وكالات-الرسالة نت
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية على موقعها على الإنترنت اليوم الاثنين، إن رجلا يزعم أنه أول يهودي ليبي يعود إلى البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي، أعاد افتتاح المعبد اليهودي الوحيد في العاصمة طرابلس أمس الأحد وذلك لأول مرة منذ 44 عاما.
ونقلت الصحيفة عن اليهودي الليبي العائد ديفد جربي أن إعادة افتتاح كنيس "دار بيشي" يمثل تحديا جريئا لقادة البلاد الجدد لإثبات التزامهم بقيم الديمقراطية التعددية التي يؤمنون بها.
وقال جربي –الذي فرَّ إلى روما عام 1967 وهو في الثانية عشرة من عمره- إن في إعادة افتتاح الكنيس "اختبارا للمجلس الوطني الانتقالي لنرى إن كانوا سيمارسون التمييز أم إن ليبيا الجديدة ستكون دولة ديمقراطية بحق".
وأشار إلى أن نيته تتجه إلى إعادة المعبد إلى سابق عهده وجعله يعمل بصورة اعتيادية.
ورأت الصحيفة أن من المؤكد أن تثير عودة اليهود الليبيين حساسية كبيرة، مضيفة أن حفنة من يهود ليبيا البالغ عددهم أربعين ألف شخص فروا من البلاد في الفترة ما بين قيام دولة إسرائيل في 1948 وحرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967، وزعم جربي أن عدد أولئك اليهود وذراريهم يبلغ الآن نحو مائتي ألف شخص.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن معظم اليهود الذين فروا من ليبيا –بمن فيهم عائلة جربي- تركوا وراءهم ممتلكات ضخمة، مشيرة إلى أن أي محاولات لاستعادتها على النحو الذي يقول به جربي ستؤدي إلى مزيد من تردي العلاقة بين الليبيين واليهود التي تشوبها أصلا عقود من عدم الثقة والكراهية المتأججة.
ومما يزيد الأمور تعقيدا –بحسب الصحيفة- مسألة التعامل مع قضية اليهود الليبيين في الشتات الذين هاجر معظمهم إلى إسرائيل وحصلوا على جنسيتها. ويقول الليبيون، حتى أولئك الذين يؤيدون عودة اليهود الليبيين إلى الوطن منهم، إن حق العودة يجب ألا يشمل الذين ذهبوا إلى إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن القيادة الليبية الجديدة تتعاطى مع هذا الموضوع بحذر، كاشفة عن لقاء جمع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل باليهودي ديفد جربي في بنغازي أواخر الشهر المنصرم.
ونسبت إلى جربي القول إن طلبه للحصول على إذن رسمي لإعادة فتح المعبد لقي تجاهلا تاما، ورد مسؤولو المجلس الانتقالي ببرود على نبأ إعادة الافتتاح قائلين إنه من السابق لأوانه معالجة مثل هذا الموضوع الحساس.