قائمة الموقع

المحرر حماد.. ترك ابنته طفلة وعاد اليها شيخا

2011-11-13T12:59:17+02:00

الرسالة نت - رائد أبو جراد     

المكان: داخل معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، الزمان.. صباح الثلاثاء الثامن عشر من أكتوبر، المشهد: بدأت الباصات التي تقل الأسرى المحررين تدخل واحداً تلو الآخر ترافقها عيون لم تتوقف عن النظر يميناً ويساراً علها تجد ضالتها بين جموع المحررين... لحظات معدودات وتصدرت المشهد عائلة الأسير المحرر مجدي حماد ممثلة بزوجته وابنته صاحبة العشرين ربيعاً.

انهمرت الدموع من مقل العيون لحظة استقبال مجدي في نهاية العقد الرابع لذويه وابنته الوحيدة "غدير" التي تركها طفلة قبل اعتقاله مطلع العام 1991.

حزن وفرح

حفاوة اللقاء وحرارة الاستقبال بدلت أحزان عشرين سنةً عايشتها العائلة المحرومة من أحضان فلذة كبدها "مجدي" لأفراح ما زالت تتغنى بأهازيجها مدينة بيت لاهيا شمال غزة.

لكن الدقائق الأولى لحرارة اللقاء الأول بين الأسير المحرر وابنته الوحيدة كانت الأصعب، حيث لم تصدق العشرينية غدير أنها سترى والدها مجدداً، فالأحكام العالية التي فرضتها محكمة الاحتلال على حماد كادت أن تبقيه خلف القضبان حتى توافيه المنية، لكن إرادة الله وصلابة رجال المقاومة حققت السبق في إطلاق سراحه وفك قيده.

لم تحتمل الفتاة تلك المشاهد كلها.. فذرفت عيناها بالدموع لحظة احتضانها لوالدها.. فتبدلت سنين الحزن للحظات فرح وسرور.

سنوات صعبة

ويصف الأسير مجدي المكنى بأبي همام لـ"الرسالة" لحظات الافراج عنه بالصعبة، لتركه أصدقاءه خلف القضبان، إضافة لأنه سيرى عائلته التي تركها قبل اعوام بشكل مباشرة.

ويقول: "كانت لحظة مؤثرة جداً عندما التقيت ابنتي غدير التي تركتها في بطن أمها.. لحظة أشبه بالانهيار نتيجة اللقاء الحار والعاطفي المؤثر".

وعن شعوره وهو حر طليق  يؤكد أبو همام-49- عاما أن شعوره  رائع جداً ولا يوصف، وقال "ظننت عندما استيقظت ثاني يوم بعد الحرية انني في فراش الأسر لكنني بعد أن نظرت من نافذة بيتي تأكدت اني في وطني الذي أعشق هوائه وترابه الطاهر النقي".

ويسرد المحرر مجدي واصفاً حياته في سجن نفحة بالقول: "الاحتلال لم يتوان خلال فترة سجني عن استخدام الاساليب الحقيرة ضد الأسرى الفلسطينيين لتعذيبهم ولقتلهم".

وعن صفقة التبادل، قال: جميع أسرى نفحة كبَّروا وهللوا عندما سمعوا نبأ أسر شاليط وبنفس التهليل كبروا عندما سمعوا نجاح صفقة التبادل بمرحلتها النهائية قبل أسبوعين".

وأردف قائلا: "كانت هناك إرهاصات واضحة تؤكد أن الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال والفصائل ستكون الحاسمة اما بفشل الصفقة او نجاحها، وبالفعل قهرت المقاومة المحتل".

اخبار ذات صلة