الرسالة نت- مها شهوان
نزل الموظف مروان عبد الكريم 33 عاما من سيارته على عجالة من أمره بهندامه المنمق ودخل مركز غزة التجاري حاملا بيده ورقة صغيرة دونت عليها زوجته احتياجات بيتها، فراح يتنقل من قسم لآخر حتى انتهى من جمع كل ما يريد وذهب إلى المحاسب دون مفاصلته بأي شيء.
"الرسالة نت " اقتربت من الموظف قبل مغادرته لتسأله عن سبب شرائه مستلزمات منزله من "المول" بدلا من الأسواق الشعبية أو "الدكان" فأجاب :" الشراء من المركز التجاري أسهل نظرا لضيق الوقت لدي، "فبدلا من النزول للسوق اختصره بالمجيء إلى هنا والتبضع لأسبوعين كون الأسعار تناسبني"، مضيفا : في بعض الأحيان لا أجد بعض المتطلبات سوى بالمراكز التجارية.
وفي المقابل تعتبر ربة البيت أم أحمد رجب أن الشراء من السوق الشعبي أو "الدكان" له مذاق مختلف ونكهة خاصة، خاصة أنها تستطيع مفاصلة التاجر عند شراء سلعة ما بخلاف "المول" الذي تبقى أسعاره ثابتة.
وأنشأ عدد من رجال الأعمال مولات تجارية في قطاع غزة تضم السواد الأعظم من احتياجات المواطنين وتنقسم إلى عدة أجنحة مختلفة ما بين الملابس والأثاث والأحذية وغيرها من الاحتياجات.
حركة البيع
وفي السياق يقول أبو مصطفى -صاحب دكان صغير:" المولات تخطف الزبائن عند افتتاحها ولكنها تفقدهم بالتدريج نظرا لعدم وجود فرق كبير في الأسعار بين المول والمحلات التجارية".
في حين تحدث محاسب بأحد المولات التجارية رفض الإفصاح عن اسمه بالقول :" عند افتتاح المركز التجاري كنا نعمل طوال اليوم لشدة الطلب على السلع، ولكن بعد انقضاء شهرين على الافتتاح بدأت حركة البيع تقل".
من ناحيته، يرى المحلل الاقتصادي معين رجب أن مراكز التسوق ظاهرة جديدة الغرض منها ترويج المنتجات وزيادة المبيعات.
ولفت إلى أن انتشار المراكز التجارية الجديدة لم يتم من خلال دراسة حقيقية أو جدوى لمدى ضرورة وجودها، مشيرا إلى أن المستهلك يتأكد بعد فترة من عدم وجود فرق بين الأصناف المعروضة في تلك المراكز أو بالأسواق مما يؤدي إلى قلة طلبها من "المول" في المدى البعيد.
الضمانات والخطورة
وعن امكانية اختفاء الأسواق نتيجة كثرة المولات، قال الاقتصادي رجب :" لا يمكن أن تبتلع المراكز التجارية الأسواق الصغيرة باعتبار الأخيرة منتشرة بكل مكان وقريبة من منازل المواطنين ، إلى جانب استحالة إقامة "المولات" بأعداد كبيرة دون أي حكمة من وراء ذلك "، داعيا إلى ضرورة إيجاد الضمانات المناسبة لاستمرار تلك المراكز وجذب المستهلك إليها كتخفيض الأسعار وتوفير أصناف غير متوفرة في السوق الشعبي.
وطالب المستثمرين، بتشجيع المواطن للإقبال على مشاريعهم خلال بذل الجهود وتقديم المنتجات الأجود والحوافز المناسبة.
وشدد رجب على ضرورة الشفافية في عمل المراكز التجارية ودعمها للمنتج الوطني عبر تقديمه للجمهور بطريقة عرض تثير اهتمامه، داعيا في الوقت ذاته الجهات المختصة إلى تفعيل عملها الرقابي عبر تطبيقها للقوانين والتشريعات السائدة وذلك من أجل حماية المستهلك.
يذكر أن قطاع غزة يعيش حالة حصار منذ ما يقارب الخمس سنوات حيث تمنع (إسرائيل) دخول الكثير من المواد الهامة، فضلاً عن إغلاق المعابر الفلسطينية.