مكة - الرسالة نت
في يوم عرفة من كل عام، تكتسى الكعبة المشرفة كسوة جديدة، وقد جرى إنزال الثوب القديم واستبداله بثوب جديد، صُنع من الحرير الخالص بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.
واختيار يوم عرفة لأداء هذا العمل الشريف يرجع الى سببين: أولهما ان هذا اليوم هو خير ايام الله قاطبة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والسبب الثاني ان جموع الحجيج تتوجه الى جبل عرفات ويكون الطواف حول البيت خفيفاً جداً حيث يقل عدد الطائفين مما يسهل على القائمين على هذا العمل الشريف أداء مهمتهم بسهولة ويسر.
وظلت كسوة الكعبة المشرفة ترسل من مصر عبر القرون، باستثناء فترات زمنية قصيرة إلى أن توقف إرسالها من مصر سنة 1381هـ حيث خصصت السعودية مصنعا خاصا لصناعة الكسوة على غرار الكسوة المصرية، استخدمت فيها احدث وسائل وطرق هذه الصناعة في الحياكة وإتقان الصنع وإبداع التطريز، يزينها الحرير الأسود الذي نقشت عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
ويشرف اليوم على عملية استبدال الثوب عدد من العاملين بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومصنع كسوة الكعبة المشرفة.
وبلغت التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة 20 مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه "ياحى يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين" ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.
وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهى معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.