الرسالة نت-وكالات
أحيا الإيرانيون أمس الجمعة ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979 واحتشد مئات المتظاهرين أمام المقر السابق للسفارة بالعاصمة طهران، مرددين شعارات "الموت لأميركا"، وحاملين لافتات مناهضة للولايات المتحدة و(إسرائيل).
في ذاك اليوم الذي أشعل فتيل الأزمة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية، احتجز الإيرانيون أكثر من خمسين دبلوماسياً أميركياً رهائن لمدة 444 يوماً.
وصادر الطلاب الإيرانيون الذين اقتحموا السفارة عام 1979 وثائق تثبت أن الولايات المتحدة سعت إلى إخماد الثورة الإسلامية كما احتوت على أدلة تشير إلى أن السفارة كانت "وكراً" للتجسس على إيران سياسياً وعسكرياً.
سعيد جليلي قال إن إيران ستقدم تلك الوثائق للأمم المتحدة وللمحاكم الدولية، كي تتم متابعتها والتحقيق فيها، وأشار إلى أن الاتهام لا يشمل أفرادا وحسب بل مسؤولين في الإدارة الأميركية
وتتحدث إيران اليوم كذلك عن امتلاكها لوثائق جديدة تثبت دعم أميركيا لـ"الإرهاب" وحتى تمويله، وهو ما تحدث عنه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي
وقال جليلي -في كلمة ألقاها خلال التجمع- إن إيران ستقدم تلك الوثائق للأمم المتحدة وللمحاكم الدولية، كي تتم متابعتها والتحقيق فيها، مشيراً إلى أن الاتهام لا يشمل أفرادا وحسب بل مسؤولين في الإدارة الأميركية.
وأضاف أن طهران استدعت اليوم القائم بأعمال السفارة السويسرية لتسليمه الملف أيضاً، كون سفارته هي الراعي لمصالح الولايات المتحدة على الأراضي الإيرانية، كي يحمل وجهة نظر طهران الشاجبة لما كشفته الوثائق.
واعتبر جليلي أن الولايات المتحدة تهدف لضرب الدول التي تعاديها من خلال دعم "الإرهاب"، متهما أيادي أميركية وإسرائيلية بالوقوف وراء اغتيال بعض العلماء والخبراء الإيرانيين.
من جانبه قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني محمود أحمدي إن هذه الوثائق لا تتحدث عن دعم واشنطن لـ"الإرهاب" في إيران فقط، بل في عدة مناطق من العالم، كما تكشف عن بعض الاغتيالات التي قامت بها بحق أشخاص سواء في إيران أو خارجها.
وشدد أحمدي، في حديث للجزيرة نت، على ضرورة أن يعرف الشعب الأميركي حقيقة ما تحمله سياسة بلادهم الخارجية من "عداء" للآخرين، معتبراً أن الأزمة الداخلية الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية ستزيد الأمر سوءا على الحكومة الأميركية.
وعلى خلفية تجربة إسرائيل مؤخراً لصاروخ قادر على حمل رؤوس نووية، قلل أحمدي من شأن أي تهديد عسكري إسرائيلي قد يوجه لبلاده، معتبراً أن أي خطوة عسكرية تقدم عليها إسرائيل لن تكون في صالحها.
وذكر محمود أحمدي أن إسرائيل تسعى في الوقت الحالي لتخليص أميركا من مأزق داخلي بتوجيه الأنظار نحو الخارج، ولا سيما بعد الاتهام الإيراني من خلال تلك المستندات والوثائق.
ويرى بعض المحللين أن إسرائيل تحاول استغلال الاتهامات الأميركية الموجهة لطهران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن لخلق عداء جديد بين إيران والآخرين وربما لعزل دولي أكبر لطهران.