قائد الطوفان قائد الطوفان

مقر القذافي يتحول لسوق شعبي

بيروت – وكالات والرسالة نت

باب العزيزية، الذي كان مكاناَ محظوراً، أصبح اليوم سوقا تباع فيه جميع المعروضات من أحذية وملابس وألعاب ومستلزمات منزلية وغيرها. وتحول هذا الموقع الأمني الذي كان يُمنع على اي كان الدخول إليه إلى رمز لحياة الليبيين اليومية العادية، وبات مركزاً لسوق شعبي يفتح أبوابة يوم الجمعة لبيع الأغراض المستعملة والقديمة.

وفي هذا السياق، اشارت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" إلى أن منطقة باب العزيزية فى طرابلس، التي كانت تضم مقر إقامة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، تحولت إلى سوق لبيع الأحذية وسلع أخرى.

وتحولت تلك المنطقة التى كانت يوماً ما حصناً منيعاً لكونها المقر الخاص لـ "الأخ العقيد"، إلى سوق يباع فيه معجون الأسنان وكريمات الترطيب والأحذية والأغنام والكلاب والحمام والدراجات الهوائية وغيرها، فيما يمثل تحولاً مفاجئاً لا يقل عن نهب روما من قبل القوات المتمردة على الإمبراطور الروماني شارل الخامس فى القرون الوسطى.

وقبل خمسة أشهر فقط، كان أي شخص يقترب من مجمع باب العزيزية يتعرض للاعتقال. وما كان يوما ما مجمعا سرياً للعقيد الليبي، تعرض للنهب وأصبح ملكاً للشعب الآن.

ورغم أن القذافي قد قٌتل قبل أكثر من أسبوعين، إلا أن هزيمته تتكرر كل يوم في وجود الآلاف من الناس الذين يتجولون في مركز سلطته الذي أصبح الآن شاهداً على تحقير السلطة بعدما حطمت الفوضى كل ما فيه.

وتحول هذا المجمع الضخم إلى سوق للجمعة ينتشر فيه الباعة الجائلون والمتسوقون، وتتجول العائلات فى المكان الذى لا تزال رائحة الدخان تسكن بقاياه. وحيثما استقبل القذافى الزعماء الأجانب وأدلى بخطبه المتلفزة أو استمتع بالاستحمام فى حوض السباحة الخاص به، أصبح ملعباً للأطفال الصغار الذي يركضون فيه حاملين البنادق البلاستيكية.

ونقلت الصحيفة عن خالد فيتوري، (28 عاماً)، وهو حارس أمن أتى برفقته ابنتيه يوم السبت، قوله: "كل ما فعله طوال 42 عاماً كان توجيه الأوامر للشعب الذي كان مرغماً على إطاعته"، وأضاف: "اتينا لنرى كيف عاش القذافي".

ومن جهته، روى سعد عمار العرابي، سائق سيارة أجرة كيف تم اعتقاله منذ خمس سنوات بعد أن تعطلت سيارته عند أحد جدران باب العزيزية، فقال: "اعتقلت وخضعت للاستجواب لمدة ساعة فقط لأن سيارتي تعطلت أمام المكان، وههدني الحراس بأني لن أرى الشمس بعد اليوم". وأضاف العرابي: "الحمد الله، الآن نحن أحرار".

وتحول باب العزيزية إلى مزارٍ سياحيٍ يزوره الناس للتعرف إلى مستوى المعيشة التي كان يتنعم بها القذافي وعائلته، إذ يقول ناصر الغاطي الذي زار باب العزيزية برفقة أبنائه: "هنا كان القذافي يتحصن ليحمي نفسه، بينما أبناؤنا كانوا يموتون تحت الصواريخ".

ويقول الباعة الذين أقاموا متاجرهم في باب العزيزية انهم لا يأبهون لأن الأرض التي يقفون عليها كانت ملكاً للقذافي، مشيرين إلى أن باب العزيزية لا يعني لهم سوى بقعة يستطيعون أن يعرضوا بضائعهم عليها.

ويقول عبد السلام الحراشي: "أي مكان تستطيع أن تذهب اليه للحصول على لقمة العيش هو مكان جيد. لا آبه بأني أقف في المكان الذي عاش فيه القذافي، هذه المنطقة باتت سوق شعبي حيث نستطيع أن نبيع سلعنا".

وقال فتحي مبروك خليفة، الذي كان قد اشترى للتو بعض الشعارات للحكومة الجديدة والملصقات الثورية: "هنا كان يعيش الديكتاتور، والآن انه سوق الجمعة، لا زلنا نعيش الحلم".

البث المباشر