قائمة الموقع

فلسطينية عشقت التراث فاحترفت الزجل

2011-10-02T07:40:24+02:00

 

ام الفحم – الرسالة نت

عاد الزجل الشعبي لينتشر مجددا في الداخل الفلسطيني بعدما انحصر تداوله سابقا في الأفراح، واقتصر على الرجال دون النساء، لكن ماريا أبو واصل من بلدة عرعرة غيرت الموازين، فعشقها للتراث والفلكلور دفعها لاحتراف الزجل الشعبي.

ماريا معلمة متقاعدة في العقد الخامس من عمرها، متزوجة من الحاج وليد ولهما خمسة أولاد، ذاع صيتها مؤخرا بفلسطين، فهي كانت من أوائل النسوة اللاتي كسرن حاجز الخوف والصمت عبر الكلمة الشعبية.

ابتدأت مشوارها مع التراث والفلكلور الشعبي منذ دراستها الجامعية، فالزجل هواية عاشت بداخلها منذ الطفولة ترعاها في الأعراس والأفراح الشعبية كانت تردد الأغاني تطرب لها وترقص النسوة فرحا.

تجمع ماريا ما بين الكلمة والعادات والتقاليد، وانتقت الكلمات في ديوانها "الغناء الشعبي" من عمق المعاناة والواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، تقاوم من خلال الكلمة، وتنظم الشعر الشعبي لتحرك المشاعر وتثقف الأجيال الناشئة.

زجل وتراث

وبعد أن غاب الزجل الشعبي عن الأفراح والمناسبات بسبب عصر العولمة والتكنولوجيا، فإن ماريا تمكنت بأسلوبها من إعادته في الداخل الفلسطيني عبر إحياء المناسبات الوطنية، فألهبت الجماهير حماسة بأغاني الانتفاضة الثانية، ليكون شعرها مثل كلماتها رمزا للنضال.

وتعتبر ماريا أن هبة القدس والأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2000 كانت نقطة تحول في مسيرتها الفنية، وتقول إن استشهاد 13 شابا من الداخل الفلسطيني بنيران الشرطة الإسرائيلية فجر مشاعرها وكلماتها.

تعطش وتفاعل

ولمست "مدى تعطشهم للكلمة التي تعبر عن ذاتهم، وما يعيشه المجتمع وما يواجهه من تحديات، فنظمت الشعر والقصائد بلون الدم في هبة الأقصى لتتلقفها الأجيال التي واجهت إسرائيل لأول مرة".

اعتادت ماريا على إحياء المناسبات الوطنية حيث اشتهرت، لتعيد من خلال ذلك الزجل الشعبي للأفراح وطنيتها أيضا، وكانت كامرأة زجالة مثار جدل؛ إذ كيف لامرأة أن تحيي الأعراس؟! لكنها أكدت أن المجتمع احتضنها ودعمها لكونها عبرت عن مشاعره وعما يجيش في خاطره وكانت المتحدثة بلسانه.

تقول "بكلماتي أميل لفلسطين ولقضايا شعبي الوطنية والقومية، كما تشتت شعبنا الفلسطيني بالنكبة، هذا ما حل أيضا بالتراث والفلكلور والشعر تحديدا بالداخل، فكانت الكلمة الوطنية غائبة عنا سنين طويلة.

وذكرت أنها كسرت حاجز الخوف والصمت لأول مرة عام 1978، حيث أحيت فرحا لعائلاتها تزامن مع ذكرى يوم الأرض، فالعرس تحول إلى حفل وطني، والنسوة رقصن على كلمات الوطن والأرض.

ورأت ماريا أن الزجل بمثابة نوع من المقاومة الشعبية والفنية، يحمل في طياته رسالة تثقيفية لشعبها الذي تحمل همومه اليومية والوطنية، لتجمعه عبر الكلمة حول قضية مشتركة.

ولفتت إلى أن الكلمات بالزجل تتغير حسب تطور العصر، لكن اللحن لا يتغير، فمؤلف الأغنية الشعبية يبقى مجهولا والكلمة تصبح ملكا للشعوب، حيث تتوارد وتتناقل من مكان لآخر لتتخطى كافة الحواجز والحدود.

وعايشت ماريا الاحتلال والحكم العسكري والنكسات والانتصارات والمعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني مع إسرائيل، تأثرت بهذه الأحداث ووظفتها مع الواقع المتطور لتخاطب العقل والقلب والمشاعر.

 

وترى ضرورة الحفاظ على التراث ليكون حلقة الوصل والتواصل ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتحلم بالتواصل بشعرها وزجلها مع العالم العربي، وترى أن ذاتها -مثل الداخل الفلسطيني- محاصرة.

وأكدت ماريا أن إحياء التراث واجب وطني على الشعب الفلسطيني بأسره، وتحديدا في أراضي الـ48 الذي يعيش التحديات وصراع البقاء، وهنا تكمن أهمية تجذره في الأرض عبر التواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني بالشتات والغربة، ليبقى الوطن يعيش في دواخلهم.

نقلا عن الجزيرة نت

اخبار ذات صلة