بالصور.. شتاء دافئ لأسرة أبو تامر في المنزل الجديد

المحافظة الوسطى-محمد بلّور-الرسالة نت

يتذوق أبو تامر السلطي وأسرته نعمة المبيت شتاءً في منزل يستره بعد سنين من المعاناة في بيت آيل للسقوط .

وتمكنت جمعية النهوض بالعامل بتمويل من نواب المجلس التشريعي في محافظة الوسطى وأهل الخير من إعادة ترميم منزل خميس السلطي 50 سنة حتى أصبح صالحا للحياة .

وبدّل المنفذون للمشروع سقف المنزل وشبكة الكهرباء والمياه والمطبخ وبلاط الأرض إضافة لتسوية وتقوية الجدران الآيلة للانهيار .

ويسكن في منزل أبو تامر بمخيم البريج 6 أفراد بينما يعاني ربّ المنزل من مرض في عينيه أعجزه عن العمل وإعالة الأسرة ومنعه من الرؤية سوى لأمتار قليلة.

حياة جديدة

عندما ذهبنا لزيارته كان جالسا تحت أشعة الشمس أمام منزله في استراحة صباحية وقد أرخى منظاره الطبي على عينيه المريضتين .

يحلّق أبو تامر بعينيه في سقف المنزل قبل الشروع في وصف المنزل السابق الآيل للسقوط الذي لا تتجاوز مساحته 60 متر مربع .

وقال :"كنا معلقين عدد كبير من الجرادل في السقف حتى تدلف مياه الأمطار فوقنا من السقف والجدران كانت قديمة ومتصدّعة" .

وشكر فاعلي الخير الذين قاموا بترميم المنزل بشكل كلي وأصلحوا شبكة المياه والكهرباء والمطبخ وحمام البيت حتى أصبح صالحا للسكن بصورة جيدة  .

وأضاف" كان المنزل آيلا للسقوط ما استعدى إصلاح الجدران وتبديل السقف وتبليط الأرض .

تحسس المواطن خميس الفرق خلال المنخفض الجوي الأخير وهطول الأمطار الغزير الذي لم يدعه يوما ينعم بالجلوس أو المبيت مستقراً .

بجوار منزله تماما يسكن ابنه المتزوج بينما يعيش بقية أبنائه معه وهم يدرسون في مراحل دراسية مختلفة 

وتابع :" أشكر جميع من ساهم في ترميم منزلي.. هذه خدمة لن أنساها وان شاء الله تكون في ميزان حسناتهم، فلم أحلم يوما بأن يصبح منزلي صالحا للسكن".

أكثر ما كان يقلقه هو السقف والأرضية وشبكة المياه والجدران المتعفنة والمطبخ المنحدر من عالم آخر .

ضيوف مغادرة

تحوم أم تامر في مطبخها الجديد المتواضع وهي منشغلة في إعداد الطعام بينما يتسلل من المطبخ بخار القدر الراقد فوق الموقد .

تتحدث عن منزلها القديم فتقول :"كانت دارنا ميؤوس منها، وكنا نخاف من انهيارها خلال كل غارة طيران قريبة من منزلنا" .

ولن تنسى أم تامر اليوم الأول من إعادة ترميم المنزل حين رفعوا السقف فانهار جزء من الجدران ما كان ينذر بكارثة مع وقف التنفيذ ! .

وشكرت أهل الخير وجمعية النهوض العامل الذين بدلوا بلاط المنزل وشبكة المجاري والسقف في منزل عادت له الحياة من جديد .

وأضافت :"زوجي مريض منذ سنوات ولا يوجد لدينا دخل ثابت، لذا فنحن نعيش على مساعدات أهل الخير والجمعيات" .

تتهلل أساريرها حين ترد على خاطرها أنها تخلّصت من ضيوف ثقيلة –الفئران- وأوعية جمع مياه المطر المعلّقة في الأعلى تحت سقف مهترئ .

منازل مدّمر

يحافظ ممثل جمعية النهوض بالعامل نضال صايمة على هدوئه وهو يراقب حديث سكان المنزل مستشعرا حالة الرضا التي يحيون .

يؤيّد كلامهم شفاهة حين يهزّ رأسه تارة ويعود لصمته تارة أخرى ثقةً بما يقولون واستحسانا لنتيجة أسابيع من العمل .

وعن اختيار المنزل قال :"قمنا بالاضطلاع على عدة منازل فقيرة ثم عقدنا لجنة من الجمعية واخترنا منزل المواطن السلطي لأنه سيء جدا وأهله يعانون.

وأضاف " أرضية المنزل كانت محطمة وسقفه يسرّب مياه الأمطار وشبكة الكهرباء والمجاري معدومة لا تصلح للحياة .

اتصلت جمعية النهوض بالعامل بنواب المجلس التشريعي في الوسطى فقدموا دعما ماليا وقدموا البلاط تلاهم بعض المتبرعين للسقف ومواد البناء .

طوال شهر تواصل العمل ليل نهار لإصلاح منزل السّلطي فبدلوا السقف وغيروا شبكة المياه والكهرباء وبلّطوا الأرض وجددوا المطبخ بتكلفة 3000$ .

وناشد صايمة أهل الخير أن ينظروا بعين الرحمة لأصحاب المنازل الفقيرة والمدمرة التي لا تصلح للحياة مشيرا أن البيوت المحتاجة للترميم كثيرة .

تمويل محلي

واحتفاء بتسليم المنزل المرمّم حضر بعض ممثلي المؤسسات المحلية من بينهم ممثل جمعية الصلاح الإسلامية .

واعتبر ممثل جمعية الصلاح الإسلامية محمود القريناوي مشاريع ترميم المنازل بأنها تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي .

وأضاف :"مطلوب من الناس الموسرين أن يعينوا الفقراء ونطمح أن تكون هذه الروح لدى الناس محليا ولا يجب أن نبحث دائما عن ممولين من خارج فلسطين" .

ويؤكد من واقع خبرته في المؤسسات الخيرية أن وازع الخير موجود لدى كثير من الناس لكنهم بحاجة من يبحث عنهم ويشجعهم  .

ويعاني قطاع غزة من نسبة بطالة مرتفعة فاقت 60% في حين ارتفع معدل الفقر بشكل كبير ما جعل من منزل أبو تامر قبل الترميم نموذجا مقدرا بالآلاف حاضرا في أزقة وشوارع غزة .