الرسالة نت - ياسمين ساق الله
منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994م وحديثها عن استحقاق الدولة الفلسطينية لا يتوقف رغم محاولات إجهاضه وفشله المتكررة طيلة السنوات الماضية، ليبقى حلم الدولة وهما كبيرا لا زالت قيادات السلطة ممثلة بمحمود عباس تبحث عنه خلال المرحلة المقبلة علها تجد نفسها الضائعة منذ زمن بعد خوضها معترك المفاوضات مع الاحتلال.
وتأتى محاولات الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل الأمم المتحدة في ظل ركود عملية التسوية بين الجانب "(الاسرائيلي) والفلسطيني", حيث تعارض (إسرائيل) والولايات المتحدة هذا الطرح، كما تشددان على أن الدولة الفلسطينية يتعين قيامها من خلال المفاوضات.
محللون سياسيون يرون في تكرار حديث السلطة عن استحقاق الدولة بأنه محاولة للبحث عن بدائل أخرى بعيدة عن نهج المقاومة الفلسطينية, مؤكدين خلال أحاديث منفصلة لـ"الرسالة" ضعف وعدم جاهزية رام الله للتوجه للأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لن تثمر
ويعتبر المحلل السياسي مصطفى الصواف فشل تحركات السلطة السابقة الرامية إلى الحصول على الاعتراف بفلسطين دليلا واضحا على عدم جدية الأطراف العربية والدولية بالتعامل مع الملف الفلسطيني وتحديدا في قضية الاعتراف بفلسطين كما تقره القوانين الدولية, مؤكدا أن كل التحركات الفلسطينية مخالفة للقانون الدولي ولن تثمر عن دولة فلسطينية حقيقية.
وأعرب الصواف عن أسفه لاستمرار تعليق الجانب الفلسطيني آماله على الإدارة الأمريكية التي لم تقف يوما إلى جانب الشعب والقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بفلسطين لن يتعدى الصدى الاعلامي".
بينما يؤكد المحلل السياسي حسام عدوان، أن التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على دولة فلسطينية حلم لن يتحقق في المرحلة المقبلة, مضيفا: السلطة تغرق في أوهام "الدولة والعملية التفاوضية" مع الاحتلال (الإسرائيلي) ما يؤكد على أننا مقبلين على خطوات تنطوي تحتها مخاطر كبيرة على القضية الفلسطينية".
يذكر أن في 4 /5/ 1999م يصادف تاريخ انتهاء اتفاقية الحكم الذاتي، والتي سبقتها حملة إعلامية من قبل المفاوضين بأن التاريخ المذكور هو يوم إعلان الدولة الفلسطينية، سواء رفض الاحتلال أو وافق فإن الدولة ستكون أمراً واقعاً, ولكن سرعان ما تبخر الحلم بمفاوضات جديدة في كامب ديفيد عام 2000م.
مصير السلطة
وكان رئيس السلطة محمود عباس قد ترأس السبت الماضي اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح، لمناقشة عددا من القضايا الهامة، أهمها المستجدات على صعيد ملف عملية السلام، والتوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين.
وفي هذا الصدد يؤكد الصواف انعدام خيارات السلطة بالإضافة إلى أنها لا تملك مقومات للحفاظ على قرار التوجه للأم المتحدة، متسائلا "كيف يمكن لها أن تقيم دولة فلسطينية والاحتلال (الإسرائيلي) مازال موجودا؟.
ويتابع: مصير السلطة لن يكون الحفاظ على قرار الوصول إلى الأمم المتحدة بقدر الوصول إلى الانهيار في نهاية المطاف.
بينما يرى عدوان ألا بديل أمام السلطة خلال المرحلة المقبلة سوى الاستمرار في النهج الذي أعلنت عنه "استحقاق ايلول" والذي لا يعتبر عملا استثنائيا كون الشعب الفلسطيني مل كثرة الاتفاقيات والحصول على القرارات الدولية التي لا جدوى منها".
وفي هذا السياق طالب عدد من الحقوقيين والاعلاميين رئيس السلطة محمود عباس، بعدم التسرع في حسم الموقف الفلسطيني واختزال الخيارات بالتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقالوا إن الاعتماد على موافقة أغلبية الدول في الجمعية العامة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لا يكفي وقد يصطدم بعدم قدرة المنظمة الدولية على اتخاذ قرار بهذا الخصوص"، وعزوا ذلك إلى إمكانية امتناع مجلس الأمن عن إصدار توصية بذلك سواء لعدم توافر الأغلبية المطلوبة أو اعتراض إحدى الدول الكبرى ذات المقاعد الدائمة في مجلس الأمن وهو ما سيحبط طلب الاعتراف بالدولة.
وكان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة قد أعلن أن الرئيس محمود عباس سيلقي خلال أيام خطاباً للشعب الفلسطيني حول استحقاق أيلول.
وقال "الرئيس عباس ومن خلال الحركة السياسية المكثفة سيلقي خطاباً هاماً للشعب الفلسطيني خلال الأيام المقبلة، يستعرض فيه أهمية الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على حقوق ومكتسبات شعبنا".
وأكد أبو ردينة أن موقف الرئيس والقيادة الفلسطينية "سيكون شاملاً فيما يتعلق بكافة القضايا الأساسية".
وأضاف "الاجتماع ناقش كذلك ما تم الاتفاق عليه مع لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها الأخير الذي عقد في الدوحة، إضافة إلى ما تمت مناقشته مع مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون".