غزة-الرسالة نت
نظم مركز بلدنا للثقافة والفنون بالتعاون مع مدرسة النور والأمل للمكفوفين مهرجاناً فنياً بعنوان "فن و إشراقه ....رغم الإعاقة " ،مساء أمس في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة في ظل مشاركة واسعة ولافتة من قبل المعاقين ووسط حضور عدد كبير من المسئولين والشخصيات الاعتبارية.
"الأمن والسكون والطمأنينة تعم المكان والأطفال يلعبون ويمرحون وسط الأشجار الخضراء ،وبينما هم على حالهم هذه قاطع هدير الطائرات وأصوات القذائف والإنفجارات ضحكاتهم البريئة ،لتحيل البستان الجميل الذي كانوا يلعبون فيه لكومة رماد اختلطت بدمائهم وأشلائهم"، كان هذا أوبريت الحفل الرائع والمميز الذي قدمه عدد كبير من المعاقين جسدوا من خلاله المعاناة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على شريحة المعاقين والذين بلغ عددهم فيها ستمائة معاق.
المهرجان الفني اشتمل على عدد كبير من الفقرات الفنية الرائعة والمميزة التي قدمها عدد كبير من المعاقين المنتمين لمدرسة النور والأمل وزهرات وبلابل مركز بلدنا للثقافة والفنون في مشهد توأمة بين الإنسان المعاق وأخيه السليم جسدوا من خلالها صور المحبة والألفة والتعاون بين المعاقين وأفراد المجتمع الذين يعيشون فيه.
الدكتور زكريا زين الدين رئيس مجلس إدارة مركز بلدنا للثقافة والفنون قال أن هذا الاحتفال يأتي متزامناً مع زيادة معاناة المعاقين وارتفاع أعدادهم في ظل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ليخفف عنهم بعضاً من المأساة التي يعايشونها يومياً.
وأكد د.زين الدين على ضرورة الاهتمام بشريحة المعاقين وتوفير كافة احتياجاتهم وتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم الفنية،مشيراً إلى مركز بلدنا للثقافة والفنون أقدم على افتتاح منتدى بلدنا الثقافي لأصحاب الاحتياجات الخاصة من المعاقين بصرياً وحركياً.
ودعا د.زين الدين جميع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المشاركين بالحفل للتحلي بروح التميز والإبداع والعزيمة والتحليق نحو الأفق فليست الإعاقة إعاقة الجسد بل هي إعاقة الروح.
بدوره وجه مدير التعليم في مديرية غرب غزة الأستاذ محمود أبو حصيرة تحية شكر وتقدير للمعاق الفلسطيني في يومه العالمي واصفاً إياهم بفرسان الإرادة وأبطال العزيمة والهمة العالية.
وأشار أبو حصيرة إلي العديد من النماذج المشرفة التي قدمها عدد كبير من المعاقين من الأدباء والشعراء أمثال الأديب طه حسين والمجاهدين أمثال الشيخ الشهيد أحمد ياسين،مخاطباً المعاقين قائلاً لهم لا تجعلوا الإعاقة حاجزاً أمام طموحاتكم وأمالاكم نحو المستقبل.
وتوجه أبو حصيرة بالنداء لكافة المسئولين داعيهم لضرورة الاهتمام بهذه الشريحة وتوفير كافة الاحتياجات التي من شأنها أن تزيد من عزيمتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل مشرق،داعياً لضرورة دمجهم في كافة مجالات الحياة في المجتمع.
بدوره ألقى كلمة المراكز الثقافية في بلدية غزة المهندس عماد صيام أوضح فيها أن شريحة المعاقين في المجتمع الفلسطيني تعاني من عملية تهيش كبيرة وتحتاج لمزيد من الجهد والدعم للارتقاء بهذه الشريحة الكبيرة في كافة المجالات في المجتمع الفلسطيني.
وبث صيام روح الهمة والعزيمة في روح المعاقين المشاركين في الحفل قائلاً لهم " المعاق هو معاق الهمة والعزيمة وليس معاق الجسد فكم من معاق أحيا أمة بأسرها ".
وأختتم صيام كلمته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد ابتلاه الله بحبيبتيه أي "عيناه" ثم صبر فليس له جزاء إلا الجنة" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.