الشاعر الشاب/ ابراهيم خنسة
الصمّت تعرفه الجياد جيادنا
وهناك جرحٌ في الجبين
هل أنت تعرفني؟
أتعرف ما أريد؟
وأتيت أرض الأنبياء وجدتها مطعونة بالكفر
نازفة الوريد
فضممتها ... هربت
وجاء الصوّت مهزوماً إليّ
وما تريد؟
وركضت خلف الطّيف
أنت.. ألست طيف حبيبتي؟
كلا..
وجاروه البعيد
ونبشت أحزاني.. أتعرف ما أريد؟
الصمّت تتقنه الجياد
يا سيّدي.. يبس الكلام بداخلي
أفلست ما في جعبتي حرفٌ فيسعفني
ومارست القصائد كلّ أدوار الحياد
كلّ الضمائر مسّها سوءٌ
فلا أدري..
وجاء الصّوت يسألهم
إذاّ ماذا أراد؟
حسناً سأشرح ما أحاول أن أقول
عندي مزيد من بذار التّين والزّيتون..
هل في أرضكم هذي حقول؟
لا تسألوا من أين جئت بهذه الأحزان
أرفض أن أقول
هاتوا القصائد إنها تجدي
فبعض الشعر سفرٌ..
أو
رسول
أعرفتني؟
وأنا الذي مزّقت فيك عباءتي ..
وأتيت أبحث عن يديك
كلّ الدّروب تنكّرت
في وحشة الصّحراء ضيّعت الطّريق
وها أنا بالكاد هذي السّاق تحملني إليك
أعرفتني؟
مازلت أعشق مقلتيك
شيءٌ إليك يقودني
شوقٌ لوجهك شدني
أرجوك دعني ألتقيك
شلال ماءٍ
أنّه شلال ماءٍ..
ليس في صحرائنا هذي سراب
وركضت نحوك واعترفت بكلّ أحزاني...
ضممتك.. إنّ في هذي الملامح بعض رائحة التراب
دعنا نسير معاً
دعنا نسير معاً وكفّك في يدي
دعنا نسير معاً فقد هربت بذاك الاتّجاه
في شترتي أحضرت بعض الخبز .. ليست رطبةً
لكن سيرحمنا الإله
لا بأس إن متنا فإنّ الشمس تشرق من شهيد...
ما ذلك الشيء الذي يدنو إلينا من بعيد؟
هل تعرفني؟
تساءل.. قال لي:
هل تعرفني؟
أتعرف ما أريد ..