قائد الطوفان قائد الطوفان

الطفل فرج الله..القاتل ألصق فمه وكبل يديه وضربه حتى الموت

الأب:لم أتعرف عليه في البداية بسبب تورّم وجهه

مختار العائلة:لم أتصوّر أن يقتل طفل بهذه البشاعة

معلم الصف:الأولاد لم يكفوا عن إخباري انه مات

 

المحافظة الوسطى-محمد بلّور   

ارتعدت الفرائص الناعمة في العيد خوفا من جريمة قتل الطفل أحمد موسى فرج الله 11 عاما .. "المراجيح" خلت من نجوم الموسم, فالأطفال في منطقة المخيم الجديد بمعسكر النصيرات أصيبوا بنوبة خوف شديد اختفوا على اثرها من الطرقات قبيل الغروب لأيام, بقية الناس تناقلوا الحديث عن ذلك الطفل المغدور بعدة ضربات خلف أذنه .

وكانت الشرطة في محافظة الوسطى أعلنت صباح الأحد الماضي أنها عثرت على الطفل أحمد فرج الله مقتولا ومقيد الأيدي بأسلاك وقد ألجم فمه وأذنيه بشريط لاصق ووضع رأسه وجسمه في أكياس بلاستيكية .

وتردد صدى الجريمة بتفاصيلها وأجوائها الخاصة في مخيم النصيرات خاصة وبقية محافظات قطاع غزة نظرا للطريقة التي أودت بحياة طفل بريء عثر على جثته بعد ساعات من مقتله على يد مجهول. 

* أجواء العيد

كاد أن يكون عيد طبيعي في بيت موسى فرج الله "أبو فخري" حتى فجر اليوم الثاني , لكن الأب قال:"بداية اختفائه ظننت أنه ذهب للمبيت عند أقاربي كما اعتاد أن يمضي عندهم ويأتيني بين أذان الفجر الأول والثاني حيث نخرج أنا وهو وإخوته لصلاة الفجر لكنه لم يأت فسألت إخوته عنه وسألت بيت أقاربي فقالوا أنه لم يزرهم ثم سألنا أصحابه فلم نجده حتى طلع الصباح وتفاجأت بكلام الطفل يحيى عزات فرج الله الذي أخبر عن جثته" .

وللسيد موسى فرج الله 9 أبناء ترتيب احمد هو قبل الأخير وصفته أنه ذكي وصاحب بديهة بحسب حديث الأقارب والجيران .

وأضاف الأب: إن شهود عيان رأوا أحمد مساء يوم السبت قرب المنزل وبرفقة أحد أقاربه ويدعى أنور فرج الله ويعمل في العيد بنقل الأولاد على عربة الحمار .

وأكد الأب أنه لم يكترث في البداية لغياب أحمد لأن أجواء العيد تشغل الكبير والصغير كل في شئونه مشددا أن أولاده عادة لا يبتعدون عن المنزل كثيرا.

العثور على الجثة

همّ السيد عبد الرحمن سليمان فرج الله بتفقد الأغنام وبعض المتاع والحطب , على الأرض تفاجأ بشيء ممدد هو في الأصل جثة لطفل داخل كيس بلاستيكي .

وقف الرجل مشدوها لعدة دقائق لا يقوى على الحركة ثم تقدم نحو الجثة الصغيرة فلم يعرف هويتها بعض الذين حضروا ومنهم أطفال من العائلة عرفوا أحمد على الفور وأطلقوا سيقانهم للريح لإخبار بقية العائلة .

حضر الأب للمكان فوجد رجال المباحث ثم جاءت عربة إسعاف ونقلت الجثة للمشفى, اشتعلت نيران الحيرة في وجوه عائلة فرج الله كبرى عائلات منطقة المخيم الجديد والتي تسكن في مربع واحد وجدت في طرفه جثة الطفل أحمد .

مختار العائلة أبو غانم فرج الله قال للرسالة: إن الجاني استخدم آلة حادة وضرب أحمد خلف أذنه ضربتين وثالثة في جبينه, مضيفا:"ممكن يكونوا أكثر من واحد وضربوه ببلطة أو آلة حادة وقد قام القاتل بوضعه ممددا داخل "الحكورة" وعلى فمه شريط لاصق وأعتقد أنهم أكثر من واحد والطبيب الشرعي أكد أنه لم يتعرض لاغتصاب وقال الطبيب أنه ربما ضرب بحجر " .

وناشد أبو غانم الضمائر الحية والمسئولين أن يقفوا موقفا جادا ويكشفوا تفاصيل جريمة مقتل الطفل أحمد معبرا عن بالغ أسفه لما وقع في عائلته.

وأكد أبو غانم أن سكان الحي أصابهم الخوف, مضيفا:"من يومها امتنع الأولاد عن الخروج بعد المغرب وأنا رجل كبير لم أشعر يوما أو أتوقع أن طفلا يقتل هكذا فهو بريء ولم يقترف ذنبا".

ويستذكر الأب لحظة رؤيته للجثة, مشيرا أنه نفسه لم يتعرف على الطفل بسبب التورم في وجهه, مشددا أن الدماء والحالة التي وجد فيها تؤكد أنه قتل فقط قبل ساعات قليلة من العثور عليه فدماؤه كانت ساخنة .

وأضاف:"عرفته من ملابسه وحذائه فقد قفزوا من فوق سياج الحكورة ووضعوه بشكل مستوي قبل أن يهربوا" .

ونفى الأب أن تكون له أي خلافات مع أي طرف تدفعه للانتقام أو ارتكاب جريمة القتل البشعة التي هزت قطاع غزة ثاني أيام عيد الأضحى المبارك.

وأكد المختار أبو غانم أن آلية القتل لا تشير إلى ضربة مفاجئة أو ردة فعل وإنما جاءت بفعل مرتب صاحبه تقييد الأيدي ولف شريط لاصق على الفم.

ردود فعل

وفي المدخل المؤدي لمنزل موسى فرج الله يجتمع بعض الشبان لاستقبال نصف عزاء فالأب يرفض فتح بيت عزاء ونصب خيمة بشكل رسمي حتى يتبين الأمر وهو يعتقد أن الحادثة لن تخرج من محيط العائلة.

وأضاف الأب:"مستعد أن ادفع 5000دينار لمن يدل أو يأتي بأية معلومة تدلني على القاتل" .

وقال الأب إن أولاده أصبحوا يتجمعون حوله منذ مقتل أحمد للنوم في حجرة واحدة حتى أن خوفهم لم يمكنهم من الذهاب لقضاء الحاجة على بعد أمتار من الحجرة.

أما المواطن أبو انس العمصي من سكان منطقة المخيم الجديد فقال للرسالة: إن الحادثة شكلت صدمة لكافة أبناء الحي, مضيفا:"من يومها صار من النادر أن ترى طفلا يخرج في المساء فقد أثارت الحادثة خوف الجميع كبارا وصغارا وصار الكبار يخوّفون الصغار بذلك الأمر إن لم يستمعوا لكلامهم ! " .

وأوضح أبو انس أن الجريمة لها صدى كبير انعكس على أطفال الحي الذين بدأت الروايات تدور بين الجيران, موضحة مدى خوفهم مما لقبه الطفل أحمد.

* مقعد خالي

بدا الطفل إيهاب العجبي مشدوها من غياب رفيقه في المقعد أحمد فرج الله , كرر على مسمع أساتذته أن احمد مات مقتولا , الأطفال في الفصل بمدرسة ذكور الابتدائية "ب" فقد بانت عليهم علامات التوتر بالترتيب من مقعد أحمد تأثروا بدرجات متفاوتة الأقرب فالأقرب .. ورددوا لمعلميهم أن زميلهم غاب بلا رجعة.

ووصف أحد مدرسي الطفل أحمد المغدور للرسالة :"هادئ جدا لدرجة الخجل الشديد ومستواه فوق المتوسط ويستوعب الدروس والمهارات, اليوم دخلت لأدرسهم فكانوا يرددوا اسمه ويحكوا عن مقتله,حاولت أن أهديهم وأتكلم عن العيد " .

ويرى المعلم أن ما حصل في المخيم الجديد شكل فاجعة وان ما وقع جريمة لم يتوقعها أحد وأنه لم يتمكن من ممارسة عمله بشكل طبيعي داخل فصله.

وحاول المعلم أن يغير مقعد الأطفال المجاورين لمقعد الطفل أحمد طمعا في إبعاده من مخيلتهم لكنهم استمروا في الحديث عن موته المفاجئ.

ولم يعلم كافة الطلاب في المدرسة بمقتل أحمد فكثيرون منهم يردون من مدينة الزهراء والمغراقة وبقية أجزاء النصيرات ولعل أجواء العيد شغلتهم لحين عن الخوض في تفاصيل ستأتي على الطريق قريبا .

وقال احد موظفي المدرسة والذي رفض الكشف عن اسمه أن إدارة المدرسة حاولت أن تعمل تفريغا نفسيا للأطفال, مضيفا:"الناس أصبحت متخوفة على أبنائها فحاولت المدرسة عمل تفريغ انفعالي بشكل غير مباشر وتحدثت عن الحدث نفسه ولازال بعض الطلبة لا يعلمون بالأمر" .

*تمثيل الجريمة

وطار الخبر ليلة الثلاثاء أن مباحث الوسطى تمكنت بعد 60 ساعة من وقوع الجريمة من كشف تفاصيل الحادثة بعد اعتراف أحد المتهمين في التحقيق حيث تم إحضار جزء من الأسلاك المستخدمة في الجريمة وبعض الأشرطة اللاصقة.

وعلمت الرسالة نت أن الطفل المغدور بحسب الأنباء الأولية شاهد القاتل في وضع لا أخلاقي مع شاب آخر ما دعا القاتل لمحاولة استدراج الطفل وقتله أكثر من مرة .

وتمكن القاتل ويعاني من اضطرابات نفسية من الاختلاء بالطفل وضربه بآلة حادة "زاوية حديد" ثم نقله وألقاه داخل قطعة أرض جوار منزله وقام القاتل بتمثيل الجريمة أكثر من خمس مرات في المكان واتفقت رواياته للحادثة في كل مرة .

ونقل القاتل إلى النيابة لاستكمال التحقيق بينما تناقل المواطنون في مخيم النصيرات ليلة الثلاثاء نبأ الكشف عن قاتل الطفل فرج الله في لغز جاء حله سريعا بفضل جهود المباحث العامة في المخيمات الوسطى .

 

البث المباشر