حالة العداوة التي تخيم على علاقة طلابنا بالكتاب تجعلنا مع بداية كل عام دراسي ملزمين بالحديث حول هذا الموضوع، ومحاولة وضع الحلول المناسبة لهذه المعضلة، أو على الأقل إلقاء حجر في هذه المياه الراكدة.
ولا يخفى على أحد ما للقراءة من فوائد يجني القارئ ثمارها الطيبة، وتجعل أعداء الكتاب أسرى للسطحية الثقافية، وضحالة المعرفة... والحديث هنا ليس عن قراءة الكتب المنهجية –على الرغم من أهميتها-، لكننا نتحدث عن قراءة الكتب الثقافية والعلمية خارج نطاق المنهاج الدراسي التي تهدف لزيادة معرفة وثقافة القارئ.
وهذا يجعلنا ننادي بأنه لابد أن تصبح صداقة الطالب للكتاب هي الشغل الشاغل للقائمين على التعليم في بلادنا، وعليهم أن يبحثوا عن الأفكار والأنشطة والمشاريع التي تعزز هذا الجانب، ومن الجيد الاستفادة من الدول التي قطعت أشواطًا لا بأس بها في هذا المجال.
ومن الأفكار التي من المناسب أن نذكرها في هذا المقال:
*ضرورة الاهتمام بمبانى المكتبات المدرسية من حيث الهندسة والمساحة والتهوية والإضاءة والشكل الجمالي، والراحة والهدوء والإمكانيات...
* التجديد في الكتب كل عام وإحضار الكتب الصادرة حديثًا، ونود التذكير بأن قيمة المكتبة المدرسية ليس بعدد كتبها بل بملاءمتها للفئة العمرية.
* الإعلان عن مسابقات بشكل دوري: مسابقة أكثر طالب يزور المكتبة، وأكثر طالب يستعير كتبًا من المكتبة، ومسابقات في تلخيص كتب منتقاة....
* عمل الرحلات على بعض المكتبات العامة، ومن الجميل عمل مكتبة متحركة تقوم بالتجوال على المدارس، وقد طبقت هذه الفكرة مكتبة آرامكو في السعودية منذ سنة 1982م وبدأت بشاحنة وهي الآن تضم 60000 كتاب، وتزور ما يقارب من 500 مدرسة سنويًأ.