قائمة الموقع

استحقاق ايلول بين الامم المتحدة وأميركا

2011-09-11T17:33:00+03:00

غزة- الرسالة نت- شيماء مرزوق

مع انطلاق شهر ايلول سبتمبر الجاري بدأت المعركة الدبلوماسية التي تخوضها منظمة التحرير الفلسطينية ضد الاحتلال (الإسرائيلي), من خلال التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة, وحتى اللحظة ما زالت تمارس الولايات المتحدة الأمريكية وبطبيعة الحال الدولة العبرية ضغوطاً كبيرة بهدف التوصل لصيغة من شأنها تحريك المفاوضات الفلسطينية (الإسرائيلية) وتأجيل خطوة أيلول.

احراج أميركا

وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي هاني حبيب على وجود اصرار فلسطيني على التوجه للأمم المتحدة على الرغم من الضغوط الامريكية و(الإسرائيلية) والداخلية, مشيرا الى انه يوجد قرار فلسطيني واضح لانتزاع اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية وعلى الجميع ان يعمل لخدمة هذا الهدف.

واعتبر حبيب ان الولايات المتحدة الامريكية لا يمكنها ان تصادر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة, حيث ضغطت عليها في السابق وفشلت, ولكن بإمكانها ان تضغط في مجلس الامن وتستخدم حق الفيتو لمنع اعترافه بالدولة الفلسطينية, لافتاً الى ان هناك فرق بين التوجه للأمم المتحدة والتوجه لمجلس الامن الذي يبدو انه لا أمل بالحصول على اعتراف منه في ظل الموقف الامريكي الرافض لذلك, بينما في الجمعية العامة هناك أكثر من ثلثي الدول الاعضاء سيصوتون لصالح القضية الفلسطينية.

بدوره رأى د. أسعد ابو شرخ المحلل السياسي ان خطوة الذهاب للأمم المتحدة يجب ان تحافظ على الثوابت الوطنية ولا تتنازل عن اي منها, لكي تفضح العنجهية الامريكية و(الإسرائيلية), مؤكداً ان اميركا تحاول محاولة اخيرة لإقناع السلطة بعدم التوجه للأمم المتحدة, لأنها ستسبب لها احراجا كبيرا إذا استخدمت الفيتو وستحرج نفسها امام العالم.

وشدد على ضرورة اخراج القضية الفلسطينية من يد الغرب والذهاب للأمم المتحدة للمطالبة بالحقوق الفلسطينية واهمها حق تقرير المصير وتطبيق قرار 194 الخاص بحق العودة, موضحاً انه لا يجب العودة للمفاوضات لان الرباعية الدولية متورطة ومتواطئة مع الاحتلال الصهيوني, وقد طالبت الرئيس عباس بالعودة للتفاوض دون شروط.

لا عودة للمفاوضات

يرى البعض ان قرار الذهاب للأمم المتحدة يمس مصير القضية لأنه سيحدد الحقوق السياسية الفلسطينية، لذلك يجب أن يكون معبراً عن توافق وطني مصحوباً بحراك دبلوماسي وشعبي على كافة المستويات, وهنا بين حبيب ان الانقسام يجب الا يكون عائقا أمام استحقاق ايلول او ان يعطل القضية الفلسطينية ويوقفها عن الحياة, حيث لا يوجد ما يمنع من التوجه للأمم المتحدة حتى في غياب وحدة وطنية فلسطينية وبصرف النظر عن الوضع الداخلي.

من ناحيته أشار أبو شرخ الى ضرورة العمل على تحقيق وتطبيق المصالحة قبل التوجه للجمعية العامة حتى تحظى هذه الخطوة بدعم كامل من كل اطياف الشعب الفلسطيني, قائلاً "يجب ان نبدأ بالمصالحة والوحدة الوطنية, والاستقواء بالشعوب العربية وربيعها والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وتطوير المقاومة وثقافتها, ومحاصرة (إسرائيل) وكشف وجهها الحقيقي امام العالم, ومطالبة العالم بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية".

وأضاف بان اي نجاح دون وحدة وطنية سيكون ناقصا, فيجب ان تحظى هذه الخطوة الهامة بإجماع فلسطيني والاتفاق على استراتيجية واضحة وان يكون هناك توافق على الرسالة التي سيذهب بها الفلسطينيون للأمم المتحدة.

الرباعية الدولية دعت بدورها لإعادة إطلاق مفاوضات التسوية على أساس خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 19 أيار/مايو الماضي الذي دعا لإجراء مفاوضات بين (إسرائيل) والفلسطينيين على أساس حدود ما قبل 1967 مع مبادلات للأراضي المتفق عليها.

استدعاء الولايات المتحدة الأميركية لكل من صائب عريقات، ممثلاً عن السلطة الفلسطينية، وإسحاق مولخو، ممثلاً عن (إسرائيل)، وخوض مفاوضات منفردة مع كل منهما، يشير الى إمكانية تجاوز استحقاق ايلول، من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات, وهنا رأى حبيب بان الرئيس عباس لن يستجيب لهذه الضغوط لان الذهاب للأمم المتحدة ليس له علاقة بالعملية التفاوضية, موضحاً ان توقف القيادة الفلسطينية عن التوجه للمنظمة الدولية كان خطأ كبيرا لأنها هي المسئولة عن قيام دولة (إسرائيل) وترك القضية بلا حل حتى الان.

من جانبه اعتبر ابوشرخ ان المنظمة لن تعود للمفاوضات لان اميركا و(إسرائيل) لا تقدمان اي شيء ولن يقبل عباس العودة للمفاوضات بدون مقابل, موضحاً ان اميركا عدو للشعب الفلسطيني مثل (إسرائيل), ويجب على القيادة الفلسطينية ان تضغط على العرب لاستخدام اوراق الضغط الكثيرة الموجودة لديهم لدعمهم في الامم المتحدة وامام العالم الغربي والمجتمع الدولي.

اخبار ذات صلة