قائد الطوفان قائد الطوفان

جُـندُنا في معركة الأمـعاء

إلى الأسرى الأحرار الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في سجون الإحتلال

 

في السجن حطت رحالي

ليس سفرا قاصدا

ولكن.. قسرا اختطفوا مني الحياة

وزجوا بي في عالم النسيان

وحدي أصرخ..

ولا رجْعَ إلا الصدى

اختطفوا مني الحريـة

وعلى قارعة التفكير

وضعني أربابُ القضية!

لا مأوى إلا من بِـساطِ السلاسلْ

حول جسدي وأربطة المشانقْ

لا طعام إلا ما رضعتْ..

لبنَ الصبرِ حين تستحكمُ الشدائد

ما ألفيتُ مُذْ بدأت حياةُ الزنازين

سوى ذاكَ الحقير ..

سجَّـان الموت حين تُغيَّبُ الحياة

مَنْ لـحمَ على جسدي بِسُـوطهِ

مهارات فن القتال!

فخرجتُ تلميذا يا سيد "الكلبشات"!

في مدرسة السجن أنا

مَن كنتُ الأستاذ..

وحدي أنا مَن قررتُ

أنَّ حياةً ذليلةً مستبدةً لا ترام..

أنا مَن وضعت نهجي ولسجنيَ المنهاج

أنا مَن أشرع جسده المخضب

قلت خذ من لحمي ما تشاء..

فلحمي وروحي وكياني لوطني فداء

وحدي أنا من قررت جوعا

في معركةِ الأمعاء..

فالجوع شرع في مدرستنا

وللقتال في مدرستنا آداب

قلت خذ ما تبقى من جسدي..

فما تبقى من أرضي محررا

يكاد لا يذكره الزيتون ولا الخيام !!

أنا يا سجاني حين خطب الرئيس الخطاب

وخطب به ود كيانك من أرضعك لبنَ الإنتقام

ألقيت على وطني السلام ..

وقلت تآخى الرئيس والسجان

فلتهنأ يا وطنُ بهكذا "سلطان"!

سجني ملاذي من حُـمّى ذاكَ "الإخـاء"

بهِ أربي نشأ الأحرار..

فما سوى هنا في السجنِ

رأيتُ يا أخي للعز انتصار!

 

بقلم : أسماء خميس العفيفي

البث المباشر