قائمة الموقع

السنوار يعد الأسرى بتبييض السجون

2011-10-20T08:18:35+02:00

حاوره - فايز أيوب الشيخ

في أشد لحظات الانشغال والفرح بعناق الأهل والجماهير التي جاءت لاستقباله، كان الأسير المحرر القائد يحيى السنوار على موعد مع "الرسالة نت " التي واكبته في حوار صحفي ليس عادياً، فقد شهد-الحوار- محطات متقطعة أكثر من مرة، سواء لحظة دخول السنوار مع الأسرى عبر معبر رفح البري أو داخل الحافلة التي أقلته لساحة الكتيبة الخضراء وما بعدها من صولات وجولات ترحيبية به من مكان لآخر.

فتحٌ مبين وانجاز تاريخي

"الشعور لا يوصف" عبارة رددها كثير من الأسرى المحررين وذويهم، ولكن السنوار وصف اللحظات الأولى لحريته وحرية زملائه المحررين بـ "الفتح المُبين والإنجاز التاريخي الذي لم يسبق له مثيل" (..) كيف لا والمقاومة الفلسطينية مرّغت أنوف قادة الاحتلال وكسرت معاييرهم الظالمة في عدم الإفراج عن أصحاب المؤبدات وأسرى القدس وأراضي الـ48، مؤكداً أنه على يقين بالله ثم بالمقاومة بأنه سيأتي اليوم الذي يشهد فيه مثل هذا "الانتصار الكبير" بالإفراج عن جميع الأسرى الباقين".

الحوار الذي كان أشبه بـ"القطاعي وليس بالجملة" انقطع مع السنوار عندما أبى إلا أن يلتقي ذوي الشهيدين اللذين ارتقيا في عملية "الوهم المتبدد" وهما حامد الرنتيسي ومحمد فروانة، ولم يفته في مدينة خان يونس -مسقط رأسه- أن يعرج إلى بيت الأسير القائد حسن سلامة ليلتقي ذويه ويطمئنهم عليه ويقطع على نفسه عهد الوفاء له ولكل الأسرى بالعمل على تحريرهم.

يذكر أن عدد الأسرى المحررين الذين شملتهم صفقة "الوفاء للأحرار" من خان يونس 19 محررا  وهم إضافة إلى السنوار: أحمد الفجم، أكرم سلامة، مصطفى رمضان، علي العامودي، مؤنس العقاد، إيهاب قنن، أنور الأخرس، طالب أبومصطفى، ناصر فادي، إبراهيم الهندي، إسماعيل بخيت، عبد العزيز المصري، عليان الرز، عماد زعرب، محمد أبو جاموس، فريد القيسي، سالم أبو شاب، وهاني أبو ستة".

تبييض السجون

السنوار المكنى بـ "أبو إبراهيم" - أحد أبرز قادة حركة حماس وجناحها العسكري - لفت إلى أن حياة الأسرى في السجون (الإسرائيلية) في خطر شديد جراء ما يتعرضون له من معاناة شديدة، واصفاً الساعات الأخيرة التي ودع فيها زملاءه الأسرى بأنها أصعب أيام حياته.

وشدد على أن المقاومة ستبقى وفية لشهدائها وللأسرى وستعمل على تبييض السجون من الأسرى كافة مهما كلفها ذلك من ثمن".  وأردف قائلا: نجاح عملية "الوهم المتبدد" وإبرام الصفقة وتنفيذها "حطم أسطورة الجيش (الإسرائيلي) الذي لا يقهر رغم الصورة الهائلة المرسومة لأجهزته الأمنية والاستخباراتية، مؤكدا أن أجهزة العدو وقفت عاجزة أمام المقاومة طوال خمسة أعوام وثلاثة أشهر حيث لم تتمكن من تحديد مكان شاليط.

عوامل النجاح

وفي جولة أخرى من "الحوار المتقطع" تحدث السنوار  لـ"الرسالة" –خلال وجوده في خيمة الاستقبال أمام منزله- عن أبرز عوامل نجاح الصفقة بعد تعثرها لأكثر من مرة قائلاً " أنا مقتنع بأن العامل الوحيد الذي أحدث التحول الدراماتيكي في الموقف (الإسرائيلي) هو رفض الحركة الأسيرة أن تتم الصفقة بدون الأسيرات وأسرى القدس وأراضي الـ48، بالإضافة إلى رفض استبعاد نخبة الأسرى من ذوي القضايا والأحكام العالية الذين كان يريد العدو أن ينتقم منهم انتقاما شخصيا (..) فبعد انكسار هذه المعايير والخطوط الحمراء لدى العدو أبدينا مرونة في أن نحاور ونناقش حتى وصلت بعد جهود مضنية إلى هذا الحد والسقف الذي خرجت به الصفقة الآن".

وحول مشاعر الأسرى المتبقين في السجون، شدد على أنه شهد من هؤلاء الأبطال مواقف في غاية الروعة والإيثار والرضا رغم عدم شمولهم بالصفقة، ضارباً مثالاً لأحد هؤلاء الأسرى وهو القسامي "عثمان بلال" من مدينة نابلس المعتقل منذ عام 1995 بالمؤبد ستة مرات وشقيقه "معاذ" المعتقل منذ عام 1997 والمحكوم بالمؤبد 16 مرة، فقد كان من المتوقع أن يخرج أحدهما، حيث تهيأ الأسير بلال لهذا الأمر ولكن عندما تفاجأ بخبر عدم شمله في الصفقة لم يضجر ولم يسخط على حركته وقادته بل رفع كفيه إلى السماء -في تعبير عن عظمة هذه الشريحة من الأسرى- وقال بالفم الملآن "اللهم إني راض فارض عني".

خطة عملية

وكان القيادي القسامي المحرر قد دعا -في كلمته خلال مهرجان وعد الياسين- فصائل المقاومة إلى اعداد خطة عملية لتحرير باقي الأسرى  قائلاً "أدعو من أجل تحرير كل قادة فصائل المقاومة، وأخص بالذكر كتائب الشهيد عز الدين القسام، بأن يأخذوا على عاتقهم تحرير باقي الأسرى في القريب العاجل".

وأضاف السنوار "يجب أن يتحول ذلك إلى خطة عملية يشرعون في تنفيذها وترصد لها الإمكانات على الفور، فعدونا لابد أن يقع بين المطرقة والسنديان"، وشدد على أنه "إما أن يدفع العدو الثمن أو يحطم مبدأ أساسيا لعوامل وجوده وهو التكافل وإلا سيتفكك هذا الكيان".

وطالب كل من لديه القدرة أن يشارك في هذا الأمر، لافتاً إلى أن الأسرى يتعرضون لمعاناة شديدة تعرض حياتهم للخطر. وقال: تركنا أفئدتنا ومهج قلوبنا، تركنا أرواحنا في السجون، تركنا القائد القسامي محمود عيسى الذي أسر الجندي نسيم توليدانو لمحاولة تحرير الشيخ أحمد ياسين، تركنا حسن سلامة، والكثيرين من قادة القسام وسرايا القدس ومن كافة الفصائل".

وأضاف "والله خرجنا ونحن نشعر أننا تركنا قلوبنا وراءنا، هذا الكلام لا يمكن أن ينقص من هذا الإنجاز الضخم في تاريخ شعبنا ومقاومتها فهي المرة الأولى التي تجري فيها صفقة تبادل للأسرى داخل الأرض الفلسطينية وبمثل هذا الحجم".

وتابع:" نحن نعتبر هذا النصر من المبشرات التي يسوقها الله إلينا ليثبت قلوبنا ويزيد يقيننا بأننا على موعد على تحرير المسجد الأقصى قريبا إن شاء الله".

واوضح الأسير المحرر أنهم مدينون لأولئك الشهداء الذين قضوا في عملية الوهم المتبدد، ومن قضى بعد ذلك في هذا السبيل(..) مدينون لكل طفل توجع وهو ينتظر الدواء.. لكل مريض لكل أب وكبير وصغير.. مدينون لكل غزي.. ولكل من تضامن معكم".

واختتم السوار حديثه قائلا: ونحن نعيش هذا الحفل الوطني الكبير اوكد لكم باننا لن ننسى الشهداء وتضحياتهم ، لافتا إلى أنهم حولوا زنازين الاحتلال إلى أكاديميات إعداد للمعركة الفاصلة.

اخبار ذات صلة