بعد زوبعة أيلول.. أين ذهبت الدولة الفلسطينية؟

الرسالة نت- ياسمين ساق الله  

ما زالت حالة الهدوء الحذر تخيم على زوبعة "أيلول" التي أثارتها السلطة بقيادة محمود عباس في الأمم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين على حدود 67؛ الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول مصير الدولة الفلسطينية في ظل هذا الصمت والهدوء القاتل.

وقدمت السلطة خلال الشهر الماضي طلبا للأمم المتحدة ومجلس الأمن للاعتراف بفلسطين، موضحة أن الطلب المُقدم جاء بعد فشل المفاوضات مع (إسرائيل).

وكانت اللجنة الرباعية الدولية قد دعت إلى عقد اجتماع بين (إسرائيل) والفلسطينيين خلال شهر للاتفاق على جدول أعمال لاستئناف محادثات سلام جديدة بين الجانبين لهدف التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية عام 2012.

جهود مصيرها الفشل

محللون سياسيون أكدوا أن مشروع الدولة الفلسطينية سيبقى رهينة داخل قاعة الانتظار الأمريكية، منوهين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" إلى أن (إسرائيل) والولايات المتحدة يسعون جاهدين لتدمير مقومات الدولة الفلسطينية.

المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم يرى أن السلطة ستخسر معركة الأمم المتحدة، قائلا: "الصمت الذي أعقب تقديم طلب العضوية كان متوقعا من رام الله لأن أمريكا و(إسرائيل) تعارضان تلك الخطوة"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين سيغرقون في أوهام عباس وسلطته.

وأضاف قاسم: "(تل أبيب) وواشنطن تسعيان إلى تدمير مقومات الاستقلال الفلسطيني الحقيقي وبناء الدولة المستقلة من أجل ضمان التفوق والهيمنة الإستراتيجية (الإسرائيلية) على المنطقة كلها".

بينما يشير المحلل السياسي حسن عبدو إلى أن (إسرائيل) لا تخوض معركة أيلول بمفردها، مؤكدا أن المشروع الفلسطيني الذي عرض على الأمم المتحدة الشهر الماضي لم يسفر بعد عن شيء حقيقي للفلسطينيين، وقال: "واشنطن تعهدت بإحباط الجهود الفلسطينية في الأمم المتحدة؛ لذا فهي تماطل في دراسة الطلب".

وتأتي محاولات الاعتراف بالدولة فلسطينية داخل الأمم المتحدة في ظل توقف تام لعملية التسوية بين الجانبين (الإسرائيلي) والفلسطيني؛ وذلك لرفض الأول تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة شهور.

قاعة الانتظار

وكان رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو قد صرح في أكثر من مرة أن خطوة أيلول "فكرة غبية", محذرا من أن الهدف الفلسطيني ليس دولة في حدود 1967، "بل دولة فلسطينية على خرائب (إسرائيل)"، على حد تعبيره.

وفي السياق أكد المحلل قاسم أن عباس وقع في فخ الدولة؛ "فالحصول عليها في الأمم المتحدة وهم كبير صعب تحقيقه، والسلطة تدرك ذلك جيدا لكنها تتظاهر بالتجاهل كي تقول للشعب إنها تفعل الكثير من أجله".

أما المحلل عبدو فأشار إلى أن الدولة الفلسطينية ستظل في قاعة الانتظار الأمريكية حتى يجري إفشالها وإفشال أي جهود فلسطينية وعربية تسعى إلى تحقيقها.

وأردف قائلا: "هناك رغبة أمريكية في إهمال الملف الفلسطيني بتسويف الوقت مما يجعل قيمة الطلب ضعيفة، ومما يتوجب على عباس عدم الانتظار طويلا بل البحث عن خيارات ودراسة إستراتيجية بديلة قبل فوات الأوان".

وكان رئيس سلطة رام الله قد قال إنه لن يقبل باستئناف المفاوضات مع (إسرائيل) إذا لم يكن هناك وقف تام للاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس.

وأضاف عباس: "نحن منذ أشهر كثيرة نتكلم أنه وفي حال توقفت المفاوضات سنذهب لمجلس الأمن، ورغم الصعوبات الكثيرة التي اعترضتنا لكننا ذهبنا لهم، ونحن في انتظار النتيجة من أجل الحصول على تأييد الدول"، وتابع: "نحن نحلم بأن تكون لنا دولة أسوة بدول العالم كافة حتى مع وجود الاحتلال، مما يجعلنا نناقش ونتفاوض بمرجعية جديدة، وستصبح فلسطين دولة محتلة من "أخرى"، ونحن نسير في هذه الإجراءات".

يشار إلى أن فلسطين تتمتع حاليا بوضع مراقب في الأمم المتحدة، وقدمت الطلب لتصبح دولة كاملة العضوية بناء على "حقوق الشعب الفلسطيني الطبيعية والقانونية والتاريخية"، وبناء على القرار 181 الذي اعتمدته الجمعية العامة في تشرين ثاني/نوفمبر 1947.

وترفض (إسرائيل) خطوة أيلول بذريعة أن قيام دولة فلسطينية لا يمكن أن ينتج سوى من مفاوضات مباشرة بين الجانبين، مؤكدة أن هذه الخطوة ستقوض العملية التفاوضية لـ60 عاما، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) لتعطيل التحرك الفلسطيني في مجلس الأمن.

البث المباشر