غزة-محمد بلّور-الرسالة نت
بدت غزة بهمومها وحصارها عظيمة في عيون الحجاج العرب منهم والعجم..الموسم السنوي جاء مختلف بعد الحرب الأخيرة على غزة .
حجاج غزة شعروا بالخجل من إطراء أولئك القادمين من خلف البحار والجبال والذين رأوا فيهم بقية لنموذج صمود رحل منذ عشرات السنين .
بعضهم هم بتقبيل أيدي وأرجل الحجاج الفلسطينيين طلبا لبركة القادمين من بيت المقدس وأكنافه المباركة فيما سجل الموسم نجاحا وهدوءا حقيقيين.
وأجمع حجاج غزة مواطنين ومسئولين أن موسم الحج لهذا العام تكلل بالنجاح وحاز على رضا الجميع خلافا لموسم العام الماضي حين منعوا من السفر.
حياة غزة
الحاجة أم محمد عبد الكريم وزعت ابتساماتها على أفواج المهنئين, فقد تمتعت بحجها وعادت إلى بيتها بعد رحلة عبادة مثلت أمنيتها منذ سنوات .
وأضافت للرسالة نت:"التقينا بحجاج من جنسيات مختلفة ,أتراك وماليزيون وجزائريون وعرب وأجانب كلهم كانوا بمجرد أن يعرفوا أننا من فلسطين يبدؤون بالسؤال عن حالنا" .
وتتركز أسئلة الحجاج عن أحوال الناس في قطاع غزة المحاصرة وكيف يتمكنون من التغلب على صعوبة الحياة وآثار الحصار المستمر.
الحاج يوسف فرحات عاد منذ يومين إلى قطاع غزة وهو يذكر بعض الذين التقاهم من جنسيات مصرية وجزائرية وسعوديين فشوقت أسئلتهم لمعرفة صمود غزة .
وقال فرحات للرسالة نت:"أسئلتهم عن معيشة الناس غالبا وهم ينظرون لأهل غزة نظرة إعجاب وإكبار ويعقدوا أملا على صمودهم" .
أما النائب في المجلس التشريعي د.سالم سلامة فقد أدى فريضة الحج ولازال في مدينة جدة يستعد للسفر إلى ماليزيا .
وقال سلامة في اتصال مع الرسالة نت:"ما التقينا بأحد إلا وسألنا عن فلسطين وصمود غزة وطلب مزيد من الإيضاح عن حياة الناس في ظل الحصار" .
وأشار سلامة الى أن أكثر ما يثير اهتمام الحجاج بكافة جنسياتهم هو كيف تتمكن غزة من العيش والصمود وسط إغلاق المعابر ونقص مقومات الحياة.
المقاومة والحرب
وأجمع الحجاج العائدون منذ يومين أن رؤية العلم الفلسطيني مرفوعا خلال الطواف أو مرسوما على ملابس الحجيج كان المجمع الأساسي للراغبين في لقياهم.
وشكلت الحرب الأخيرة على غزة محور اهتمام حقيقي لدى كافة الحجاج المسلمين فقد حاولوا الاستفسار عن أيام الحرب وتفاصيلها.
عن ذلك أضاف النائب سلامة:"أرادوا الاستفسار عن كل من سمعوه في إذاعة أو شاهدوه في التلفاز أيام الحرب وكانوا يدعون لنا ويرفعون أكف الضراعة فلا أحد منهم إلا ويدعو لفلسطين وغزة" .
وعبرت الحاجة أم محمد عبد الكريم عن سعادتها بتلك المشاعر الجياشة التي وجدتها لدى الحجاج الأتراك, مشيرة أن لفلسطين وغزة مكانة خاصة في قلوبهم .
وأضافت:"شعرنا بأنهم يحبوا ويهتموا بغزة وفلسطين ورغم أن كثيرا من الجنسيات لا تعرف العربية إلا أن بعضهم كان يحاول السؤال والحديث" .
وقال الحاج فرحات :"سألونا عن الحرب كيف كانت وكيف كانت ضراوتها وعبروا عن حبهم للمقاومة وأنهم يرون فيها أملا للمسلمين" .
ملتقى فكري
وحاول كثير من حجاج غزة وفلسطين شرح الحالة التي تمر بها القضية الفلسطينية كل حسب موقعه وإمكاناته في كل مكان زاروه .
وقام بعض الحجاج من النواب والمسئولين في حكومة غزة بعقد لقاءات وزيارات لبعض المؤسسات والتجمعات شرحوا خلالها حياة الناس في غزة .
وقال الحاج النائب سلامة :"التقينا بعض الجاليات وكانوا يخشون أن لدى أهل غزة تأييد للحوثيين في اليمن مثلا أو التأثر بفكر وميول معينة لكننا وضحنا لهم هدفنا الوطني والإسلامي فعادوا بانطباع جيد" .
وأشار الى أن تمكن حجاج غزة من إتمام فريضة الحج أزاح الغمامة عن كثير من القضايا التي حملتها شخصيات وحجاج من عدة دول.
وأوضح أن كثير من الجاليات تبدي قلقا حقيقيا لأحوال غزة المعيشية وأنهم يفتقرون لمعرفة كثير من القضايا الهامة التي تمثل معاناة شعبنا.
وامتدح الحاج فرحات حالة الوفاق التي كللت موسم الحج بين غزة ورام الله منوها إلى حالة التوافق المصاحبة لكل خطوة في إتمام الفريضة.
وأشار أن كثيرا من الحجاج يسألون عن فرص المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس وأنهم يرون في توحدهما هدفا وطنيا جامعا.
ورأى فرحات أن ما حدث في موسم الحج من تجسيد لمعاني اللحمة يشكل خطوة أمام حالة الاتحاد والاتفاق المرتقبة العام المقبل .
ولازال حجاج قطاع غزة يفدون عبر معبر رفح بطريقة سلسة وسط تسهيلات من مصر والشرطة الفلسطينية في غزة .
وأكد عبد الله أبو جربوع وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية في تصريح صحفي اليوم عدم وجود إشكاليات في عودة حجاج قطاع غزة .
وأشار أن الإشكالية الوحيدة حدثت مع خروج أول فوج من الحجاج فقط, تتعلق بزيادة في حمولتهم من الحاجيات والهدايا تفوق بكثير الكمية المسموح بها .
وحرصت كل من بعثة الأوقاف المنتدبة من غزة والضفة هذا العام على تجنيب الحجيج أي مشكلة وتقديم كافة التسهيلات لإتمام فريضة الحج.