قائمة الموقع

مشروع "التعليم" للتدريب... غربلة للمعلمين الجدد

2009-12-08T17:17:00+02:00

الوزارة: هدفنا رفع كفاءة المعلمين والاحتفاظ بالمعلمين الأكفاء

تربوي: الدورات تحتاج لتخطيط مسبق ودراسة حاجة كل معلم

متدربون: المشروع مفيد لكن نخشى الاستغناء عنا

 غزة/لميس الهمص

أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي مشروعا تدريبيا للمعلمين الجدد يعد الأكبر الذي تنظمه  الوزارة منذ إنشائها في عهد السلطة الفلسطينية.

ويهدف المشروع إلى زيادة كفاءة المعلمين الجدد وتقييمهم بعد عام من الخدمة إذا ما كانوا يصلحون للاستمرار في عملهم أو الاستغناء عنهم أي "غربلتهم".

وفي الوقت الذي أثنى فيه المعلمون الجدد على المشروع لزيادة خبرتهم ، إلا أنهم لم يخفوا قلقهم إزاء نية الوزارة الاستغناء عن عدد منهم إذا لم يجتازوا تلك الدورات مؤكدين أن تلك الخطوة تتلاعب بمشاعرهم.

تأهيل المعلمين

وزارة التربية والتعليم العالي ذكرت على لسان د.زياد ثابت وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية أن الدورات جاءت نتيجة للعدد الكبير للمعلمين الجدد والاستقرار الذي تشهده الوزارة هذا العام بخلاف العام الماضي، مبينا أن المعلم هو الركيزة الأساسية التي يبدأ منها التغيير وتطوير العمل .

وأوضح أن الدورات تأتي لرفع كفاءة المعلمين والجمع بين النظرية والتطبيق ولتحتفظ الوزارة بمعلميها الأكفاء ، مشيرا إلى أن الدورة تشمل ستة وستين ساعة تدريبية مقسمة إلى عشرين ساعة لمواد التربية العامة وأربعين أخرى للتخصص ، إلى جانب ست ساعات مخصصة للبحث العلمي ، عدا الساعات العملية وورش العمل وحضور الدروس التوضيحية.

وتعطى الدورات للمعلمين بواقع ساعتين أسبوعيا تشمل الجدد الذي انضموا لسلك التعليم بداية العام ، بالإضافة لمعلمي العقود والبالغ عددهم ألفا معلم ، تشرح من خلال حلقات تدريبية.

وتحدث ثابت عن قانون الخدمة المدنية والذي ينص على أن كل موظف يتم تعيينه يخضع لسنة من التجربة ، ويعطى برنامجا تدريبيا إذا نجح في اجتيازه يتم اعتماده أو الاستغناء عنه في حال فشله.

وبين أن الوزارة تطبق القانون من خلال تلك الدورات التي ستقيم من خلالها المعلمين الجدد، موضحا أن معلمي العقود سيتم أخذ درجاتهم بعين الاعتبار عند طلب معلمين للتثبيت والتوظيف في الوزارة .

وذكر ثابت أن عملية التقييم والبرنامج التدريبي في مجمله يخضع لبرنامج محوسب يمنح لكل متدرب رقم خاص به يدخل من خلاله ليقيم المشرفين ويتعرف على محتوى الدورة كما  يمكن من خلاله أيضا معرفة الحضور والغياب والتقييم للمتدربين ودرجاتهم ، كما يمكن المشرفين بالوزارة الإطلاع على سير العمل وكشوف درجات المتدربين.

وأوضح أنه لا يجوز للمعلم المتدرب التغيب خلال السنة التدريبية دون عذر عن 10% من الحلقات الدراسية المقررة، ولا يجوز له أيضا أن يزيد غيابه بعذر مشروع يقبله مدير التربية والتعليم عن 15% من الحلقات الدراسية، واشترطت قبول الأعذار الطبية مصدقة حسب الأصول.

وبين أنه لا يجوز بأي حال أن يتجاوز غياب المتدرب بعذر أو دون عذر 25% من الحلقات الدراسية وإلا فإنه سيتعرض للمسائلة القانونية التي قد تصل إلى حرمانه من الوظيفة الحكومية.

شروط الدورة

واشترطت الوزارة أن يكون المعلمين المرشحين لهذه الدورات يعلمون في مادة تخصصهم أو يدرّسون ما لا يقل عن 50% من نصابهم الأسبوعي في مادة تخصصهم، كما يجوز قبول بعض المعلمين الذين تقل أنصبتهم عن هذا الحد بتنسيبٍ وإذن خاص من مدير التربية والتعليم وبموافقة الوكيل المساعد للشئون التعليمية.

وبحسب ثابت فإن القائمين على الدورة من المشرفين والتربويين الأكفاء بالوزارة كما أن الوزارة لديها استعداد للاستفادة من كل من لديه مقدرة على المساعدة ممن يحملون شهادات عليا من مدراء وتربويين .

وقالت الوزارة إن المتدرب يمنح شهادة إتمام متطلبات التدريب إذا استوفى بنجاح جميع متطلبات الدورة التي التحق بها، والتي تبلغ درجاتها "500 " درجة والتي تشمل الاختبارات التحريرية، والتربية العملية، والبحث التربوي، والدوام والمشاركة الفاعلة في الحلقات مخصصة درجات محددة لكل متطلب.

وقسمت الاختبارات التحريرية إلى "3" اختبارات تبلغ علاماتها الكلية "300" درجة موزعة على الاختبار الفتري الأول ودرجته "50" ،والاختبار الفتري الثاني ودرجته "50 "، والاختبار النهائي الشامل ودرجته "200 " .

      كما يحصل الطالب على "100 " درجة في التربية العملية، مقسمة على الزيارة التوجيهية ودرجتها من "25"، والزيارة التقويمية ودرجتها "75"، كما يحصل الطالب على "50 " درجة في البحث التقويمي، و "50 " درجة في الدوام والمشاركة الفاعلة في الحلقات.

    وبينت الوزارة أن المتدرب يعتبر ناجحاً في الدورة إذا حصل على (50 %) من علامات كل متطلب من متطلبات الدورة، وعلى ( 60% ) من مجموع العلامات المقررة للمتطلبات مجتمعة.

وقد خصصت الوزارة للحضور والدوام 25 درجة،معتبرة أن أية زيادة في نسبة الحضور عن 75% بمقدار 1% يقابله درجة واحدة على الحضور ، كما تم تخصيص 25 درجة للمشاركة الفاعلة في الحلقات الدراسية يتم تحديدها من قبل مشرفي التخصص المشاركين في تنفيذ الحلقات الدراسية.

وذكر ثابت أن البرنامج يعمل على تطوير كافة النواحي لدى المعلم من خلال حضور المشرفين لشرحه وتقييمه في لجان خاصة وبأرقام سرية، مشيرا إلى أن الوزارة تنوي تطوير البرنامج ليشمل دورات إنعاشية للمعلمين القدامى.

ضرورية ولكن

من جانبه يرى الدكتور داوود حلس أستاذ علم التربية بالجامعة الإسلامية أن التدريب بعد الخدمة يسمى بالتربية المستمرة للمعلم لوجود فرق بين الخبرة والخدمة ، فالأخيرة تكتسب بممارسة العمل أما الأولى تكون من خلال الدورات والمؤتمرات والإطلاع .

وبين أن مثل تلك الدورات هي مفيدة للمعلم لكن بشرط أن تكون بتخطيط مسبق وليس عشوائيا، منوها إلى أنها تحتاج لتخطيط وبحث في احتياجات كل معلم لكي تمنح له من خلال الدورة ولا يذهب جهد القائمين عليها هباء منثورا .

وطالب حلس وزارة التربية والتعليم بعدد اكبر من الدورات التي تنمي قدرات المعلمين لكن وفق احتياجاتهم ، متمنيا أن يكون هناك تخطيط سنوي أو لعدة سنوات في هذا المجال.

وانتقد حلس الاختبارات في تلك الدورات كون الدورة يجب ألا تحوي اختبارا بل استبيان يفهم من خلاله مدى استفادة المتدربين في الدورة ولتقييم مواطن الخلل ، مؤكدا أن الدورات قلما يحدث خلالها اختبارات ، وفي حال حضوره للدورة يجب أن يحصل على شهادتها.

وذكر أنه طالما عين المعلم في سلك التعليم وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في التربية يجب أن يكون قادرا على العطاء وتعليم الطالب.

ووجد انه من الصعب أن تحدد دورة تدريبية إذا ما كان يصلح للتعليم أو لا  ، موضحا أن فمفهوم الدورة لا يمكن أن يخضع للنجاح والرسوب ولكن لمدى الاستفادة.

وبين أن ما يفيد المعلم الجديد هي زيارة المشرف التربوي له الذي تختلف زيارته للمعلم الجديد عن القديم .

وتمنى حلس من الوزارة اعتماد خطة خمسية في تدريب جميع المعلمين ، والتطرق للأساليب الحديثة في التعليم.

آراء

واعتبر مدراء المدارس أن الدورة مهمة للمعلمين الجدد ، حيث اشاروا الى أن هناك معلمين قدامى حصلوا على أكثر من خمسة وعشرين دورة حتى أتقنوا عملهم في مجال التدريس.

وذكر بعض نظراء المدارس في أحاديث منفصلة مع ا"لرسالة" أن عددا من المعلمين الذين عينوا لم يخضعوا لامتحانات قبل توقيعهم للعقود ، كما أن هناك عدد منهم لا يحمل شهادة في التربية ، ولذلك رأوا أن تلك الدورات تفيدهم في فلترة هؤلاء المعلمين خصوصا بعد الحديث وبعض الاحتجاجات عن آليات  توظيفهم ، مشددين على أن هذه الدورة والتقييم سيقطع الطريق أمام كل من يتحدث عن عدم كفاءة المعلمين الجدد. 

وفضل المدراء لو أن الوزارة انتقت عددا من المعلمين الجدد ولم تجمل أصحاب العقود معهم والذين قد تستغني الوزارة عنهم في أي وقت كون كثرة عدد المنضمين للدورة تسبب في خلل ببعض المدارس لاسيما أن هناك مدراس يوجد بها أكثر من خمس معلمين توجهوا لتلك الدورات مما سبب خلل في نظام الحصص الدراسي .

ويخشى بعض المعلمين والمعلمات الجدد من الحديث الدائر عن الاستغناء عن عدد منهم عقب انتهاء الدورة ، ورأوا أن تلك الدورة لا يمكن لها أن تقيمهم بشكل نهائي ، ووصفوا ذلك بمثابة اللعب بمشاعرهم .

لكن أصحاب العقود من المساندين اعتبروا تلك الدورة فرصة لإثبات أنفسهم ، لاسيما أن الحديث يدور وسطهم عن وعود الوزارة بمنحهم درجات تساعدهم في عملية التثبيت مستقبلا.

وتقول المعلمة خلود التي تعمل بناء على عقد سنوي وهي خريجة تخصص لغة عربية وإعلام أن تلك الدورة ستفيدها في مجال التربية كونها ليس لديها خبرة في مواد التربة التي لم تدرسها في الجامعة.

ومع القرارات الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لرفع كفاءة المعلمين الجدد يسود الرضا بين أوساط إدارات المدارس والطلبة على حد سواء لاسيما بعد شكاوى سابقة على المعلمين المساندين الذين يفتقرون للخبرة.

 

اخبار ذات صلة