قائمة الموقع

غزة 2011 .. عيد أضحى بمذاقٍ مختلف

2011-11-10T10:33:04+02:00

الرسالة نت- صابرين العابد

لم يكن عيد الأضحى في قطاع غزة لهذا العام كما الأعياد السابقة، تشابهت السنن والعادات والتقاليد المتبعة من شراء الذبائح والملابس والحلوى وتجهيز الكعك والمعمول وغيرها، لكن الفرحة كانت بنسب مرتفعة جداً تكاد لا تقدر كما وصفها البعض؛ لوجود الأسرى المحررين، بين أهلهم وذويهم يبادلونهم فرحتهم بالعيد.

"الرسالة نت" جسّدت فرحة أهل غزة بالعيد، ووقوف الأهل والأحباب والجيران مع أهالي الأسرى المحررين يهنئوهم بأول عيد لأبنائهم بينهم.

في حي الشيخ رضوان التقت "الرسالة نت" لفيف من النساء والأخوات من مسجد التقوى، حملن أنفسهن ليُعيّدوا على أهالي المحررين وشهداء حرب الفرقان؛ "مشاركةً منّا ولو بالقليل بفرحتهم"، كما قالت أم محمود إحدى تلك النساء.

وقالت الأخت أم أحمد: "في هذه الأيام المباركة والسعيدة في العيد، نبارك لأهالي المحررين فرحتهم الكبرى بخروج أبنائهم من الأسر، وذهابهم لأداء فريضة الحج في بيت الله الحرام".

وفي أحد الأحياء استوقفت "الرسالة نت" مجموعة من النساء وسألتهم على استحياء بعدما عيّدت عليهنّ "أين كان طريقكن؟ أو إلى أين تتجهن؟" -على سبيل المزاح- فردّت إحداهن أم صالح قائلة: "في هذا اليوم آثرنا الفرحة عن عائلاتنا لنشاركها مع أهالي المحررين"، وتابعت: "لفينا على بيت أبو عطايا وعايش وهينا مكملين بدنا نروح على دار أبو علبة والفار وإللي بنقدر عليهم".

وبجانبها أم لؤي تقول: "إلي يومين أنا وبناتي وأولادي الخمسة بنعمل كعك ومعمول حوالي ألفين كعكة وقدّهم معمول عشان آخد صحن لكل عيلة بنروح عليها".

وكانت قيادات من الفصائل في مختلف المناطق من القطاع قد شرعت بجولة سريعة على عوائل الأسرى والمحررين في أول أيام عيد الأضحى لتعيّد عليهم في أول فرحةٍ لهم خارج سجون الاحتلال وبين أهليهم.

وفي مسير "الرسالة نت" استقطعت من وقت شبلين مع أبيهما، وبعد التحية سألتهم "في مثل هذه الأيام أول عيد على المحررين، عيدتوا عليهم؟" فردّ مصعب -15 عاماً- "أول يوم صلينا العيد بالمسجد ولفينا مع جماعة المسجد على أهالي الأسرى وعيّدنا عليهم"، وبصوت الرجال قال علي -11 عاماً-: "أبي أخدنا أنا وأخي على أصحابه المحررين وعيّدنا عليهم وعلى أبناءهم".

وفي شارع الصحابة، التقت "الرسالة نت" أم عبد الله على باب عائلة المحرر محمد قاسم وسألتها عن سبب ذهابها لبيتهم فقالت: "الفرحة في هذا العيد لا تقتصر على أهالي المحررين فيهم، هادول كلهم أبناءنا وإخوتنا لازم نشاركهم فرحتهم، ومن حقهم علينا بهاليوم نكون بجانبهم".

وفي مكانٍ مجاور قريب من عائلة المحرر الحتو في شارع الصحابة، لفت انتباه "الرسالة نت" بنات في أعمار الورود يتجهنّ باتجاه المنزل قاصدين تقديم التهنئة لأهل المحرر "لإنو حاسين إنهم إخوتنا وآباءنا وفرحانين فيهم بيننا"، كما قالت خديجة سمير من مسجد التابعين.

وبالقرب من أحد المساجد، استأذنت "الرسالة نت" من الشيخ أبو بلال لتأخذ بعضاً من وقته لتعرف منه "ماذا قدّم لأهالي المحررين في فرحتهم الأولى بأبنائهم منذ سنين مضت من الحرمان؟"، فقال: "أقل القليل منّا هو أننا ذهبنا للمعايدة على عوائل الأسرى، ومن ذبح منّا أرسل لهم كيس لحمة"، لافتاً إلى أن الدعاء لهم بالسعادة مع أهاليهم وأبنائهم دائم ولا ينقطع، مطالباً بالدعاء لمن هم باقي السجون بالفرج القريب.

أما الحاجة أم فؤاد بابتسامتها التي لم تفارق شفتاها طوال المدة التي تحدثت معها "الرسالة نت" أطلقت "هاهاوية" خاصة للمحررين –كما أسمتها- مستهلّة بـ"هاوي وبطلتهم الحلوة نورونا، هاوي وبعزتهم وصبرهم نصرونا، هاوي ومنهم بعد عشر وعشرين سنة أجونا، هاوي وأحلى عرسان محررين لأحلى عرايس مزيني هنزفهم ونكون لهم أول الفارحونا، لولولولوليييي".

وبعد أن انتهت من معزوفتها الخاصة الجميلة أوصلت مباركتها لأهالي المحررين في غزة والضفة، داعية لهم بالحفظ ورعاية الله، متمنية على الله تعالى ألا يأتي العيد المقبل إلا وقد ابيضّت السجون من أبنائنا الأسرى وتحررت فلسطين من يد الصهاينة الغاضبين.

ومن الجدير ذكره أن ما يقارب 320 محرراً توجهوا من قطاع غزة للأراضي الحجازية فجر الجمعة الماضية لأداء فريضة الحج لهذا العام بمكرمة خادم الحرمين الشريفين للأسرى المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى.

اخبار ذات صلة