قائمة الموقع

الأرملة أم رزق تحلم بكفيل لأطفالها

2011-11-17T14:03:33+02:00

الرسالة نت - أمل حبيب

أن تفقد الزوج السند والمعيل ليس بالأمر الهين، وخصوصا بوجود ثلاثة أيتام تربيهم الأرملة أم رزق وحيدة.

"وين أبو رزق؟".. كان سؤالنا قاسيا على الأرملة إذ تغيرت ملامح وجهها وكأنها جروح قد فتحت من جديد بعد محاولات لتضميدها, وبعد صمت لم يدم طويلا عادت أم رزق للواقع المرير وتحجرت دموعها في مقلتيها خوفا على أطفالها من الشعور بالنقص أو الضعف لوفاة الوالد, ونطق وجعها: "توفي قبل سبعة أشهر بمرض السرطان".

بعد أن افترس المرض جسد المقعد أبو رزق ترك فراغا كبيرا في حياة زوجِه ومسؤوليات أكبر في تربية الأيتام وتعليمهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.

لم يترك أبو رزق لعائلته سوى كرسيه المتحرك ذكرى من وجعه.. تقول الأرملة: "كان زوجي مصابا بشلل نصفي ورغم ذلك لم أشعر بمصاريف المنزل بالصورة التي أعاني منها اليوم".

الألم كان جليا في منزلها المكون من غرفة واحدة تغطيها ألواح الزينقو, ومع حلول الشتاء تروي أم رزق صراعها مع تسرب المطر من (الزينقو)، ومع برودة الجو التي تعصف بها وحيدة مع أيتامها.

(رزق وفاطمة وليلى).. أبناؤها الثلاثة كانوا كمن يحاول تعويض الأب بزيادة الطلبات على كاهل والدتهم.. تقول الأخيرة: "زاد الحمل على أكتافي وخصوصا مصاريف المدرسة لرزق، والروضة لفاطمة وليلى (...) مش هاين علي أقولهم معيش".

وتحاول الأرملة تلبية طلبات أبنائها رغم عدم وجود مصدر دخل ثابت لها إلا المساعدة المالية من وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة شهور، وكابونة المؤن التي تنتظرها لتبيع منها كيس طحين لتسدد التزاماتها.

وبابتسامة يقول الطفل رزق (6 سنوات): "لما أكبر بدي أصير دكتور", وكأنه يحلم بأن يكبر بسرعة ليحمل عن كاهل والدته بعضا من الهم والمسؤولية.

أما الطفلة ليلى (4 سنوات) التي حرمت من كلمة بابا مبكرا فتقول: "يا ريت يصير عندي ألعاب كتير زي البنات في الروضة".

الأرملة أم رزق لا تحلم سوى بتوفير حياة كريمة لصغارها والحصول على مصدر دخل ثابت لتأمين مستقبل الأيتام الثلاثة, ورغم كل الظروف المحيطة بها من عدم سؤال الأقرباء عنها لكنها ما زالت صامدة.. وتقول: "يا رب يقدرني على تربية الأولاد (...) بتمنى حدا يساعدني

بكفالتهم".

أم رزق كانت كمن يبعث برسائل تطمين للمرحوم زوجها بأنها ما زالت صابرة في تربية الأيتام رغم كل الظروف الصعبة التي تحيط بها.

هو نداء استغاثة من الأرملة أم رزق يحاول اختراق جدار قلوبكم لتقديم العون والمساعدة لها, ويتمنى فريق "ألم وأمل" من الجمعيات الخيرية والمسؤولين أن يتأملوا في حكاية الألم ليرسموا الابتسامة على وجوه الأيتام الثلاثة.

اخبار ذات صلة