك في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مشيرة إلى وثائق تم العثور عليها في طرابلس.

وكشفت وثائق تم العثور عليها في مقر الاستخبارات الليبية الخارجية عن أن العلاقة الاستخبارية بين واشنطن وطرابلس توطدت للدرجة التي جعلت الولايات المتحدة ترسل بأعداد من المشتبه في انتمائهم لمنظمات "إرهابية" إلى ليبيا من أجل استجوابهم، وتقترح الأسئلة التي يجب توجيهها إليهم أثناء التحقيق معهم.

لا بل إن العلاقة توطدت أكثر فأكثر –والقول للصحيفة- للدرجة التي حدت بوكالة الاستخبارات الأميركية إلى إنشاء "وجود دائم" في ليبيا عام 2004، وذلك حسب مذكرة وجهها الرجل الثاني في الوكالة الأميركية ستيفن كابيس إلى مدير الاستخبارات الليبية عندئذ موسى كوسا، عُثر عليها في الأرشيف الأمني الخاص في مكتب الأخير.

وأما المذكرة التي تم تذييلها بخط اليد بالاسم "ستيف" وبدأت بالقول "عزيزي موسى"، فلعبت دورا حاسما في المفاوضات التي أدت بالقذافي عام 2003 إلى أن يتخذ قرارا يتخلى بموجبه عن برنامجه النووي.

وقالت الصحيفة إنها أجرت اتصالا مع كابيس الذي تقاعد من منصبه وذلك عبر الناطق الرسمي باسمه الذي أفاد أن كابيس يرفض التعليق.

ونسبت وول ستريت جورنال إلى مسؤول أميركي القول إن ليبيا كانت تجاوبت إلى حد كبير مع المتطلبات الأميركية في ذلك الوقت وإن واشنطن نجحت في إقناع حكومة القذافي بالتخلي عن البرنامج النووي الليبي للمساعدة في وقف هجمات "الإرهابيين" الذي كانوا يستهدفون الأميركيين داخل الولايات المتحدة وخارجها بشكل نشط.

وتم اكتشاف أرشيف الوثائق الاستخبارية السرية التي تشي بالعلاقة بين واشنطن وطرابلس من جانب باحثين من منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، وقاموا بتصويرها وإرسال نسخ منها إلى وول ستريت جورنال.

وأما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فأفادت أن وثائق استخبارية وقعت بأيدي الثوار تشير إلى علاقات وطيدة ربطت بين الاستخبارات الليبية وكل من "سي آي أي"، والاستخبارات البريطانية الخارجية (أم آي6).

وأضافت نيويورك تايمز أن بعض الوثائق تشير إلى أن الاستخبارات  البريطانية كانت تسعى للحصول على أرقام هواتف ليبيين معنيين، وأن وثائق أخرى تظهر خطابا مقترحا كي يقوم القذافي بإلقائه، كتبه له الأميركيون، ويتعلق بشجب أسلحة الدمار الشامل.

وقالت نيويورك تايمز إنه تم العثور على ثلاثة ملفات باللغة الإنجليزية أحدها موشح باسم "سي آي أي" والآخران باسم "أم آي6"، ضمن ملفات كثيرة أخرى باللغة العربية.

وقد رفضت جينيفر يونغبلود الناطقة باسم "سي آي أي" التعليق البارحة على الوثائق، مضيفة أنه ليس من المفاجئ أن "سي آي أي" تتعامل مع حكومات أجنبية من أجل المساعدة في حماية الولايات المتحدة من "الإرهابيين" ومن التهديدات الأخرى.

وفي حين تشير الوثائق إلى أن معظم عمليات تسليم المشتبه فيهم إلى السلطات الليبية لاستجوابهم كانت عبارة عن عمليات قامت بها "سي آي أي"، فإن إحدى تلك العمليات على الأقل نفذتها الاستخبارات البريطانية.

عمليات تسليم

وأما عمليات التسليم فكانت تتعلق على الغالب بالقيادات والعناصر البارزة المشتبه في كونهم منتمين إلى تنظيم القاعدة، على أن تقوم السلطات الاستخبارية الليبية بتعذيبهم والحصول على المعلومات المطلوبة منهم.

من جانبها أشارت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى أن الوثائق السرية التي عثر عليها في مكتب كوسا كشفت عن العلاقة الأمنية الوطيدة بين بريطانيا وليبيا، وعن أن الاستخبارات البريطانية الخارجية (أم آي6) قدمت تفاصل للقذافي عن المعارضين له الموجودين في الخارج، وعن كيفية توظيفها لنظام القذافي في استجواب من ترسلهم لندن إلى طرابلس من المتهمين "بالإرهاب".

ويشار إلى أن موسى كوسا كان أحد المقربين من القذافي وتولى رئاسة جهاز الاستخبارات الليبية في من 1994 حتى 2009 قبل أن يشغل منصب وزير الخارجية، وأنه أعلن انشقاقه عن نظام العقيد ولجأ إلى لندن في 30 مارس/آذار الماضي.

اخبار ذات صلة