الرسالة نت-كمال عليان
في الوقت الذي تتضارب فيه الانباء عن نية السلطات المصري تدمير الأنفاق الممتدة على طول الحدود المصرية والفلسطينية جنوب القطاع، أبدى العشرات من عمال الأنفاق تخوفهم من إمكانية حدوث "إعدامات جماعية" تحت الارض بفعل الطريقة التي سيغلق المصريون بها الأنفاق.
وكانت "الشروق المصرية" نشرت تقريراً قالت فيه إن أربعة معدات ثقيلة مجهزة لإحداث اهتزازات تحت سطح الأرض وصلت إلى منطقة الحدود لتدمير الأنفاق من خلال إحداث هزات قوية.
وتوقع بعض العمال في حديثهم لـ"الرسالة نت" أن تحدث عمليات إعدام جماعية إذا عملت هذه الآلات أو ضخت السلطات المصرية مياه الصرف الصحي في باطن الأرض على طول الحدود.
وبينما كان ينقل بعض البضائع الواردة من النفق يقول الشاب علاء مصطفى (22عاما) :" مش عارف شو بدي أعمل لو -لا سمح الله- أغلقوا الأنفاق، ولا حتى عارف من وين بدي أطعمي عيلتي الكبيرة".
ويشير مصطفى ذو اللحية الخفيفة إلى أنه يعيل عائلات أخوته العاطلين عن العمل بفعل المرض بالإضافة إلى والديه الكبيرين في السن، مبديا تفاجئه من نية مصر اغلاق الأنفاق.
ويعمل أكثر من 20 عاملا مع الشاب مصطفى في أحد الأنفاق الممتدة جنوب القطاع، حيث يجر بعضهم البضائع والمواد الغذائية من الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني تحت الأرض، فيما يقوم آخرون برفع هذه البضائع عبر "البكرات" إلى "عين النفق"، ليتم نقلها إلى التجار.
وتشغل المخاوف التي يثيرها البعض حول نية الجانب المصري تدمير الأنفاق، بال العاملين في الأنفاق، ومما يزيد من قلقهم وخوفهم هو عودة إدراج أسمائهم مجددا على قوائم البطالة، في حال تم تدمير الأنفاق.
وانقسم رأي العمال حول قدرة المصريين على تدمير الأنفاق بشكل كامل، حيث اعتبر بعضهم أنه من الصعب على مصر اغلاق الأنفاق وتجويع اهالي غزة وخصوصا بعد الثورة، فيما رأى آخرون أنه باستطاعة المصريين تدمير الأنفاق وضبطها خلال دقائق.
المواطن عبد الحي محمد والذي كان يعمل مقاولا للبناء في "إسرائيل"، أبدى سخطه من نية اغلاق الأنفاق، ويقول مستهجنا ه:" كنا نقول عن النظام السابق عميل لإسرائيل واستبشرنا خيرا بالثورة إلا أن مصر مازالت كما هي وتشارك في حصار اخوتها بغزة".
وأضاف عبد الحي -يعمل حاليا في أحد الأنفاق- والسخط جليا في عينيه " أين أصحاب ثورة 26 يناير، ألا يعلمون أن ظروف أهالي غزة صعبة جدا، يكفينا ظلم الاحتلال".
ويستهجن عبد الحي (32عاما) عدم انتفاض الشعب المصري تجاه هذه الاجراءات، ويقول: " الشعب المصري لم يحرك ساكنا إلى الآن، متى سيتحرك؟ هل عندما تدمر الأنفاق فعلا".
ويخشى المواطن الستيني أبو محمود الذي يعمل اثنان من أبنائه في الأنفاق من تدميرها، منوهاً إلى أن عائلته تعتمد بشكل كامل على عمل أبنائه في الأنفاق.
وبدا أبو محمود الذي يعيش في منزل متواضع يستعرض الآثار السلبية التي ستنعكس على عائلته في حال أقدم المصريون على تدمير الأنفاق.
ويعمل عشرات الآلاف من العمال بشكل مباشر وغير مباشر في الأنفاق التي يتجاوز عددها 700 نفق بين مصر وقطاع غزة.
من جهة أخرى نفى اللواء عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أن تكون السلطات المصرية تنوي هدم الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة.
وقال مبروك في تصريح مقتضب لـ"الرسالة نت": " هذه الأخبار غير صحيحة".
ويعاني ثلثا سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم 105 مليون فلسطيني من فقر مدقع وفق إحصائيات حديثة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
هؤلاء العمال ليسوا الوحيدين الذين يتخذون من الانفاق مصدرا لرزقهم ولأسرهم، حيث يعمل الآلاف من العمال الفلسطينيين في هذه الأنفاق لإعالة أسرهم المستورة، فهل تقطع مصر رزق تلك العائلات؟، هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة....