قائمة الموقع

"المبادرات الفردية" مشاريع صغيرة تبدد شبح الفقر

2009-08-03T04:05:00+03:00

المحافظة الوسطى-محمد بلّور     

يعدل رئيس مجلس إدارة شركة المبادرات الفردية د. عاطف إسماعيل منظاره الطبي مجيبا عن أسئلة له خبرة في الرد عليها, في مكتبه أحكموا ربط ستائر أنيقة وفي حجرة الانتظار زادوا عدد مقاعد الضيوف.

في إجابته الأولى يقول د.إسماعيل إن شركة المبادرة الفردية شركة غير ربحية أسست عام 2007 ومقرها القطاع وتمويلها من أهل الخير لدعم صمود الشعب الفلسطيني,ذلك الصمود المطلوب منه الاستمرار على كل الصعد !! .

الأسر الفقيرة

ويؤكد رئيس مجلس إدارة الشركة أن هدفهم هو الأسر الفقيرة التي انقطعت بها السبل وقد موّلت الشركة حتى الآن 120 مشروعا سد حاجة 120 أسرة وكفاها شظف العيش .

يربت الدكتور إسماعيل براحتيه على مكتبه مضيفا "بداياتنا كانت مشجعة وحرصنا من يومنا الأول أن نصل لأكثر الفئات فقرا " , وبوصول كل ضيف "مستفيد متوقع" لمقر الشركة يمنحونه دقائق للاستراحة من سلم البناية قبل مناولته طلب تمويل يحوّل مباشرة بعد تعبئته لوحدة المسح الاجتماعي والزيارات البيتية التي تتولى الكشف عن مدى حاجة الحالة للمشروع.

اللجنة الاقتصادية

لديها فقط الإجابة عن الأسئلة المتخصصة فكونها رئيس اللجنة الاقتصادية تعتبر خلود الفليت صاحبة قرار مهم في منح تمويل أي مشروع من عدمه , تقول الفليت "لدينا معايير نراعيها منها مدى توفر المواد الخام في بيئتنا بالقطاع وعدم ارتباطها بالمعبر وكذلك أن يكون المستفيد متزوج ولديه أبناء وعاطل عن العمل كما نهتم بتوفر دراسة جدوى مقنعة ولديه خلفية عن مشروعه المراد " .

وتطلب شركة المبادرات من كل مستفيد "كفيلين" يعملان في مؤسسات الحكومة أو وكالة الغوث أو القطاع الخاص .

تحلّق رئيس اللجنة الاقتصادية خلود الفليت بعيدا عن بيئة قطاع غزة الاقتصادية مضيفة "الحل الوحيد لمشاكل الدول النامية هو مشاريع اقتصادية صغيرة فتلك سنة عن الرسول صلى الله وعليه وسلم ولدينا مشاريع كثيرة نجحت ووفرت فرص عمل لكثيرين" .

ويذكرنا حديث الفليت بمشاريع دول شرق آسيا المسماة "النمور الأسيوية" والتي بحثت لها عن فرصة نمو بعد توحد الكتل الاقتصادية وتركزها في كتلة أوروبا وأمريكا واليابان والصين , ورغم الفارق في الحجم إلا أن نسق البداية متحد للمستثمرين الصغار لكنهم في غزة مستثمرون بطعم الاحتلال !! .

الحصار والحرب

ويصل تمويل المشاريع الصغيرة لغاية 5000 $ يلتزم المستفيد على تسديدها على 43 شهر حيث تتنوع المشاريع بين مشاريع زراعية وصناعية وخدماتية وتجارية .

وفي اجتماعات مجلس إدارة الشركة يومئون برؤوسهم عند ذكر مشاريع الزراعة التي نجحت فيضيف د.إسماعيل "موّلنا حمامات زراعية لأشخاص كان يستأجرون أرضا ونجحت أيضا مشاريع تربية المواشي والدواجن ".

وأطلقت شركة المبادرات الفردية شارة البدء في خضم الحصار ما يعني أن أمامها كوم حجارة في طريق العمل وهو ما يضيف عن رئيس مجلس الإدارة بالقول "درسنا مدى توفر الخامات وأي مشاريع ممكن أن تنتج ولدينا خبراء ومتخصصين اقتصادية وهناك مشاريع لم تنج لعدم توفر الخامات وقد نصحت المستثمرين بتغيير مشاريعهم" .

ومن أمثلة تلك المشاريع بعض ورش صيانة الثلاجات والحواسيب ومزارع المواشي والدواجن ومحلات هواتف خلوية وبعض المخابز ومركبات الأجرة وغيرها من المشاريع المنوعة .

وتستمر شركة المبادرات في متابعة كل مشروع حتى ينجح ويرى النور بينما تنظم بعد ذلك زيارات للاطلاع على سير العمل .

وأكثر تلك المشاريع نجاحا كانت المشاريع الزراعية ومحطة تحلية المياه والسوبر ماركت والتي تفخر بها إدارة الشركة ويرفع أعضاء مجلس إدارتها أكفهم لشرح تطورها في كل لقاء يجمعهم .

والتهمت الحرب كثير من أموال التمويل قبل سداد أقساط المستثمرين حيث أضاف د.إسماعيل "أتت الحرب على مشاريع دواجن وزراعة ودمرتها ما شكل خسارة كبيرة" واليوم بعد الحرب نحرص أن تكون المشاريع بعيدة عن الحدود ودائرة القصف وأن تعتمد على خامات محلية كي تتنفس في الحصار!! .

بطالة واقتصاد

وبلغة الاقتصاديين يمكن القول أن المشاريع الصغيرة تحد من البطالة وتساهم في الناتج المحلي خاصة لفئة الشباب المتعطشة للمشاركة الفعّالة بل قد تغير كثير من أنماط الحياة لأناس تقطعت بهم السبل .

يقلب رئيس مجلس إدارة شركة المبادرات نشرة الشركة التعريفية "البروشور" مضيفا:"كثيرون كان لهم طلاب جامعيين ولما حصلوا على تمويل اكتفوا ذاتيا بل وتقدموا" .

ويرى د.إسماعيل أن للمشاريع الصغيرة دورا اجتماعيا فهو برأيه جسدت كثيرا من " نقّط في الحلق " وقتلت الفقر وشردت البطالة !! .

وفي مكالمات أعضاء مجلس الإدارة الهاتفية لتحديد الاجتماعات يوصون أنفسهم بطرح الجديد لمواكبة الحصار وتلافي أسباب الفشل "نقص الخامات-الحصار-الاحتلال".

مشاريع صاعدة

لم يتذوق صالح الحلو عذوبة ما يبيع حتى حصل على تمويل لمحطة تحلية المياه خاصته يقول صالح أحد المستفيدين من تمويل شركة المبادرات "كنت أبيع على سيارة ثم فتحت محطة تحلية بغزة ولدى الآن محطة ومخزون وسيارة للتوزيع وقد ساعدني التمويل لأنطلق والأمور الآن مستقرة" .

ويضغط صالح على بوق سيارته وهو يبيع المياه فرحا بـ30 كوب ينتجها يوميا وهو لا ينسى بالطبع أقساطه الشهرية مستحقة الدفع والميسرة الشروط على حد قوله .

أما إبراهيم أبو يونس فلا يضره تكدس كميات إضافية من القماش حيث أضاف "أنا في تل السلطان برفح ومشروعي خياطة زي شرعي وعبايات ولم يكن في السابق لدي مكن لكن عن حصولي على تمويل أحضرت المكن وبدأت أصنع وأبيع " .

ومنذ عام وثلاثة شهور وفّر إبراهيم آلات خياطة ومقصات قماش ودخل سوق العمل من باب أقوى وكل ذلك كان عقب حديث مع صديق اخبره بوجود فرصة تمويل لدى شركة المبادرات غيرت من أحواله .

وصدق القول أن مشاريع المبادرات الفردية أدخلت البسمات على وجوه ولم تنجح في فك رموز أخرى فقد فشلت بعض المشاريع للأسباب كثيرة بينما أتت الحرب لتدمر آمال آخرين .

اخبار ذات صلة