غزة - عبد الرحمن وليد
"سوف يبقى الأمل رغم كل الألم".. ست كلمات افتتح بها أوبريت "نافذة أمل" على خشبة المسرح مساء السبت، فقاعة رشاد الشوا امتلأت بحضور متنوع من الشرائح المجتمعية من أطفال ونساء وكبار سن.
دخول مرعب لسجانين يمتلئون شرا وحقدا بوقع أقدامهم على الأرض، والأسرى يصلون الفجر آملين بفجرهم القريب.. وعنوة يستهزئ السجانون بالأسرى المصلين وبصلاتهم.. "لولا الساعات ما عرفنا موعد الفجر من غيره.. كل الوقت عنا ليل".. هكذا هي المعادلة الزمنية التي يعيشونها.
تظلم أنوار المسرح وتطفئ لتعطي جوا أقرب للشعور الذي يغطي السجون وقلوب الأسرى الفلسطينيين، ولكن اللافت أن كاتب النصّ لم يتعب كثيرا في تخيل ما سيبدع لأنه استوحى من الواقع وحاول محاكاته.. فبرزت لوحة قصة الفتاة الشهيدة عبير سكافي التي ماتت بعد صدمة عصبية لسبب حرمانها من ملامسة والدها في آخر زيارة له، ولكنها أتت ملاكا أبيض غنى لوالدها مواسيا إياه في محنته.
وبعد ذلك تجلت قصة أم الأسير العجوز التي توفيت بعد آخر زيارة لابنها حملت نفسها حملا من أجل رؤية أخيرة له وهي في أشد المرض.. ثم تتسارع الدراما أكثر لتلتقي يد الأسير بيد أمه وتتعانق في المسرح بعدما عجزت أن تتلاقى في الواقع.
هذه الصورة التي رسمها الأوبريت الفني بمزيج من المؤثرات الصوتية والمقاطع الغنائية أضفى جوا من الذكرى في العيد، وأكد أن هذه القضية حاضرة في الذاكرة والحاضر والمستقبل، وما زال الكل يرقب بتسمّر أخبار الصفقة.
بيْد أن أصوات الحاضرين اشتدت بالتصفيق حين عرض صور عمداء الأسرى وخصوصا عمداء أسرى القطاع الغزي، واشتدت أكثر حين عرض صور الأسرى أحمد حرز ومحمد الحسني.
الفنان حامد حسونة الذي أدى دور أحد الأسرى الثلاثة في الأوبريت قال إن ما قدموه محاولة فنية ممتازة لخلق وعي أقوى بقضية الأسرى، مشيدا باختيار الموعد في آخر أيام العيد.
يشار إلى أن هذا الأوبريت نفذته مؤسسة مهجة القدس المعنية بقضية الأسرى وشؤونهم برعاية إعلامية محلية.