قائمة الموقع

لقاء المصالحة .. خطوة تكتيكية أم تقارب جدّي؟!

2011-11-21T11:35:34+02:00

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

لا يريد الفلسطينيون من لقاء عباس- مشعل "جلبة" إعلامية وكاميرات تلاحقهما ثم ما تلبث أن تختفي على أمل اللقاء مرة أخرى في البعيد المؤجّل ! .

الشتاء الخصيب لم يدع لأحد الاهتمام سوى بهطول الأمطار الغزيرة أما نتائج المصالحة فتقبع في الدرجة الثانية بعد سلسلة اجتماعات لم تسفر عن شيء ملموس.ويعد اللقاء المرتقب بين عباس ومشعل لقاء لتطبيق بنود المصالحة المتفق عليها في مايو أيار الماضي حين وقع الطرفان على الاتفاق في القاهرة.

ومن أهم القضايا الإستراتيجية المطروحة في اللقاء المرتقب الإطار القيادي لمنظمة التحرير وآلية عمله, إضافة لرئاسة الحكومة الانتقالية والبرنامج السياسي, وما يتعلق باللجان الأمنية.

وفيما يرى محللون للمشهد السياسي الفلسطيني أن خطوة عباس الايجابية نحو مشعل خطوة تكتيكية للمناورة أمام موقف أمريكا و(إسرائيل), يرى آخرون أن عباس بدأ يتجه إيجابيا لتعزيز الجبهة الداخلية.

تصالح وتكتيك

حماس أعلنت على لسان أكثر من متحدث باسمها أنها ترحب وتدعم لقاء عباس وترى فيه تطورا ايجابيا جديدا لكنها تعلّق يقينها بنجاح المصالحة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

فتح وإن مضت برأس الهرم هذه المرة للقاء رأس حماس بعد لقاءات تحضيرية مبشّرة إلا أنها حتى الآن لم تظهر أي ايجابية بشأن المعتقلين السياسيين وهي مسألة غاية في الحساسية بالنسبة لحماس.

البون الشاسع بين موقفي حماس وفتح لا يتركز في الرؤية السياسية فقط فهناك خلاف شاسع في الفكر السياسي والرؤية الإستراتيجية لهما قد تلتقي أن التقى خطان متوازيان ! .

ويرى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن عباس واجه جملة من الإجراءات أثبتت فشل مشروعه السياسي. وقال إن رئيس السلطة الفلسطينية كعادته يحاول المناورة لتقوية موقفه أمام الإدارة الأمريكية و(إسرائيل).

وأضاف لـ"لرسالة نت": "تخلت الإدارة الأمريكية عنه واخفق في الحصول على عضوية كاملة في مجلس الأمن لذا عليه أن يغير من فكره السياسي بإيجابية نحو المصالحة".

ورغم أن حالة من التقارب تبدو هذه المرة أكثر من غيرها إلا أن الصواف أكد أن خطوة عباس للقاء مشعل خطوة تكتيكية وليست إستراتيجية.

وتابع: "محاذير فشل المصالحة لازالت قائمة وهو يوجه بلقائه مشعل رسالة لأمريكا مفادها إما أن تقف لجواره أو يرتمي في حضن حماس وبناء على ذلك جاءت تهديدات حجب الدعم المالي".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت لقاء مشعل-عباس خطوة ضارة بعملية "السلام" مهددة بقطع الدعم المالي فيما هددت (إسرائيل) بحجب أموال الضرائب عن السلطة.

وبرر الصواف رؤيته بالقول إن عباس لو كان جديا في إبرام اتفاق المصالحة لاتخذ خطوات جدية أهمها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالضفة حسب اتفاق مايو الماضي.

أما المحلل السياسي طلال عوكل فيرى أن لقاء عباس-مشعل المرتقب يؤكد أن الأمور نضجت لحد كبير بينهما. وخالف المحلل عوكل المحلل الصواف حين نفى أن يكون موقف عباس خطوة تكتيكية لأن حماس وفتح فهمتا التغيرات الجديدة في المنطقة العربية.

وأوضح أن تحديد موعد على مستوى رفيع بين قادة الحركتين والاتفاق على تاريخ اجتماع لا يكون إلا عقب دراسة مسبقة لكافة نقاط الخلاف. وحول موقف أمريكا و(إسرائيل) من لقاء عباس بمشعل أضاف: "لا أحد يأتي لهذا اللقاء دون أن يعرف أن أمريكا و(إسرائيل) ستضغط أكثر على الفلسطينيين فهذه خطوة تحدي للسياسة الأمريكية و(الإسرائيلية)".

وأشار أن الولايات المتحدة ستجد في خطوة عباس الأخيرة للقاء مشعل ذريعة لتبرير انحيازها المستمر لجوار (إسرائيل).

أجواء مغايرة

ويقف الفرقاء الفلسطينيون أمام شتاء خصيب يبشّر المنطقة العربية بربيع جديد قد تزهر معه كثير من التطورات الإيجابية. مصر وتونس تبدوان أكثر استقرارا من معضلة اليمن وسوريا المعلقة في بلدين تحترقان بنار الأنظمة الحاكمة.

التوصل لاتفاق بين حماس وفتح هذه المرة قد يعني فهم دروس الماضي والاستعداد للمستقبل لكن الإخفاق قد يلج بهما لنفق مظلم لا تعرف نهايته سوى أن أمريكا و(إسرائيل) تحضران في نهايته الأسوأ للفلسطينيين.

ويرى المحلل عوكل أن اللقاء الثنائي يوفر امتيازات كبيرة للطرفين "حماس وفتح" تنعكس على القضية الفلسطينية بإيجابية.

وقال لـ"لرسالة نت" إن التحضير للقاء المرتقب بين عباس ومشعل سبقه جملة تحضيرات تدلل أن القادم هو مرحلة جديدة متطورة العلاقة بين فتح وحماس. ونفى المحلل الصواف وجود تأثير حقيقي للربيع العربي على ملف المصالحة مشيراً أن عباس لديه طموح بالعودة لطاولة المفاوضات بشروط محسّنة.

وتابع: "عباس يرغب بالعودة للمفاوضات بينما حماس تحاول مجاراته في المصالحة لأقصى حد أما موقف أمريكا وأوروبا فلم يتغير لازال ضد حماس والمقاومة ويطمعون بعودة عباس للمفاوضات".

أما المحلل عوكل فأكد أن حماس وفتح تدركان أن التغييرات السياسية في المنطقة تؤثر على المشهد الفلسطيني وأن المصالحة ستكون أفضل لهما خاصة بعد انسداد الأفق السياسي بين السلطة والاحتلال.وسيكون الفلسطينيون بعد أيام فقط مع بث حي ومباشر للقاء عباس بمشعل لكنهم رغم اهتمامهم باللقاء يطالبون برؤية المصالحة واقعا في الضفة وغزة لا حديثا مكررا في وسائل الإعلام. 

اخبار ذات صلة