الرسالة نت - شيماء مرزوق
خيارات عديدة وهامة مطروحة بقوة أمام رئيس السلطة محمود عباس بعد العودة من الامم المتحدة والانتهاء من "استحقاق ايلول" الذي يعتبره خطوة مصيرية, فيرى البعض ان الرجل الذي هدد اكثر من مرة بالاستقالة لن يغادر إلا في حالة تحقيق انجاز سياسي، وربما تكون المصالحة وعودة الوحدة خطوة نحو تقديم السيد عباس استقالته من الحياة السياسية, الا ان خيار المفاوضات التي يؤمن بها ايماناً عميقاً كخيار وحيد لحل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)، ولذلك يرى الكثير من المتابعين للشأن الفلسطيني بان هذا الخيار مطروح وبقوة أمام السلطة وهو ما أكده عباس شخصياً في خطابه الاخير حينما قال "سنعود للتفاوض بعد العودة من الامم المتحدة".
المفاوضات قبل المصالحة
وفي هذا السياق اكد مؤمن بسيسو المحلل السياسي أن كل خيارات الرئيس محمود عباس بعد استحقاق ايلول ستبقى معطلة, حيث ان الحلبة الاقليمية والدولية غير متهيئة حالياً لاستئناف المفاوضات لان الموقف (الاسرائيلي) هو الاشد تطرفاً ويمينية في تاريخ دولة الاحتلال فلن يتم العودة لها في ظل الموقف (الاسرائيلي) الراهن.
وقال "اشك في امكانية استئناف المفاوضات واذا ما تمت فسيكون تراجعا خطيرا من قبل السلطة لأنه لا مبرر ولا فرق بين التفاوض قبل وبعد ايلول فالموقف (الاسرائيلي) لم يتغير", مضيفاً انه في هذه الحالة سيكون بمثابة انتحار سياسي.
بدوره رأى د. هاني البسوس المحلل السياسي ان عباس سيعود للمفاوضات مباشرة بعد الانتهاء من خطوة ايلول لان المفاوضات هي استراتيجية لا تنازل عنها بالنسبة له, موضحاً انه لن يكون هناك دولة بعضوية كاملة وقد يتم العودة بدولة ذات صفة مراقب, وفي كلا الحالتين سيعود للتفاوض مع (إسرائيل) لأنه لم يعد لديه أية خيارات.
وأما على صعيد المصالحة فقد تعيد السلطة الفلسطينية تقييم مواقفها، وتدرس مدى حاجتها لحركة حماس من عدمه، وهذا الشيء هو الذي سيقرر جدية الرئيس عباس بالمصالحة كخيار استراتيجي أم تكتيكي.
وهنا رأى بسيسو أن قضية المصالحة لن يطرأ عليها أي تغير خاصة وأن عباس سيستغلها لتحقيق مصالحه وأهدافه الخاصة, كما فعل سابقاً فهو لن يلجأ للمصالحة الا على مقاساته.
من جانبه لفت البسوس إلى أن خيار المصالحة ما زال بعيداً لأنه لا توجد نية حقيقية لدى السلطة وحركة فتح في المصالحة, وكان بإمكان عباس ان يتشاور مع حماس وباقي الفصائل قبل الذهاب للأمم المتحدة, الا انه فضل تهميش الجميع والاستفراد بالقرار الفلسطيني والحقوق والثوابت, وهو ما يؤكد عدم وجود نية حقيقية.
الاستقالة أم الحل
عباس الذي هدد ولوح بالاستقالة أكثر من مرة يبقي هذا الخيار وارداً ومطروحاً ولكن يتوقف ذلك على رأي المؤرخين في شخص ومسيرة محمود عباس السياسية، فالرجل لن يذهب للاستقالة إلا في حالة تحقيق انجاز سياسي، وربما تكون المصالحة وعودة الوحدة خطوة نحو تقديم السيد عباس استقالته من الحياة السياسية.
وهنا أوضح بسيسو ان حديث عباس عن الاستقالة اكثر من مرة هو من باب المناورة والتكتيك السياسي, مستبعداً ان يلجأ الرئيس لهذا الخيار لأنه اعلن اكثر من مرة نيته الاستقالة وكان يتراجع وتعود الاوضاع إلى ما كانت عليه.
بدوره استبعد البسوس ان يلجأ عباس للاستقالة قائلاً "كنت اتوقع ان يقول أن استحقاق ايلول هي الخطوة الاخيرة له وانه سيقدم استقالته بعد ذلك, فهو يحاول تقديم أي انجاز سياسي ليختتم به حياته السياسية".
ويبقى حل السلطة الوطنية الفلسطينية الخيار الاخير أمام عباس فهو يتطلب وحدة موقف فلسطيني عربي إسلامي، وقد تذهب إليه منظمة التحرير بعد إصلاحها وتفعيلها كونها صاحب الحق القانوني في حل السلطة، وهذا الخيار يبقى مطروحاً طالما أغلقت الولايات المتحدة والغرب كل الأبواب في وجه حل الصراع العربي الصهيوني.
من ناحيته لفت البسوس الى أن (إسرائيل) ستمارس ضغوطا اقتصادية على السلطة لتحجيمها على المستوى السياسي والخدماتي, الا ان المؤسسات الامنية ستبقى كما هي لان المهمة الاساسية للسلطة حماية امن (إسرائيل), ولذلك فان حل السلطة غير وارد حالياً ولن يسمح بها المجتمع الدولي الذي اقام السلطة بإرادة منه لحماية امن (إسرائيل).
بينما اعتبر بسيسو بان التهديدات بوقف المساعدات الاقتصادية للسلطة جدية لكنها لن تصل لدرجة قطع العلاقات الاقتصادية بين السلطة واميركا و(إسرائيل), لذلك فان حل السلطة قد يكون خيارا اخيرا في حال تدهورت العلاقات تماماً وانفجرت الاوضاع في الضفة.