الرسالة نت- لميس الهمص
يرى محللون ومراقبون أن توقيع صفقة تبادل الأسرى انجاز وطني تاريخي يجب أن يدفع المصالحة الفلسطينية للأمام، مشددين على أنها أثبتت قدرات عالية للمقاومة في الاحتفاظ بالجندي الأسير والعجز عن اختراقها أمنياً, بالإضافة إلى الابعاد السياسية الهامة التي سوف تترتب على هذه الخطوة سواء على الصعيد الفلسطيني الداخلي أو على المستويين العربي والإقليمي.
انجازا وطنيا
وفي هذا السياق اعتبر المحلل السياسي خليل شاهين الصفقة انجازا وطنيا بكل المقاييس وأثبتت فشل كل الوسائل العسكرية التي استخدمها الاحتلال لإطلاق سراح الجندي الأسير، موضحا أن قيادة الشباك اعترفت أنها لن تستطيع إطلاق أسيرها إلا بالمفاوضات.
محلل الشؤون الأمنية د. هاني البسوس شاركه الرأي بان الصفقة تعد انتصارا بالرغم من محاولات الاحتلال ترويج أن تنفيذ الصفقة إنجاز له، موضحا أن الاحتلال لم يستطع من خلال القوة تخليص الأسير.
وبين أن المقاومة أبقت سقفها العالي في المطالب ولم تتخل عنه بالرغم من إيهام الاحتلال المجتمع أن المقاومة تنازلت.
فيما أكد شاهين أن منطق المقاومة أثبت غلبته بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون، مؤكدا أن المقاومة لا يزال عليها الكثير لتحرير بقية الأسرى.
وكانت المؤسسة العسكرية قد اتخذت إجراءات عديدة أهمها قتل كل جندي مأسور مع آسريه، وطبقت ذلك في حرب الرصاص المصبوب حين قصفت الطائرات (الإسرائيلية) البيت الذي كان يتحصن فيه مقاوم من حماس مع جندي أسير من لواء جولاني على حدود غزة الشرقية.
كما أعطى دورات لجنوده حول آلية التعامل أثناء "الخطف" مع "الخاطفين"، وعمل بكل قوة على مكافحة الأنفاق التي قد تكون على شاكلة النفق الذي ساهم في أسر شاليط.
تدعم المصالحة
وذكر البسوس أن الصفقة تعد انجازا امنيا كون المقاومة استطاعت على مدار 5 سنوات الاحتفاظ بالجندي مما يثبت أن هناك إمكانيات عالية للمقاومة لم يستطع اختراقها العدو بالرغم من إمكانياته التقنية والعسكرية والاستخباراتية.
وأكد أن نهج المقاومة اثبت نجاحها في تحقيق مكاسب على الأرض على عكس التفاوض الذي استمر لأكثر من عشرين عاما دون تحقيق أي انجاز على الأرض.
ويعتبر شاهين أن الصفقة نجاحا للمقاومة في الاحتفاظ بالجندي، وإدارة عملية تفاوضية معقدة تحملت كل الضغوطات التي مورست ضدهم إلا أنها لم تنجح في ثني المقاومة عن مطالبها.
ولفت إلى إن الصفقة اتخذت طابعا وطنيا وشملت جميع الأراضي الفلسطينية والفصائل لذلك من المفترض أن تعزز المصالحة وتحقق الإنجاز الثاني المطلوب وطنيا.
وأشار إلى أن التفاصيل غير واضحة حتى اللحظة فلم تظهر الأسماء ولا الملاحق التي ستلحق الصفقة وإذا ما كانت تشترط أيضا تخفيف الحصار، موضحا أن مصر منذ فترة تسعى لتكون متوازنة ودفعت بإتجاه إنجاز الصفقة والمصالحة.
ويرى البسوس أن الصفقة تجسد للوحدة الوطنية كونها تشمل الجميع ، متمنيا أن تكون مقدمة لخطوات قادمة على طريق المصالحة.
من جانبه, أدار المستوى السياسي (الإسرائيلي) معركة أشد ضراوة، فعلى الأرض أعلن حصار غزة وأغلق المعابر ودفع بالمستوى العسكري للخروج بعمليات عسكرية وضغط على المستوى الأمني دون جدوى، وبين هذا وذاك أدار مفاوضات صعبة وصفها رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بالقول: "لقد أدرنا مفاوضات صعبة وشاقة في عملية إطلاق سراح شاليط"، وتغطية على خيبة أمله أمام المقاومة ركز في خطابه على الجانب العاطفي في استعادة شاليط، وأعلن أنه فهم قول (حكماء إسرائيل): يجب دفع كل ثمن مقابل فك أسر أي أسير يهودي في العالم".