الضفة الغربية-الرسالة نت
عندما تتجه إلى شمالي الضفة الغربية وتسير بمحاذاة البحر الميت تصاب بالصدمة والرعب، حين ترى أن هذا البحر، الذي هو أحدى عجائب الدنيا، قد اضمحل في زمن قياسي، ويفقد الكثير من مياهه، لأن (إسرائيل) تسرقها بثرواتها المعدنية، وتضم الأراضي التي أسفلها، وتحولها إلى «أراضي دولة».
الغريب أن البحر يجف من جانب واحد. فعلى امتداد نحو 30 كيلومتراً، وهي المنطقة التي تقع وفق القانون الدولي ضمن أراضي الدولة الفلسطينية، تمتد اليابسة الجديدة في عمق البحر أحيانا إلى مسافة أكثر من كيلومتر، فيما بداية رأس البحر من الجانب الفلسطيني جففت بالكامل.
وفي تقرير لوزارة السياحة الفلسطينية فإن (إسرائيل) تمنع وصول المياه القادمة من نهر الأردن، وهو الرافد الرئيسي، باتجاه الجانب الفلسطيني من البحر، وتعمل على تجفيف مياهه المالحة، وتأخذ الثروات المعدنية الناتجة عنها»، وبعد ذلك تقوم بدمج الأراضي المتبقية من البحر لصالح «أراضي الدولة» الإسرائيلية وتقيم عليها مشاريع للتنمية.
ويقدر الخبراء أن البحر الميت فقد من مساحته في الجانب الفلسطيني نحو 35 كيلومترا مربعا (بطول 7 كيلومترات وبعرض 3 إلى 4 كيلومترات).
وكانت (إسرائيل) أعلنت مؤخرا ضم جميع الأراضي التي انحسرت عنها مياه البحر وتزيد مساحتها عن 138 ألف دونم.
وبالرغم من أن الطبيعة قد قامت بدور بارز في جعل البحر الميت يفقد ما يعادل مترا واحدا من منسوب مياهه سنويا، فإن (اسرائيل) تتحمل مسؤولية كبيرة عن جفاف مياهه كما يؤكد، حسن صالح رئيس بلدية أريحا.
ويقول صالح إن «البحر الميت يفقد جزءا من مياهه بسبب عوامل الطبيعة وبسبب سرقة مياه نهر الأردن من قبل (إسرائيل)، التي بنت أيضاً سدودا وموانع للحيلولة دون وصول مياه النهر إلى البحر».
واضاف «هذا طبعا إلى جانب أن اسرائيل تجفف مياه البحر لاستخراج الأملاح منها وسرقة ثرواته وبالتالي تسرع في القضاء عليه ليصبح ميتا مرتين».
ويبلغ أقصى طول للبحر 67 كيلومترا وأقصى عرض له 18 كيلومترا، ويمكن بالعين المجردة ملاحظة الجفاف على امتداد الجانب الفلسطيني من الشاطئ.
وتسيطر (إسرائيل) بالكامل على منطقة الأغوار الفلسطينية في شمالي الضفة الغربية، وهي تقيد حركة الفلسطينيين فيها، وتطارد المزارعين، وتمنع الفلسطينيين من الاستثمار أو البناء فيها، وتصر على أن تبقى بوابة فلسطين الشرقية تحت سيادتها ضمن أي اتفاق سلام بداعي أنها لن تقبل بغزة جديدة.
ومن ضمن منطقة الأغوار يأتي البحر الميت المحتل بالكامل والذي يحظر على الفلسطينيين بناء أي معالم على شواطئه، ولا يوجد سوى شاطئ إسرائيلي واحد على امتداد المنطقة الفلسطينية منه.
وحظرت (إسرائيل) وصول الفلسطينيين للبحر طيلة سنوات الانتفاضة تقريبا، وتقيم حواجز طيارة حاليا تحول دون وصولهم إليه.
وفي حال وصل فلسطيني إلى الشاطئ فلا يمكنه سوى الدخول إليه عبر منتجعات إسرائيلية مقامة على امتداده، وعليه أن يدفع نحو 20 دولارا رسوما لدخول منطقة يفترض أنها فلسطينية بالكامل.
وسمي البحر الميت بهذا الاسم نظرا لأن الكائنات الحية لا تعيش فيه بسبب ملوحته الشديدة حيث يحتوي على نسب عالية جدا من الأملاح المعدنية.
نقلا عن السفير اللبنانية