خانيونس- الرسالة نت

خرج أبو محمد أبو صلاح من منزله بخطوات بطيئة ممسكا بتلابيب سرواله كاشفا عن ساقيه يفسح لهما طريقا للغوص في مياه الأمطار التي غمرت فناء منزله والشارع المؤدي إليه.

وقد هطلت كميات كبيرة من الأمطار فجر الجمعة على محافظة خانيونس والأجزاء الشرقية منها, فحولت شارع أبو صلاح في عبسان الكبيرة إلى مستنقعات وبرك مائية كبيرة ارتفعت عن سطح الأرض أكثر من 60 سم, مما أعاقت حركة العربات والراجلة.

أبو محمد بدأ حديثه بالتعبير عن انزعاجه وبادر بدعوة المسئولين بضرورة إيجاد حل جذري للمشكلة, وقال "تقريبا من الفجر بدأت الفيضانات تدخل بيوتنا, ونحن بحاجة لحل جذري".

ولفت إلى أن مياه الأمطار تغمر بيوتهم كل عام  نظرا لأن المنطقة منخفضة, وتتجمع مياه بلدة عبسان الكبيرة فيها, و"عبارات" تصريف المياه قليلة.

وأعرب أبو محمد عن تخوفه من استمرار المشكلة طيلة فصل الشتاء , خاصة مع قدوم عيد الأضحى المبارك مما سيعيق حركته وعائلته خارج المنزل. وقال: "توجهنا للبلدية لكنها اكتفت بشفط المياه من الشارع الرئيسي".

وفي منزل آخر بجوار منزل أبو محمد يوجد مخزن تابع للجنة زكاة عبسان الكبيرة وخزاعة, وقال رئيس اللجنة أبو أحمد صلاح: "المخزن يحتوي على الدقيق ومياه الأمطار أتت عليه فأتلفته".

وعبر عن أمله في أن يساهم أهل الخير لتعويض الكمية التي تعرضت للتلف, وأضاف: "إن هذه الكميات استلمنها من وزارة الأوقاف قبل أيام لتوزع على الفقراء بعد العيد لكن تلف بعض المواد خاصة الدقيق سيعيق ويؤخر عملية تسليم المساعدات لأهلها لأيام قليلة".

بلدية عبسان الكبيرة استنفرت طواقمها رغم إمكاناتها المحدودة, ووفرت العديد من الآليات وعربات الشفط لسحب مياه الأمطار من الشارع.

ودعا رئيس لجنة الزكاة المسئولين والقائمين على بلدية عبسان بضرورة العمل من أجل تزويد أعداد العبارات الموجودة في المنطقة لتصريف مياه الأمطار بأسرع وقت.

وفي نفس المنطقة إستقوف "الرسالة نت" رجل سبعيني وقال : "غمرت المياه منزلي وأتلفت كافة محتويات البيت" وأضاف الرجل وهو غاضب: "منذ ساعات الفجر وأنا أعمل مع أبنائي لتفريغ المنزل من المياه وترتيب أوضاع البيت الذي تضرر كثيراً".

إسحاق أبو صلاح رئيس لجنة إصلاح رابطة علماء فلسطين في عبسان الكبيرة ويسكن نفس المكان الذي غمرته مياه الأمطار, عبر عن استيائه لعدم اهتمام المسئولين بهذه المشكلة وعدم حلها, وقال "في كل موسم نتعرض لمثل هذه الأزمة, متسائلاً إلى متى سنعاني من المشكلة".

وطالب بزيادة الاهتمام لوضع نهاية لما وصفها بـ"المهزلة", داعيا المعنيين لإنجاز مشاريع بنى تحتية تقلل من هذه الأضرار.

وتابع "لابد من خطة طوارئ للأزمات, والبلدية مطلوب منها أن تقدم هذه الخطة".