الرسالة نت - أمل حبيب
الواجهة الرئيسة للمنزل كفيلة بأن تجعل المار من أمامه يشفق على ساكنيه ويدعو الله بأن يكون عونا لهم.
كل شيء في منزل أبو رامي يعاني من حالة نزاع؛ فجدرانه تحاول التماسك رغم تآكلها.. ولكن لسان حالها يقول: "الرجاء يمنع الاقتراب خوفا على حياتكم", أما ألواح (الزينقو) فتنزف مطرا في الشتاء وتشتعل لهيبا بالصيف.
لا حدود بين باحة المنزل والمطبخ؛ فأدوات الطهي احتلت إحدى الزوايا وتراكمت فوق بعضها على رفوف معدنية أكلها الصدأ, وغاز الطهي يفترش الأرض في الجهة المقابلة.
"البيت هافت وكل الأرض مكسرة".. هي كلمات نطق بها وجع أبو رامي الذي يحاول دوما أن يكون متماسكا أمام أبنائه، فيحرس إحدى البسطات ليلا مقابل بضع شواكل, وفي النهار يتقوقع حول نفسه تلفه الهموم والتساؤلات: "هل سيبقى حالنا كما هو عليه؟"..
أحلام الأسرة هي ترميم المنزل, أما أم رامي فتتمنى أن يصبح لديها مطبخ يحتضن الأواني، ورفوف متناسقة ومكان مرتفع لوضع الغاز عليه.
البيت الذي تسكن فيه العائلة ورثته أم رامي عن والدتها - رحمها الله- والتي أشفقت على ابنتها وطلبت منها الإقامة معها بعدما كانوا يعيشون في غرفة واحدة.
الابنتان حياة وختام في المرحلة الثانوية كانتا منشغلتين في نقع الملابس وغسلها على يديهما لانتهاء أجل الغسالة عن عمر يناهز عشرات السنين.. جل أحلامهما أن يصبح لديهما غرفة جميلة سقفها من الحجارة المرصوصة, وملابس جميلة كما بنات جيلهما.
ما يزيد هموم العائلة فقدانها لأحد أبنائها في عام 2008، والذي تناقلت الأنباء عن احتمال اعتقاله في السجون المصرية لمحاولته التسلل عبر الحدود لتنفيذ مهمة جهادية, ولكن الجدة وقبل وفاتها أصرت على ابنتها أم رامي أن تسافر وتبحث عن فلذة كبدها, ولكن محاولتها باءت بالإخفاق بعدما أخبرتها مصلحة السجون المصرية بأن اسمه غير موجود بالكشوف.
غادر فريق "ألم وأمل" المكان وعيون العائلة تلاحقه وكأنها تحلم بالأمل في التغيير من وراء تلك الزيارة, وخصوصا أن الكثير من الوفود قد سبقت (الرسالة) بالتصوير ولكن لا حياة لمن تنادي.
مناشدة: "لكل قلب شعر بالحرمان فأغناه الله.. لكل إنسان سخي يسعد برسم الفرحة على وجوه الفقراء.. لنشعر بألم عائلة أبو رامي ونحاول مساعدتها في تغيير وضعهم المأساوي".