قائمة الموقع

عباس وفريقه يضربون الهواء بأيد خشبية

2009-12-05T18:55:00+02:00

رامي خريس     

          يلاحق الفشل والإخفاق رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وفريق التسوية الذي يقوده ، فبعد الابتهاج بالوثيقة السويدية التي تقترح دعم إعلان القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية وما قيل من تبني الاتحاد الأوروبي للمقترح ، فوجئ الجميع بانتكاسة جديدة لسلطة رام الله التي كانت ترى في تبني الوثيقة من الأوروبيين انتصاراً لها يخفف عنها سيل الهزائم التي منيت بها بعد إصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة الاستيطان وموقف إدارة باراك أوباما السلبي أو المنحاز لحكومة الاحتلال.

ولكن الأوروبيين تراجعوا ويتجهون الآن بحسب توقعات بعض المراقبين لإرضاء (إسرائيل) في تبني قرار يقولون أنه أكثر توازناً.

          وكانت السويد قدمت مقترحا في العاصمة البلجيكية بروكسل في 27 تشرين الثاني حول تقرير دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

القشة

وهكذا فإن القشة التي تعلق بها عباس وفريقه لتنقذه من الغرق كانت سراباً وعاد من جديد يشرب من ماء البحر المالح الذي آثر السباحة فيه ، فطريق المفاوضات الذي اتخذه نهجاً يسير عليه بعدما ورط المنظمة وحركة فتح في سلوكه أثبت فشله منذ زمن بعيد ومع ذلك فإنه لا يزال يلهث وراء سرابه ظاناً انه قد يرد الماء ليسد به عطش الفلسطينيين.

وجاءت حكومة بنيامين نتنياهو لتصر على استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس في ظل عملية المفاوضات ، وهو أول الصفعات التي يتلقاها عباس ، فاتجه ليشكو حكومة الاحتلال للإدارة الأمريكية التي وجهت له صفعة أخرى بدعمها للموقف الإسرائيلي ، وحديث وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون عن  إمكانية استمرار المفاوضات مع استمرار الاستيطان وأن ما قدمه نتنياهو يستحق التقدير.

وبدأ عباس ومتحدثو سلطته الرسميون بالضرب في الهواء وباتجاهات عدة وتطرقوا إلى الحديث عن إمكانية حل السلطة، ومرة إلى حل الدولة الواحدة، وثالثة إلى التوجه إلى مجلس الأمن لترسيم حدود الدولة الفلسطينية.

وقبل ذلك كله توجه عباس إلى خيار الحرد وطرح موضوع عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة القادمة  ، فلم يبكه أحد ولم تذرف الدموع على احتمالات فراقه ، وقالت الإدارة الأمريكية حينها انها ستتعامل مع عباس في أي موقع يشغله ، فكانت ضربه أخرى قاسية ، فاستمر في حرده ، واتخذ أشكالاً أخرى فتوجه في جولة إلى أمريكا اللاتينية ، والتقطت له وسائل الإعلام صوراً إلى جانب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وغيره من الزعماء المناوئين للولايات المتحدة.

وأخيراً جرى الحديث عن الوثيقة السويدية وإمكانية إعلان أوروبا عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية فظن عباس وفريقه أن رهانه على الغرب لا زال مثمراً ، وبدأوا بالحديث بلهجة الواثقين بالنصر ، وزادوا الرهان لاعتقادهم أن في أوروبا دولاً إلى جانبهم تدعم الحق الفلسطيني ، فكانت الصفعة الأولى من فرنسا داعمة الحرية التي قالت أنها غير متحمسة لمبادرة السويد ، وبدأت دول أوروبية أخرى تتحدث عن مواقفها المتحفظة على الوثيقة المقترحة ، وتحققت مقولة أن العالم قد يتعاطف مع الضعيف ولكنه يحترم في النهاية إرادة القوي ، سيما أن الضعيف باع للقوي بعض أوراقه أو بالأحرى تنازل عنها.

 

 

اخبار ذات صلة