غزة –الرسالة نت
ذكرت صحيفة هارتس العبرية انّ الولايات المتحدة الامريكية والدول العربية المصنفة امريكيا واسرائيليا بالدول المعتدلة تمارس الضغوطات الجمّة على الرئيس- منتهي الولاية-، محمود عبّاس بأن يمدد فترة ولايته في رئاسة السلطة حتى لا يؤدي اعتزاله المشهد السياسي الى فراغ دستوري يمكن حركة حماس من احكام سيطرتها على قطاع غزة والاستيلاء على الضفة الغربية المحتلة، على حد تعبير المصادر السياسية الرفيعة في تل ابيب.
ووفق الدستور الفلسطيني فانّه في حال اقدام عبّاس على الاستقالة فانّ رئيس المجلس التشريعي، د. عزيز الدويك سيتسلم منصبه لمدة ستين يوما، وبسبب الاكثرية الساحقة لاعضاء حماس في التشريعي، زادت المصادر عينها قائلةً انّ هذه الاكثرية من حماس، بالاضافة الى النواب الذين سيتم اطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل بين حماس واسرائيل سيشكلون اغلبية عظمى باستطاعتها تقرير موعد الانتخابات متى شاءت وتقسيم المناطق بشكل يضمن لها في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وفي سياق متصل نقلت ’هآرتس’ العبرية عن مصدر امني اسرائيلي قوله انّه لا يعتقد ان ، محمود عباس، سوف يترك الساحة لحركة حماس، وذلك في اشارة الى ضغوط امريكية وعربية على عباس، في الايام الاخيرة، لتمديد ولايته حتى الانتخابات القادمة، وذلك حتى لا يشغل مكانه رئيس المجلس التشريعي. ولكن مع ذلك، لم يستبعد المصدر الامني الاسرائيلي ان يقوم عبّاس بالاقدام على الاستقالة.
ولفت المحلل الاسرائيلي عكيفا الدار الى الاقوال التي ادلى بها عبّاس في حديث للتلفزيون المصري والتي قال فيها انّه عاقد العزم على تقديم استقالته في الشهر القادم، ووجّه اتهامات لاذعة الى الادارة الامريكية والى الدولة العبرية واتهمهما بانّهما اقدمتا على فضيحة مجلجلة.
وزاد قائلا انّ القرار بشأن مصير عبّاس في منصبه ومصير السلطة الفلسطينية برمتها سيتخذ بعد عشرة ايام في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي سيعقد في مدينة رام الله المحتلة.
ونقل المحلل الدار عن مسؤول امني اسرائيلي وصفه بانّه رفيع المستوى قوله انّ عبّاس لن يترك الساحة لسيطرة حماس.
وقدّر المسرؤول الاسرائيلي انّ القرار بابقاء عبّاس في منصبه سيحصل على اكثرية ساحقة تصل الى 127 عضوا، وعليه قررت الدولة العبرية السماح لاعضاء اللجنة المركزية من خارج الوطن بالدخول الى الضفة الغربية المحتلة للمشاركة في الانتخابات، كما قررت السماح لاعضاء اللجنة من قطاع غزة بالدخول الى الضفة للمشاركة في العملية الانتخابية، على حد قول المصدر الاسرائيلي.
ولكنّ المصدر عينه قدّر ان تقوم حركة المقاومة الاسلامية بمنع اعضاء اللجنة التنفيذية من حركة فتح، والقاطنين في غزة، من السفر الى الضفة الغربية، كما فعلت عندما عقدت حركة فتح مؤتمرها السادس في آب (اغسطس) الماضي في مدينة بيت لحم المحتلة.
وزاد المحلل الاسرائيلي قائلا انّه من الاحاديث الصحافية التي ادلى بها المناضل مروان البرغوثي من السجن في الآونة الاخيرة يستشف بانّه قطع عهدا على نفسه بترتيب المصالحة الوطنية بين فتح وحماس، وانّه سيعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بسبب سياسة اسرائيل، لانّه برأيه فانّ حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ستؤدي الى تحريك العملية السلمية المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
واستطرد المحلل الاسرائيلي، نقلا عن مصادر اسرائيلية وامريكية متطابقة، قائلا انّه في الجلسات المغلقة التي عقدت في واشنطن بمشاركة صنّاع القرار في الادارة الامريكية نوقشت عدة امكانيات بهدف تعزيز وتقوية مكانة محمود عبّاس في الشارع الفلسطيني، ومنعه من الاقدام على الاستقالة من منصبه.
ومن بين الامكانيات التي تمّت دراستها من قبل صنّاع القرار في واشنطن هي امكانية قيام الرئيس الامريكي، باراك اوباما، بتحرير رسالة خاصة مفادها انّ الولايات المتحدة الامريكية تتعهد بان تقوم الدولة الفلسطينية فير حدود ما قبل عدوان الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967 وانّه لم يطرا ايّ تغيير على الموقف الامريكي، والذي يموجبه لا تعترف امريكا بسيادة الدولة العبرية على القدس الشرقية المحتلة.
وقال المحلل الاسرائيلي انّ ردّ الفعل الامريكي على قرار الحكومة الاسرائيلية البناء في مستوطنة غيلو في القدس كان تلميحا مباشرا الى صنّاع القرار في تل ابيب وفي رام الله في ما يتعلق بموقفها.
تجدر الاشارة الى ان حركة ’فتح’ كانت قد اكدت، الثلاثاء الماضي، على ان الاجتماع العاجل للمجلس المركزي لـ م.ت.ف سوف يناقش استمرار عباس في السلطة.
ونقل عن فهمي الزعارير، الناطق بلسان حركة فتح قوله انّه من بين الحلول المطروحة في الاجتماع تمديد ولاية عباس الى حين اجراء الانتخابات، كما نقل عنه قوله انّ الاجتماع سيناقش قضية حل المجلس التشريعي ونقل صلاحياته الى المجلس المركزي لـ م.ت.ف.