الرسالة نت – رائد أبو جراد
أكد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس اشتمال صفقة تبادل الأسرى التي نجحت حركته في إنجازها الأسبوع الماضي في إطلاق سراح 99 أسيراً ينتمون لحركة فتح.
وقال الحية خلال كلمة في مهرجان وفاء الأحرار الذي نظمته حماس بمنطقة شرق غزة مساء الجمعة لتكريم 15 أسيراً محرراً :"لنا شرف أن تمثل حركة فتح ربع صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال وهذا دليل على حبنا لجميع أبناء شعبنا وعدم تفريقنا بين أحد منهم".
وفيما يتعلق بمفاوضات الصفقة طيلة خمس سنوات مضت من أسر المقاومة للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، كشف الحية النقاب عن تعرض الوفد المفاوض في الصفقة لضغوط شديدة من القريب والبعيد.
وأضاف "واجهتنا عدة ضغوط أولها مساومة أحد القيادات في شعبنا لنا في أولى مباحثات الصفقة حيث عرض علينا أن نفرج عن شاليط مقابل إفراج الاحتلال عن جثامين 10 شهداء من مقبرة أرقامه وبعدها تقيم حماس مهرجاناً احتفالياً ضخماً تقنع الفلسطينيين بتلك الصفقة"، على حد تعبير الحية.
واستردك مستغرباً "هذا الثمن الذي كان يريد البعض منا أن ندفعه !".
وأشار الحية إلى أن مسئول فلسطيني رفيع المستوى قابل قيادات حماس بعد عملية أسر شاليط وقال "سلموني شاليط لنسلمه للاحتلال بلا ثمن".
وتابع "كما جاء شخص ثالث لنا وطلب من الموافقة على تنفيذ صفقة يجري خلالها إطلاق سراح 200 مناضل فلسطيني مقابل الجندي شاليط وعد ذلك الشخص هذا العمل أعظم صفقة ؟".
وأكد الحية أن الفلسطينيون دفعوا دمائهم ثمناً لعودة أسراه الأبطال، مستدركاً "لنا مئات الأبطال وآلاف الأمهات والآباء ينتظرون عودة أبناءهم أحراراً لا محمولين على الأكتاف".
ولفت القيادي البارز في حماس إلى أن مباحثات صفقة التبادل بين حركته والاحتلال بوساطة مصرية شهدت سجالاً طويلاً.
ودعا الحية إلى العودة لخيار المقاومة مجدداً، مضيفاً "أسرانا وقدسنا وأرضنا فلسطين أغلى علينا من أنفسنا".
كما دعا للإفراج عن أكثر من 400 فلسطيني محكوم عليهم بالمؤبدات خلف أسوار سجون الاحتلال، وطالب كذلك بإطلاق سراح قدماء الأسرى والمرضى من المعتقلات الصهيونية.
من جهته، عدَ الأسير القائد المحرر روحي مشتهى إنجاز الصفقة يوم من أيام الله تعالى، مشيراً إلى أن قضبان السجون تكسرت ولانت بفضل سواعد رجال المقاومة الفلسطينية.
وقال مشتهى في كلمة باسم الأسرى المحررين عن منطقة شرق غزة "تحقق ما كان يعتقد أنه مستحيل لكن بفضل الإيمان الذي غرس في قلوبنا أصبح الصبر والانتظار مألوفاً لدينا حتى حانت لحظة الفرج والتحرير".
وأثنى مشتهى على رجال المقاومة ممن شاركوا في عملية الوهم المتبدد التي ساهمت في أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وثمن تضحيات شهداء العملية حامد الرنتيسي ومحمد فروانة.
وأردف الأسير المحرر الذي قضى 24 عاماً متنقلاً بين سجون الاحتلال "بعد التحرير نحن ثابتون على عهدنا وبيعتنا لا نقيل ولا نستقيل ولا نلين".
وتابع مشتهى "شعبنا لم يتشكك يوماً في الانتصار رغم الجراحات والآلام والحصار والعدوان بقى مدركاً ألا خيار سوى خيار السلاح والمقاومة في مواجهة الاحتلال".
واعتبر ما تحقق من نصر في انجاز صفقة "الوفاء للأحرار" دافعاً ورائداً ومحركاً لرفع الظلم عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال.
من جانبه، أشاد الأسير المقدسي المحرر الدكتور عبد العزيز عمرو بدور فصائل المقاومة الفلسطينية في إنجاز صفقة تبادل أسرى مشرفة.
ووجه عمرو كلمة باللغة الانجليزية لسكان العالم وخاصة الأوروبيون والأمريكيون وسكان قارتي إفريقيا وآسيا دعاهم فيها للضغط على الاحتلال من أجل نيل الفلسطينيين حريتهم.
وردد عمرو والجماهير المشاركة في حفل تكريم الأسرى المحررين تردد خلفه "الحرية لفلسطين الحرية للأسرى".
وأوضح أن "الأسرى لم يخرجوا من السجون بمعجزة أرضية إنما هي عدالة السماء وحكمة الله التي أجراها على أيدي رجال المقاومة في قطاع غزة"، على حد وصفه.
وأكد على أن الفلسطينيون باتوا بعد الصفقة موحدين على الثوابت، واصفاً الوحدة الوطنية أساساً لنجاح وداوم انتصارات الفلسطينيين.