غزة- أيمن الرفاتي
على الرغم من ذبح أكثر من 20 ألف رأس من العجول والخراف في قطاع غزة خلال عيد الأضحى, إلا أن أسعار الدواجن والأسماك مازالت على حالها, ولم تنخفض كما كان يتوقع الكثير من المراقبين.
فالطلب على الأسماك والدواجن مازال قوياً رغم الأضاحي, الأمر الذي فسره العديد من المراقبين بأنه شيء متوقع في ظل الاستهلاك السكاني المتزايد في قطاع غزة, بعد ان بلغ عدد السكان مليون و700 الف.
ويقول أبو محمد عجور أحد باعة الدواجن في سوق " الشيخ رضوان" :" في اليوم الثاني من العيد فتحت محلي الخاص فتفاجأت بأن عدداً كبيراً جاء ليشتري الدواجن رغم أن أغلب السكان قد وصلتهم لحوم الأضاحي".
ويؤكد أن زيادة الطلب دفعته للاتصال بموزع الدواجن كي يسد العجز, لكنه تفاجأ بارتفاع سعر "الجملة" بما يخالف السنوات الماضية التي كان ينخفض فيها السعر لأكثر من 20%.
ويوضح عجور أن البيع خلال هذا العام كان مماثلاً لأي يوم عادي طيلة العام, موضحاً أن سبب عدم تأثر الأسعار في هذا العام يعود لزيادة الطلب وقلة منتج المزارع خلال هذه الفترة نتيجة الصقيع".
بينما يقول المواطن محمد الجرو (45 عاماً) :" توقعت أن تنخفض أسعار الدواجن خلال عيد الأضحى, وقررت في نفسي أن أشتري عشر دجاجات لطيلة الشهر بما أن السعر سيكون منخفضاً, لكني تفاجأت بأن الأسعار مازالت مرتفعة".
ويشير إلى أنه حينما ذهب لمحال بيع الدواجن وجد عدداً طبيعياً من الناس تشتري دواجن, مستغرباً من كون الكثير من الناس تشتري الدواجن رغم وصولها كمية جيدة من لحوم الأضاحي".
رأي مختلف
فيما يستغرب العديد من المواطنين ارتفاع أسعار الدواجن في العيد رغم كميات الأضاحي الكبيرة, داعين الجهات المعنية لمعرفة الأسباب ومنع الاستغلال الذي يقوم به بعض مربي الدواجن والتجار.
فالحاجة أم محمد 55 عاماً تقول :" لم يأتني سوى القليل من لحوم الأضاحي, الأمر الذي دفعني لشراء الدجاج لكي أطبخ طيلة أيام العيد, أما اللحم فسأتركه حتى يوم الجمعة في الثلاجة كي أطبخه لأكلة "الفتة" والتي سأدعو جميع أبنائي وزوجاتهم وأبناءهم كي يأكلوا عندي".
وتتساءل :" لماذا لم تنخفض الأسعار خلال فترة العيد؟, كل عام تكون أقل بشكل كبير, أم أنها عملية استغلال لحاجة الناس, يجب على الحكومة أن تتحرك وتمنع ارتفاع الأسعار".
قلة الإنتاج
من جهة أخرى يرد أبو محمد شملخ موزع وصاحب مزارع للتربية دواجن أن سبب ارتفاع أسعار الدواجن يعود لقلة المنتج خلال الفترة الحالية التي جاء بها العيد, مشيراً إلى أن ما يوجد في المزارع من الدواجن في الأغلب وزنه قليل.
ويوضح أن أغلب الكمية الموجودة في مزرعته تتراوح أوزنهم أقل من كيلوجرام وهو غير صالح للذبح لأنه صغير كثيراً, مؤكداً أن الوزن المناسب للذبح ما بين كيلو ونصف و 2 كيلو.
ويبين شملخ أن السعر الذي يوزع به الدجاج للمحلات خلال الفترة الحالية هو 9 شواكل ونصف ويباع للمواطنين ب11 شيكل, مشيراً لاحتمال انخفاض الأسعار قليلاً خلال الفترة التي تلي عيد الأضحى وذلك يعود لأن كميات كبيرة من الدواجن ستورد للسوق خلال الفترة المقبلة.
ومن جانب آخر يشير الصياد أبو محمد أبو حصيرة إلى أن عيد الأضحى لم يؤثر كثيراً على سوق السمك في قطاع غزة, مؤكداً الصيد في بحر غزة قليل, وما يأتي من مصر عبر الأنفاق له سعر محدد لا يمكن أن ينخفض لأنه له تكاليف أخرى.
ولفت إلى أن الكثير من العائلات لا تحب اللحم الأحمر وبعضها يمل من تكرار اللحم في عيد الأضحى, وهذا الأمر يدفعه للتوجه للحوم البيضاء كالدواجن والأسماك.