قائمة الموقع

تركيا و(إسرائيل) .. طلاق بائن !

2011-09-08T10:02:25+03:00

الرسالة نت – محمد بلور

أشهر لكم طلاقا بائنا بين تركيا و(إسرائيل) بعد رفض الأخيرة الاعتذار عن جريمة اغتيال 9 أتراك في سفينة مرمرة السنة الماضية .وتلقت (إسرائيل) ضربة على الرأس بعصا "بيسبول"- غليظة- حين تجاوزت تركيا بقيادة أردوغان كل التوقعات وطردت سفير (إسرائيل) وسحبت سفيرها لدى تل أبيب.

وكانت الأزمة الدبلوماسية تصاعدت بين الدولتين الحليفتين بعد قتل (إسرائيل) 9متضامنين أتراك في مياه البحر المتوسط مقابل غزة كانوا ضمن أسطول الحرية .وطالبت تركيا من الكيان بتقديم اعتذار رسمي عن فعلتها، لكن الاحتلال رفض ما زاد من التوتر بينهما ودفع تركيا لتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي وتعليق الاتفاقات العسكرية الأمنية بينهما.

الخاسر الأكبر

آن الأوان أن يهز الأتراك طرابيشهم تحية لرجل المرحلة -أردوغان- وهو يعيد للإمبراطورية العجوز مجدها.

في مقاهي اسطنبول وأنقرة يرفعون صورا للقائد الجديد بعد رحيل زمان العسكر المتنفذين في السياسة التركية لعشرات السنين .ويرى د.تيسير محيسن الباحث في الشئون العربية والدولية أن (إسرائيل) هي الخاسر الأكبر من خلال القطيعة الجديدة .وأضاف: "تركيا لها علاقات بإسرائيل سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية وعلاقتها معها تعود لسنوات طويلة كانت مستقرة".

وحسب تحليل محيسن فإن الحلف القديم بينهما وفّر لـ(إسرائيل) امتيازات إقليمية وعالمية عبر موقع تركيا الاستراتيجي وأي توتر سيلقي بظلاله على (إسرائيل) مستقبلا .أما المختص في شئون الحركات الإسلامية د.خالد صافي فأشار إلى متانة العلاقات بين الطرفين خاصة في المجال السياسي والعسكري.

وأضاف: "حدث توتر بينهما قبل سنوات لكن الأمر لم يصل لحد طرد السفير أو تجميد اتفاقيات ولا يجب أن ننسى أن تركيا مكان مفضل للسياح الإسرائيليين فأسعارها أقل من الدول الأوروبية" .الموقف التركي كان كمن سكب الماء البارد فوق رأس (إسرائيل) فلم تتوقع أن يكون لها ندا عنيدا يقول لها لا , هكذا علنا ! .

وقال محمد مصلح الباحث في الشئون الإسرائيلية إن موقف تركيا أحدث تغييرا في تفكير (إسرائيل) فبدأت تفكر جديا للمرة الأولى بعد تضرر مصلحة استراتيجية استقرت لسنوات طوال .

وأضاف: "هناك خطورة على إسرائيل كما يرى قادتها فالخلاف بدأ يتحول لخلاف جذري و(إسرائيل) ستجد حركتها مقيدة في الشرق الأوسط خاصة إذا توافقت تركيا مع مصر" .

ورغم أن (إسرائيل) هي الخاسر الأكبر إلا أن تركيا ستخسر أيضا (إسرائيل) كحليفة اقتصادية وعسكرية قديمة.

موقف إسلامي

ويبدو "الهلال" التركي معاندا لـ"النجمة" الإسرائيلية بعد سنوات من العشق الحلال بين الجارتين .التركيبة الأيديولوجية لحزب العدالة والتمنية الإسلامي الذي يتزعمه أردوغان قد يحفّزه لتحدي (إسرائيل) التي أراقت الدماء التركية فوق سفينة مرمرة .وقال المحلل صافي إن حزب أردوغان كحزب إسلامي يتخذ موقفا سياسيا الآن يدعم فوزه في الانتخابات الديمقراطية ويزيد من شعبيته .

وأضاف: "موقف أردوغان الجديد لا يمكن فصله عن مبادئه الإسلامية مع الانتباه أن تركيا لها دور مركزي في الشرق الأوسط وهي تحاول الحفاظ على كرامتها ولا تتهاون في دماء أبنائها" .أما المحلل مصلح فيرى أن (إسرائيل) لازالت تنظر بنظرة فوقية لمن حولها وأنها لم تتعود أن تعتذر.

وتابع:"رغم أنها دائما تهتم بسياستها الداخلية أكثر من الخارجية إلا أنها ستضطر أخيرا للاستجابة لمبادئ الصراع خاصة إذا نجحت تركيا في توثيق علاقتها مع مصر وهذا ما تخشاه إسرائيل" .وفي ظل التغييرات السياسية في الشرق الأوسط  يبرز الدور التركي كأحد أقطاب السياسة الإقليمية خاصة في ظل تراجع الدور المصري .

وأوضح المحلل محيسن أن تركيا تحاول استعادة انتمائها الإسلامي خاصة من خلال ربط مواقفها بأكثر القضايا حساسية لملايين المسلمين –فلسطين .

رقعة الشطرنج

 

وثمة من يتابع الأحجار المتحركة على رقعة الشطرنج الضخمة –نقصد امريكا- التي لن تفرط بحليفتيها "تركيا وإسرائيل". الموقف التركي تفجّر للمرة الأولى بعد الحرب على غزة يومها مارست أمريكا ضغطا على تركيا لتخفف من لهجتها تجاه إسرائيل.

وعن جدوى الضغط الأمريكي قال محيسن:"حاليا الأمور أكثر صعوبة وإسرائيل ترفض مجرد الاعتذار وأمريكا لن تفلح في رأب الصدع بل ستتفاقم المشكلة بين تركيا وإسرائيل" .وأوضح أن تركيا قد تلجأ لعقاب (إسرائيل) عبر رفع دعوى في المحافل الدولية ضدها ما سيدخلها في قفص الاتهام .

أما المحلل مصلح فأكد أن (إسرائيل) تعيش حالة من الاضطراب وعدم الرّشد يتوجها تناقض المواقف السياسية.

وأضاف:" إسرائيل التي تعيش أزمة داخلية تقع الآن بين خيارين إما مصالحة مع تركيا أو حرب وقد تلجأ للحرب للخروج من أزمتها وأمريكا في الحرب لن تتخلى عنها" .وقد يكون الصيف الماضي هو آخر صيف للسيّاح الإسرائيليين في المنتجعات التركية , حينها سيسألوا قادتهم ألم يكن من الأفضل أن تعتذروا بدل أن تتركونا نقضى إجازة بتكلفة أكبر في مكان آخر ! .

 

 

اخبار ذات صلة