م.البيك: مشاريعنا تخدم المجتمع الفلسطيني ونأمل إيجاد الحاضن لها
غزة/ أمينة زيارة
رغم الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، إلا أن التحدي والإبداع ركن أساسي في حياة سكانها، فقد خرجوا من رحم المعاناة، وتميزوا بأفضل المشاريع التي شهد لها العالم بالتفوق والرقي إلى مستوى العالمية.
غزة الآن تضاء بكوكبة من خريجي الجامعات الفلسطينية المبدعين الذي قدموا أقوى المشاريع والأبحاث التي تخدم المجتمع والعالم.
"الرسالة" ومن خلال تقريرها التالي تسلط الضوء على نموذج لهذه المشاريع المميزة.
الحفر على الخشب
جاءت فكرة آلة الحفر على الخشب بعدما تقدمت مجموعة من خريجات كلية الهندسة الكهربائية بالجامعة الإسلامية بمشروع يشرح كيفية عمل هذه الآلة المميزة.
وتقول المهندسة وسام البيك إحدى القائمات على المشروع :" مشروعنا هو عبارة عن آلة تحكم رقمي باستخدام الحاسوب"، موضحة أنها قادرة على الحفر على الخشب والحديد والنحاس والرخام عدا الزجاج.
وأشارت البيك إلى أن هذه الآلة تحفر رسومات وصور تنقل لها عن طريق الكمبيوتر عبر برنامج خاص يسمى mach3 الذي يترجم الصورة للغة تفهمها الآلة.
وحول أهداف المشروع بينت م. البيك أن خدمة طلاب الهندسة والفنون والحرف ومساعدتهم في انجاز مشاريعه بشكل أسرع وأدق كان أهم أهداف هذا المشروع، منوهة إلى إمكانية استفادة الحرفيين في حفر النقوش الصعبة من خلال مشروعهم.
حصار .. غلاء
وفيما يتعلق بالمعيقات التي واجهتهم في انجاز المشروع، أشارت البيك إلى أن وجود العديد من المصاعب التي اعترضتهم أثناء تصميم الجهاز أهمها عدم وجود المواد الخام والقطع الميكانيكية اللازمة للجهاز.
وقالت:" بدأنا المشروع بعد الحرب مباشرة وكانت الورش التي نستفيد منها في استخراج القطع الميكانيكية قد دُمرت بالكامل"، موضحة أن الحصار المفروض على غزة كان له الأثر الكبير في تأخر المشروع.
وتضيف البيك: "عملنا على إنتاج بعض أنواع القطع بأيدينا وبأقل الإمكانيات"، منوهة إلى حصول الطالبات المشاركات في المشاريع على منحة من قبل جمعية الطلائع الشبابية لدعم مشاريع التخرج، مستدركة:" المنحة لم تكفِ المشروع لضخامته ومتطلباته التي تفوق الألف دولار ولكن بحمد الله خرج إلى النور وحصل على التميز بين عدد من المشاريع المقدمة".
أفضل مشروع تخرج
وأشارت خريجة الهندسة إلى أن مشروعها حصل على أفضل مشروع تخرج عام 2009 في اللقاء التكنولوجي الثالث بالجامعة الإسلامية، مبينة أنها ومن خلال مشاركتها في معرض (اكسبوتك) الذي أقيم في مركز رشاد الشوا وجدت دعما كبيرا من قبل زائري المعرض على هذا الانجاز الذي خرج من رحم المعاناة والحصار الخانق.
وقالت :" لقد تفاعل معنا العديد من المؤسسات والشركات التي يصب جهازنا في خدمتها"، موضحة أنهن شعرن بالفخر والاعتزاز بهذا المشروع الذي يضيف اضافة نوعية في عالم الهندسة الكهربائية والاتصالات.
احتضان وتطوير
وعبرت م.البيك عن أملها في أن يجد مشروعهن حاضنة تكنولوجية لتعمل على تطويره ومناقشته في مؤتمرات علمية وتكنولوجية في العالم لعرض إنتاج طلبة فلسطين الذي أنجزوا هذه المشاريع من وسط الحصار والدمار.
وقالت: "مشاريعنا تخدم المجتمع الفلسطيني بالدرجة الأولى"، داعية جميع المؤسسات المعنية أن تقوم بتطوير المشروع ليخدم الصناعات الحرفية وتنميتها لأنه سيساعدهم على تطوير أعمالهم بشكل أدق وأسرع.
وفي ختام كلمتها قالت البيك:" الوصول للنجاح والتميز غير سهل فكل نجاح له عثرات وأمامه معيقات يجب تخطيها بعقلانية لنرقَ بانجازاتنا إلى التقدم التكنولوجي الحاصل في العالم ونلحق بركب التطور والإبداع.
يذكر أن خمس مهندسات من خريجات الهندسة الكهربائية اتصالات وتحكم اخترعن آلة النحت على الخشب وهن هلا العجلة وأماني الجديلي وفداء مسلم ورضا أبو سيدو, اضافة الى وسام البيك.